ورجحه أبو حيان. وقال: وخص الهدى بالتوراة والإنجيل هنا، وإن كان القرآن هدى، لأن المناظرة كانت مع النصارى وهم لا يهتدون بالقرآن، بل وصف بأنه حق في نفسه، قبلوه أو لم يقبلوه، وأما التوراة والإنجيل فهم يعتقدون صحتهما، فلذلك اختصا في الذكر بالهدى. وقيل: أنه تعالى وصف الكتب الثلاثة بأنها هدى، فهذا الوصف عائد إلى كل ما تقدم وغير مخصوص بالتوراة والإنجيل، والله أعلم بمراده. قاله الرازي. كتاب التوراة نزل على اي نبي من. واختاره السعدي وقال: الظاهر أن هذا راجع لكل ما تقدم، أي: أنزل الله التوراة والإنجيل والقرآن هدى للناس من الضلال، فمن قبل هدى الله فهو المهتدي، ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلالة. (وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ) وهو الفارق بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والغي والرشاد، بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات، والدلائل الواضحات، والبراهين القاطعات، ويبينه ويوضحه ويفسره ويقرره، ويرشد إليه وينبه عليه من ذلك.
شاهد أيضًا: ما اول ما نزل من التوراة موقف فرعون من سيدنا موسى ارسل الله موسى برساله لفرعون يدعوه لتوحيد رب الأرض وأنكر فرعون بوجود رب العالمين فأوحى الله لموسى أن يجمع الناس فاهتم فرعون وجمع قومه متجهين إلى البحر الأحمر {{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61] فقال أن خضنا البحر فسنغرق، فأمر الله موسى أن يضرب البحر بعصاه فانفلق 12 طريقًا وسال الماء كأطواد الجبال، وانطلق البحر على فرعون وكان من المهلكين الغارقين هو وجنوده. إن هذه القصة عبره كيف كانوا أهل فرعون بتعذيب وقتل بني اسرائيل وكيف أهلك نبي الله موسى هذا العنيد الظالم، وكيف كان يحتمي هو وقومه بالمياه، وعندما شاهد النبي اليهود يصومون يوم العاشر من محرم لأن الله نجا موسى وقومه من فرعون الظالم فقال رسول الله فنحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر الناس بصيامه. وفي النهاية نكون قد عرفنا أن الكتاب الذي انزل على موسى هو التوراة حيث أرسل الله سبحانه وتعالى كل رسول من رسله إلى قومه يدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد وكل رسول منهم حمل كتاب معين إلى قومه.