وللجزء المعلول أسماء تختلف باختلاف نوع العلة التي دخلت الجزء. فالذي دخله الحذف (محذوف) والذي دخله القطف (مقطوف) والذي دخله الحذ (أحذ) والذي دخله الصلم (أصلم). وقس على ذلك، فقل (موقوفاً) و(مكشوفاً) و(مقصوراً) و(أبتر) و(مقطوعاً) و(مشعثاً). وسأشرح ذلك إن شاء الله في كتابي الجزء الثاني (ما هكذا يكتب الشعر).. وأما الخرم، بالخاء المعجمة والراء الساكنة، فهو من العلل غير اللازمة، وهو إسقاط الحرف الأول من الوتد المجموع، في أول الجزء من أول البيت، وهو لا يدخل من الأجزاء إلا (فعولن) و(مفاعيلن) و(مفاعلتن). جريدة الرياض | الملك عبدالعزيز وملك مصر.. وأول اجتماع في ينبع. لأن هذه الأجزاء الثلاثة مبدوءة بوتد مجموع. ولذلك غلّط أبو العلاء المعري، في كتابه (الفصول والغايات)، غلّط ابن دريد، حين مثل للخرم بقول عنترة: لقد نزلتِ فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم لأن البيت من (البحر الكامل)، وأول أجزائه (متفاعلن) بفتح التاء، وهو جزء مبدوء بسبب ثقيل، فدخل (الوقص) الجزء الأول من البيت، فصار (مفاعلن). وأقول: - إن (الوقص) زحاف ثقيل نابٍ، لا ترتاح له الأذن. والخرم، يدخل خمسة من البحور، وهي: - الطويل والمتقارب، لابتدائهما ب(فعولن). والهزج والمضارع، لابتدائهما ب(مفاعيلن). والوافر لابتدائه ب(مفاعلتن).
وأريد أن أصل في حديثي هذا إلى ما قرأته أخيراً في جريدة "الرياض" الغراء الصادرة في يوم الأحد 4من المحرم سنة 1426ه، بعنوان "يموت الإرهاب ويبقى الوطن". وكان العنوان يحمل قصيدة رائعة لشاعر مبدع من شعراء منطقة جازان العامرة بشعرائها المبدعين، وعلمائها الفضلاء، والشاعر هو الأستاذ إبراهيم عبدالله مفتاح، والقصيدة مكونة من ثمانية وعشرين بيتاً من البحر البسيط. والبسيط سمي بسيطاً لانبساط الأسباب في أجزائه السباعية، ففي كل واحد منها سببان، وقيل: سمي بسيطاً من البساطة التي هي السهولة، لسهولته في الذوق، وقيل: سمي بذلك لانبساط الحركات في عروضه وضربه اللذين كل منهما (فعِلن) بتحريك العين. وقصيدة الشاعر إبراهيم مفتاح من البحر البسيط، ذي العروض المخبونة، أي ثانيها مفتوح، والضرب مخبون مثلها. وقصيدة الشاعر إبراهيم مفتاح، على جودتها، إلا أن الكسر قد لحق ثمانية أبيات منها، ولا أعرف السبب، لأن الشاعر إبراهيم مفتاح متمكن من شعره، وقد قرأت له قصائد خرائد، نالت اعجابي. عدي بن ربيعة.. «الزير » الذي أفنى عمره ثأرا لأخيه | قل ودل. واقرأ معي هذه الأبيات الجميلة التي وردت في قصيدته: "يموت الإرهاب ويبقى الوطن".. يقول إبراهيم مفتاح: اسكب سؤالك ممزوجاً بدمعته رغم المرارة ما أحلاك تسألني من أطفأ البسمة العذراء فوق فمي ومن أراد بإسم الدين يهدرني من شوه النص من أفتى بسفك دم من عاث بالأمن في الأرياف والمدن ومن أسال دماء الأبرياء ومن ساوى ببعض عباد الله والوثن غير أن الأبيات المكسورة في هذه القصيدة، أخلت بجمالها وروعتها، وجانب الشاعر فيها جادة الشعر الأصيل، فوقفتُ عند جوانب التعثر أنظر فيها، وأقلبها، علني أجد مخرجاً لها.
وللخرم اسماء سأقوم بتوضيحها إن شاء الله في الجزء الثاني من كتابي (ما هكذا يكتب الشعر).. وأما الخزم، بالخاء المعجمة وتسكين الزاي، فيأتي به العروضيون بزيادة حروف في أول البيت من القصيدة، ويسمون هذه الزيادة (خزماً) تشبيهاً بخزامة الناقة، وتكون هذه الزيادة حرفاً واحداً أوحرفين، إلى أربعة حروف. ويمكن للشاعر أن يسقط هذه الزيادة من أبياته، ويبقى بعد ذلك معنى البيت سليماً. يقول ابن رشيق القيرواني، في كتابه (العمدة): - "إنما أحدهم يأتي بالحرف زائداً في أول الوزن، وإذا أسقط لم يفسد المعنى، ولا أخلّ به، ولا بالوزن".. انتهى ما قاله ابن رشيق.. والخزم ظاهرة اختلقها الرواة، لجهلهم بعلم العروض، وهو ما يؤكده ابو العلاء المعري (رحمه الله)، ويشير إليه في حديث أجراه في (رسالة الغفران) بين صاحبه ابن القارح وامرئ القيس، وقد أجرى الحديث على النحو التالي: ابن القارح: - يا أبا هند، إن الرواة البغداديين، ينشدون في (قفا نبك) هذه الأبيات بزيادة الواو في أولها، أعني قولك:- "وكأن ذرى رأس المجيمر غدوة". و كذلك قولك: - "وكأن مكاكيّ الجواء غدية". وكذلك: - "وكأن السباع فيه غرقى عشية". فيرد عليه امرؤ القيس: - أبعد الله أولئك، لقد أساءوا الرواية، وإذا فعلوا ذلك، فأي فرق بين النظم والنثر، وإنما ذلك شيء فعله من لا غريزة له في معرفة وزن القريض، فظنه المتأخرون أصلاً في النظم".
أشعاره كانت أشعار المهلهل هي وسيلة من وسائل الإثارة على الأخذ بالثأر، فقد كان يقيم لأخيه مناحة دائمة في شعره حتى تبقى الفجيعة به حية نابضة يشعر بها أفراد قبيلته كما يشعر بها هو نفسه.
"ودانية عليهم ظلالها..... " - عبدالفتاح الشعشاعي - YouTube
الرسم العثماني وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلٰلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا الـرسـم الإمـلائـي وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوۡفُهَا تَذۡلِيۡلًا تفسير ميسر: فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم، وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم، وبهجة وفرحًا في قلوبهم، وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا، ويَلْبَسون فيها الحرير الناعم، متكئين فيها على الأسرَّة المزينة بفاخر الثياب والستور، لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد، وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم، وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلا.