والثانية: الحفظ من الشيطان المارد ، فوجب أن نحقق الكلام في هذه المطالب الثلاثة: أما الأول: وهو تزيين السماء الدنيا بهذه الكواكب ، فلقائل أن يقول: إنه ثبت في علم الهيئة أن هذه الثوابت مركوزة في الكرة الثامنة ، وأن السيارات الستة مركوزة في الكرات الست المحيطة بسماء الدنيا فكيف يصح قوله: ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب). والجواب أن الناس الساكنين على سطح كرة الأرض إذا نظروا إلى السماء فإنهم يشاهدونها مزينة بهذه الكواكب ، وعلى أنا قد بينا في علم الهيئة أن الفلاسفة لم يتم لهم دليل في بيان أن هذه الكواكب مركوزة في الفلك الثامن ، ولعلنا شرحنا هذا الكلام في تفسير سورة: ( تبارك الذي بيده الملك) [ الملك: 1] في تفسير قوله تعالى: ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) [ الملك: 5]. وأما المطلوب الثاني: وهو كون هذه الكواكب زينة السماء الدنيا ففيه بحثان: البحث الأول: أن الزينة مصدر كالنسبة واسم لما يزن به ، كالليقة اسم لما تلاق به الدواة ، قال صاحب الكشاف: وقوله: ( بزينة الكواكب) يحتملهما فإن أردت المصدر فعلى إضافته إلى الفاعل أي بأن زينتها الكواكب أو على إضافته إلى المفعول أي بأن زان الله الكواكب وحسنها ، لأنها إنما زينت السماء بحسنها في أنفسها ، وإن أردت الاسم فللإضافة وجهان: أن تقع الكواكب بيانا للزينة ؛ لأن الزينة قد تحصل بالكواكب وبغيرها ، وأن يراد ما زينت به الكواكب.
فأما النصب في الكواكب والرفع، فلا أستجيز القراءة بهما، لإجماع الحجة من القراء على خلافهما، وإن كان لهما في الإعراب والمعنى وجه صحيح. وقد اختلف أهل العربية في تأويل ذلك إذا أضيفت الزينة إلى الكواكب، فكان بعض نحويي البصرة يقول: إذا قرئ ذلك كذلك فليس يعني بعضَها، ولكن زينتها حسنها، وكان غيره يقول: معنى ذلك: إذا قرئ كذلك: إنا زينا السماء الدنيا بأن زينتها الكواكب. وقد بيَّنا الصواب في ذلك عندنا. وقوله (وَحِفْظا) يقول تعالى ذكره: (وحفظا) للسماء الدنيا زيناها بزينة الكواكب. وقد اختلف أهل العربية في وجه نصب قوله (وحِفْظا) فقال بعض نحويي البصرة: قال وحفظا، لأنه بدل من اللفظ بالفعل، كأنه قال: وحفظناها حفظا. وقال بعض نحويي الكوفة: إنما هو من صلة التزيين أنا زينا السماء الدنيا حفظا لها، فأدخل الواو على التكرير: أي وزيناها حفظا لها، فجعله من التزيين، وقد بيّنا القول فيه عندنا. وتأويل الكلام: وحفظا لها من كل شيطان عات خبيث زيناها. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَحِفْظا) يقول: جعلتها حفظا من كل، شيطان مارد. وقوله (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الأعْلَى) اختلفت القراء في قراءة قوله &; 21-12 &; ( لا يَسَّمَّعُونَ) فقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة، وبعض الكوفيين: ( لا يَسْمَعُونَ) بتخفيف السين من يسمعون، بمعنى أنهم يتسمَّعون ولا يسمعون.
"يقذفون" مشتقّة من (قذف) وتعني رمي الشيء إلى مكان بعيد، والمقصود هنا طرد الشياطين بواسطة الشهب، التي سنتطرّق لها فيما بعد، وهذا يوضّح أنّ الباري عزّوجلّ لا يسمح للشياطين بالإقتراب من الملأ الأعلى. "دحوراً" مشتقة من (دحر)- على وزن (دهر)- وتعني طرد الشيء ودفعه، أمّا كلمة (واصب) فإنّها تعني المرض المزمن، وبصورة عامّة تعني الدائم والمستمر، وفي بعض الأحيان تعني (الخالص) ( 3). وهنا إشارة إلى أنّ الشياطين لا يطردون ولا يمنعون من الإقتراب من السماء فحسب، بل سيصيبهم في النهاية- مع ذلك- عذاب دائم. وأشارت الآية أيضاً إلى طائفة من الشياطين الشريرة التي تحاول الصعود إلى السماء العليا لإستراق السمع، وإلى المصير الذي ينتظرها هناك، كما جاء في الآية الشريفة (إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب). "الخطفة" أي اختلاس الشيء بسرعة. و "الشهاب" شيء مضيء متولّد من النار، ويرى نوره في السماء على شكل خطّ ممتدّ. وكما هو معروف فإنّ الشهب ليست نجوماً، وإنّما تشبه النجوم، وهي عبارة عن قطع صغيرة من الحجر متناثرة في الفضاء، عندما تدخل في مجال جاذبية الأرض، تنجذب نحوها، ونتيجة دخولها بسرعة إلى جوّ الأرض وإحتكاكها الشديد مع الهواء المحيط بالكرة الأرضية فإنّها تشتعل وتحترق.
اه ما ارق الرياض تالي الليل كلمات
:. ::.. لك مني فائق الاحترام والتقدير.. :: **... o. O. طــيــ الشرقيه ــف. o°¨...
أنشطةٌ تجارية ورواجٌ اقتصادي وترفيه عن المجتمع السعودي. الرياض قادمة بقوة تماشيا مع رؤية ٢٠٣٠ التي رسمتها لها قيادتها لتعبر إلى مصاف المدن الذكية العالمية. نقلا عن " عكاظ " تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.