عن بيمة - بيمة للتأمين عن بيمة بيمة® علامة تجارية مسجلة لشركة بيت التأمين ش. م. م، البوابة الأولى للتامين في سلطنة عمان، مرخصة للعمل من قبل الهيئة العامة لسوق المال.
في حال انقضاء فترة التأمين "التكافلي" مع وجود أموال فائضة لم تصرف كتعويضات، يكون العميل مخيراً بين أحد الخيارات التالية: استعادة نصيبه من الفائض. استخدام الفائض لتجديد وثيقة التأمين "التكافلي" لفترة أخرى. التنازل عنها لصالح الشركة لقاء حسن أدائها.
نسعد بتواصلكم معنا عبر الهاتف أو الواتساب أو البريد الإلكتروني للشركة نلتزم بتقديم الرد المناسب خلال ساعتين عمل أترك رسالتك ونحن سنتواصل معك! شكراً على تواصلك معنا سنتواصل معك في اقرب وقت ممكن! < عذراً! يرجى المحاولة لاحقاً! المهندس مساعد العنقري - السليمانية، الرياض، المملكة العربية السعودية، 12245 - 2844 هاتف 011-4661096 فاكس 011-4661091
اهـ.. قال ابن عاشور: موقع هذه الآية موقع الفذلكة لما قبلها والمقدمة لما بعدها. فأما الأول فإنّ الله تعالى لما أنبأ باختبار الرسل إبراهيم وموسى وعيسى وما عرض لهم مع أقوامهم وختم ذلك بقوله: تلك آيات اللَّه نتلوها عليك بالحق {تِلْكَ الرسل فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ درجات وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ البينات وأيدناه بِرُوحِ القدس} [البقرة: 252]. جمع ذلك كلّه في قوله: {تلك الرسل} لَفْتًا إلى العبر التي في خلال ذلك كلّه. ولما أنهى ذلك كلّه عَقَّبه بقوله: {وإنّك لمن المرسلين} [البقرة: 252] تذكيرًا بأنّ إعلامه بأخبار الأمم والرسل آية على صدق رسالته. إذ ما كان لمثله قِبَلٌ بعلم ذلك لولا وحي الله إليه. وفي هذا كلّه حجة على المشركين وعلى أهل الكتاب الذين جحدوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فموقع اسم الإشارة مثل موقعه في قول النابغة: بني عمه دنيا وعمِرو بن عامر ** أولئك قومٌ بأسهم غير كاذب والإشارة إلى جماعة المرسلين في قوله: {وإنّك لمن المرسلين}. اعراب تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. وجيء بالإشارة لما فيها من الدلالة على الاستحضار حتى كأنّ جماعة الرسل حاضرة للسامع بعد ما مرّ من ذكر عجيب أحوال بعضهم وما أعقبه من ذكرهم على سبيل الإجمال.
ولما كان ذيل الآية متعرضا لمسألة القتال مرتبطا بها والآيات المتقدمة على الآية أيضا راجعة إلى القتال بالأمر به والاقتصاص فيه لم يكن مناص من كون هذه القطعة من الكلام أعني قوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا} إلى قوله: {بروح القدس} مقدمة لتبيين ما في ذيل الآية من قوله: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم} إلى قوله تعالى: {ولكن الله يفعل ما يريد}. وعلى هذا فصدر الآية لبيان أن مقام الرسالة على اشتراكه بين الرسل عليهم السلام مقام تنمو فيه الخيرات والبركات، وتنبع فيه الكمال والسعادة ودرجات القربى والزلفى كالتكليم الإلهي وإيتاء البينات والتأييد بروح القدس، وهذا المقام على ما فيه من الخير والكمال لم يوجب ارتفاع القتال لاستناده إلى اختلاف الناس أنفسهم. وبعبارة أخرى محصل معنى الآية أن الرسالة على ما هي عليه من الفضيلة مقام تنمو فيه الخيرات كلما انعطفت إلى جانب منه وجدت فضلا جديدا، وكلما ملت إلى نحو من أنحائه ألفيت غضا طريا، وهذا المقام على ما فيه من البهاء والسناء والإتيان بالآيات البينات لايتم به رفع الاختلاف بين الناس بالكفر والإيمان، فإن هذا الاختلاف إنما يستند إلى أنفسهم، فهم أنفسهم أوجدوا هذا الاختلاف كما قال تعالى في موضع آخر: {إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} [آل عمران: 19].
وأما الثاني فلأنه لما أفيض القول في القتال وفي الحث على الجهاد والاعتبار بقتال الأمم الماضية عقب ذلك بأنه لو شاء الله ما اختلف الناس في أمر الدين من بعد ما جاءتهم البينات ولكنهم أساءوا الفهم فجحدوا البينات فأفضى بهم سوء فهمهم إلى اشتطاط الخلاف بينهم حتى أفضى إلى الاقتتال ، فموقع اسم الإشارة على هذا الاعتبار كموقع ضمير الشأن ، أي هي قصة الرسل وأممهم ، فضلنا بعض الرسل على بعض فحسدت بعض الأمم أتباع بعض الرسل فكذب اليهود عيسى ومحمدا عليهما الصلاة والسلام ، وكذب النصارى محمدا صلى الله عليه وسلم. وقرن اسم الإشارة بكاف البعد تنويها بمراتبهم كقوله ذلك الكتاب. [ ص: 6] واسم الإشارة مبتدأ و ( الرسل) خبر ، وليس ( الرسل) بدلا لأن الإخبار عن الجماعة بأنها الرسل أوقع في استحضار الجماعة العجيب شأنهم الباهر خبرهم ، وجملة ( فضلنا) حال.
وتكليم الله موسى هو ما أوحاه إليه بدون واسطة جبريل ، بأن أسمعه كلاما أيقن أنه صادر بتكوين الله ، بأن خلق الله أصواتا من لغة موسى تضمنت أصول الشريعة ، وسيجيء بيان ذلك عند قوله تعالى وكلم الله موسى تكليما في سورة النساء. وقوله: وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس البينات هي المعجزات الظاهرة البينة ، وروح القدس هو جبريل ، فإن الروح هنا بمعنى الملك الخاص كقوله تنزل الملائكة والروح فيها. و القدس بضم القاف وبضم الدال عند أهل الحجاز وسكونها عند بني تميم بمعنى الخلوص والنزاهة ، فإضافة روح القدس من إضافة الموصوف إلى الصفة ، ولذلك يقال الروح القدس ، وقيل: القدس اسم الله كالقدوس ، فإضافة ( روح) إليه إضافة أصلية ، أي: روح من ملائكة الله. [ ص: 9] وروح القدس هو جبريل قال تعالى: قل نزله روح القدس من ربك بالحق وفي الحديث إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وفي الحديث أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال لحسان اهجهم ومعك روح القدس. وإنما وصف عيسى بهذين مع أن سائر الرسل أيدوا بالبينات وبروح القدس ، للرد على اليهود الذين أنكروا رسالته ومعجزاته ، وللرد على النصارى الذين غلوا فزعموا ألوهيته ، ولأجل هذا ذكر معه اسم أمه ، مهما ذكر ، للتنبيه على أن ابن الإنسان لا يكون إلها ، وعلى أن مريم أمة الله تعالى لا صاحبة ؛ لأن العرب لا تذكر أسماء نسائها وإنما تكني ، فيقولون: ربة البيت ، والأهل ، ونحو ذلك.