ابو معاذ المسلم 22-09-2020 02:22 AM وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون سعيد مصطفى دياب تدبُّر آية ﴿ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [1] كل مخالفة يقع فيها العبد، وكل انحراف منه عن منهج الله تعالى فإنما ضرر ذلك عليه هو. وكل إنسان له من الشقاء وضنك العيش والبؤس بقدر انحرافه عن منهج الله، وبقدر مخالفته لأمر الله تعالى. أما الله تعالى فلا تنفعه طاعةُ الطائعين، ولا تضره معصيةُ العصاة المخالفين. قال اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. [2] وقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي". تفسير القرآن الكريم | تفسير سورة البقرة الآية 57. [3] فارفق بنفسك فإن سهام معصيتك مُفَوقَةٌ إليك، ومُصَوبَةٌ نحوكَ، ومُرْسَلَةٌ عليك. [1] سورة البقرة: الْآيَةُ / 57 [2] سورة آل عمران: الآية/ 177 [3] رواه مسلم- كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، بَابُ تَحْرِيمِ الظُّلْمِ، حديث رقم: 2577 Powered by vBulletin® Version 3. 8. 5 Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour
قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. قال إنكم قوم تجهلون الأعراف (138). كما أنهم عبدوا العجل بعد أن ذهب موسى - عليه السلام - لميقات ربه لتلقي التوراة، كما انتهكوا حرمة السبت وأخذوا يصطادون الحيتان. وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. إذن السياق في الأعراف سياق تقريع وتوبيخ. وتذكر دائماً أن اختلاف السياقين في السورتين هو الأساس في اختلاف بعض الألفاظ في الآيات المتشابهة في قصة بني إسرائيل في السورتين: البقرة والأعراف. والله أعلم. نون العظمة السؤال: ما سر إسناد القول إلى نون العظمة - الجمع - في قوله - سبحانه: وإذ قلنا ادخلوا (البقرة 58)؟ وما سر بناء القول للمجهول في قوله - سبحانه: وإذ قيل لهم اسكنوا (الأعراف 161)؟ الجواب: أسند القول إلى نون العظمة (قلنا) في البقرة لورودها في سياق ذكر النعم عليهم، حيث قال - سبحانه: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين (البقرة 47) ولذا كان الملائم في مقام التشريف والتكريم والإنعام أن يسند القول إلى الله تعالى بنون العظمة. ولأنهم لا يستحقون هذا التكريم أما في الأعراف فقد بني الفعل للمجهول، ولم يكرمهم بشرف الخطاب فلم يظهر اسمه تعالى فيها. أما في البقرة فأكرمهم بشرف الخطاب لمناسبته لسياق التكريم.
وقد بينا معنى: ((الأسباط))، فيما مضى، ومن هم. واختلف أهل العربية في وجه تأنيث ((الاثنتي عشرة))، و((الأسباط)) جمع مذكر. فقال بعض نحويي البصرة: أراد اثنتي عشرة فرقة، ثم أخبر أن الفرق ((أسباط))، ولم يجعل العدد على ((أسباط)). وكان بعضهم يستخل هذا التأويل ويقول: لا يخرج العدد على غير التالي، ولكن ((الفرق)) قبل ((الاثنتي عشرة))، حتى تكون ((الاثنتا عشرة)) مؤنثة على ما قبلها، ويكون الكلام: وقطعناهم فرقاً اثنتي عشرة أسباطاً، فيصح التأنيث لما تقدم. وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. وقال بعض نحويي الكوفة: إنما قال: ((الاثنتي عشرة)) بالتأنيث، و((السبط)) مذكر، لأن الكلام ذهب إلى ((الأمم))، فغلب التأنيث، وإن كان ((السبط)) ذكراً، وهو مثل قول الشاعر: وإن كلاباً هذه عشر أبطن وأنت بريء من قبائلها العشر ذهب بـ((البطن)) إلى القبيلة والفصيلة، فلذلك جمع ((البطن)) بالتأنيث. وكان آخرون من نحويي الكوفة يقولون: إنما أنثت ((الاثنتا عشرة)) و((السبط)) ذكر، لذكر ((الأمم)). قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن ((الاثنتي عشرة)) أنثت لتأنيث ((القطعة))، ومعنى الكلام: وقطعناهم قطعاً اثنتي عشرة، ثم ترجم عن ((القطع)) بـ((الأسباط))، وغير جائز أن تكون ((الأسباط)) مفسرة عن ((الاثنتي عشرة)) وهي جمع، لأن التفسير فيما فوق ((العشر)) إلى ((العشرين)) بالتوحيد لا بالجمع، و((الأسباط)) جمع لا واحد وذلك كقولهم: ((عندي اثنتا عشرة امرأة))، ولا يقال: ((عندي اثنتا عشرة نسوة))، فبين ذلك أن ((الأسباط)) ليست بتفسير للاثنتي عشرة، وأن القول في ذلك على ما قلنا.
والله أعلم بمراده. ولعل مما اقتضى حذف (منهم) في البقرة في قوله - سبحانه: فبدل الذين ظلموا المناسبة لمقام ولسياق التكريم لهم فلم يصرح فيها بأن الظالمين منهم. وأثبت (منهم) في الأعراف بالتصريح بأن الظالمين من بني إسرائيل، لأن هذا ملائم لمقام التوبيخ والتنكير والتأنيب. الإنزال والإرسال السؤال: لماذا قال - سبحانه - في سورة البقرة: فأنزلنا على الذين ظلموا.. (59)؟ ولماذا قال في سورة الأعراف: فأرسلنا عليهم (162)؟ الجواب: استعمل الإنزال في البقرة، والإرسال في الأعراف، لأن الإرسال أنكى في العقوبة وأفظع من الإنزال بدليل قوله تعالى: وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول (الفيل 3-5) فاستعمل الإرسال في سياق البطش وتسليط العذاب. إذن الإرسال في سورة الأعراف جاء مناسباً لسياقها. ولأن الإنزال يفيد حدوث العذاب - على حسب مقام الآية - في أول الأمر فكان أخف وأهون منه في الآية الأخرى - في الأعراف - وهذا ينسجم مع سياق سورة البقرة. وهناك تعليل آخر لهذا الاختلاف، وهو تعليل لفظي أشار إليه الكرماني بقوله: (وفي هذه السورة - البقرة - فأنزلنا على الذين ظلموا (59) وفي الأعراف: فأرسلنا (162) لأن لفظ الرسول والرسالة كثر في الأعراف فجاء ذلك وفقاً لما قبله، وليس كذلك في سورة البقرة).
﴿ آمَنُوا ﴾ الإيمان لغة: التصديق، كما قال إخوة يوسف فيما حكى الله عنهم ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ﴾ [يوسف: 17] أي: بمصدق. وقال تعالى: ﴿ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 61]. وقال ابن تيمية: معناه الإقرار، لا مجرد التصديق [2]. وعلى هذا فأبوطالب عم النبي صلى الله عليه وسلم مصدق له، كما قال: لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يُعنى بقول الأباطل [3] وقال أيضاً: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا [4] لكن تصديقه لم يدخله في الإيمان؛ لأنه لم يقر ولم يذعن ولم يَنقَدْ. والإيمان شرعاً: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وهو القلب، وعمل بالأركان، وهي الجوارح. وهو يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124، 125]. عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: "إذا سمعت الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فأرعها سمعك، فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه" [5]. ما هو اليمين. ﴿ لَا تَقُولُوا رَاعِنَا ﴾ "لا" ناهية، (راعنا) من المراعاة، أي: راع أحوالنا وارفق بنا، فكانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم مراعاتهم، والتأني بهم في تعليمه لهم، ليفهموا عنه ما يقول، وهي بهذا المعنى وهذا القصد لا بأس بها.
أيُ تشابه تلحظه بين قصتيْ الفيلسوف والنبي؟ التسليم التام والصبر الكامل، فالأول صبرَ فكان جزاء الصبر ذكرا باقيا، والثاني استمسك بالأمل، فلما انقطع عاد يضرب على أوتار الحياة مُسلّمًا. فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) "وارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن أَغْنَى الناسِ". وفي سيرة النبي العِبر، فقد عاش يتيمًا، وطُرد من وطنه، ومات جميع ولده في حياته، واُتهم في عِرضه، وتعرض لأهوال من العذاب والحروب، وظل رغم ذلك شامخًا راضيًا قنوعًا.
فإذا دعوتَ الله بهذا الدعاء؛ فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءك. وفي هذا الحديث دليلٌ على جواز الشَّرط في الدعاء؛ أن تشترط على الله عز وجل في الدعاء، وقد جاء ذلك في نصوص أخرى؛ مثل آية اللعان، فإن الزوج يقول في الخامسة: إنَّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وهي تقول في الخامسة: إنَّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين. فالشرط في الدعاء لا بأس به. ثم ذكر المؤلِّف حديث قيس بن حازم حين دخلوا على خبَّاب بن الأرت رضي الله عنه، وهو من الصحابة الأجلاء، دخلوا يعُودونَه بعد أنْ فُتِحت الدنيا على المسلمين. والمسلمون كانوا في العهد الأول فقراءَ، ولكن الله أغناهم بالغنائم الكثيرة التي غنموها من الكفار بإذن الله، كما قال تعالى: ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا ﴾ [الفتح: 20]، وقال: ﴿ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ﴾ [الفتح: 19]. المراد باليم الذي أمرت أم موسى بإلقائه فيه هو - موقع المرجع. فلما فتح الله على المسلمين، كثُرت الأموال عندهم، فزادت وتطوَّرت، وحصل من بعضهم ترفٌ، وصار بعضهم إذا قدِّم له الغداء أو العشاء يبكي على ما كان السَّلف عليه من ضحالة العيش وقلة ذات اليد. دخلوا على خبَّاب بن الأرت رضي الله عنه وهو مريضٌ وقد اكتوى سبع كيَّات، والكَيُّ أحد الأدوية النافعة بإذن الله، ثلاثة أشياء نصَّ عليها الرسول عليه الصلاة والسلام، وبيَّن أن بها الشفاء بإذن الله: ((الكي، والحجامة، والعسل))؛ هذه الثلاثة من أنفع ما يكون بإذن الله عزَّ وجلَّ، وهناك بعض العلل لا ينفع فيها إلا الكيُّ، فمثلًا ذات الجنب، وهو داء يصيب الرئة فتتجلط وتلصق بالصدر، ويموت الإنسان منها إلا أن يشفيه الله عزَّ وجلَّ بأسباب.
حادث اليم ينهي حياة شقيقي العروس واثنين اخرين إثر إنقلاب سيارة في أثناء زفاف عروسين بالأسكندرية.. بالأسماء شهدت محافظة الأسكندرية حادث مأساوي بعدما سادت حالة من الفرح إنقلب الفرح الي سرادق عزاء وذلك لأربع شباب في زهرة ريعانهم أثناء حفل زفاف عروسين إثر انقلاب سيارة الزفاف بهم أثناء ذهابهم الي التصوير وفي حال رجوعهم عقب الانتهاء من جلسة تصوير فوتوسيشن وتوجههم للكنيسة لعقد نصف إكليلتم انقلاب السيارة بهم باشرت جهات التحقيق المعنية في محافظة الإسكندرية، التحقيق فى واقعة مصرع 4 شباب، انقلبت بهم سيارة في أثناء زفاف عروسين؛ ما أودى بحياة شقيقي العروس والمصور والسائق وإصابة كلا العروسين. وطالبت جهات التحقيق المعنية بسرعة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة لمعرفة إذا ما كان هناك شبهة جنائية وراء الحادث من عدمه، كما أمرت بسماع شهود عيان الواقعة والتأكد من سلامة السيارة من خلال التقرير الفني وسؤال المصابين إذا سمحت حالتهم والتصريح بدفن جثامين الشباب الأربعة بعد ورود تقرير الطب الشرعي. تفسير قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ... }. وكان 4 شباب لقوا مصرعهم بينهم شقيقين والسائق والمصور وأصيب كلا العروسين؛ إثر انقلاب سيارة زفاف العروسين على طريق أبيس، شرق الإسكندرية، عقب الانتهاء من جلسة تصوير فوتوسيشن وتوجههم للكنيسة لعقد نصف إكليل.
أيُّهَا المُسلِمونَ: إنَّ مِنَ النَّاسِ في زَمانِنَا ومِنَّا ومِن بَينِنا مَن زَيَّنَ لَهُ الشَّيطانُ سُوءَ عَمَلِهِ، فأصَرَّ على خَطَئِه ومَضَى في غَيِّهِ، ولم يُفَكِّرْ يَومًا أن يَتَرَاجَعَ عَنهُ أو يَؤوبَ، وما ذَلِكَ إلاَّ مِن قَسوةِ القُلوبِ وقِلَّةِ الفِقهِ والمَعرِفَةِ بِاللهِ، والَّتي بُليَ بها مَنِ ابتَعَدَ عَنِ العِلمِ وأعرَضَ عَن ذِكرِ اللهِ؛ { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ} [فاطر: 8]، { وَلَكِنْ قَسَت قُلُوبُهُم وَزَيَّنَ لهم الشَّيطَانُ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [الأنعام: 43].
لست بداعِ الشباب إلى اليأس والقنوط، فتكفيهم أرواحهم المُثخنة بالجراح، ونفوسهم التي أثخنها قدرٌ حازه الاستبداد. لكني أقول إن الدنيا حظوظ، وحظك منها لو كان قليلًا، فليس عليك الندب والسؤال والشكوى، إنما عليك القبول والتسليم. أهلنا فعلوا بنا الأفاعيل كم مرة سمعت أُمًا تقول لابنها معاتبة إياه "فلان أفضل منك! لماذا؟ انظر لحالك، اجتهد لتصير مثل فلان أو عِلان! ". وما إن تمر الأيام حتى يصير الولد غير راضٍ عن ذاته وحياته (لماذا؟) لأن الأم غرست فيه الذنب واليأس وتأنيب الذات وقلة الثقة، فمع كل خطوة يخطوها في حياته، يقف غير مرتاح، وعن طريق اللا وعي يصير مُقصرًا وسيئًا أمام نفسهK وهو ليس كذلك. فماذا لو كانت الأم أكثر رحمة وشفقة على ابنها، ووجهت له (نفسه) كمثال، وليس فلان أو عِلان، ووضعت ذاته أمامه كهدف لابد وأن يُحققه؛ كأن تقول له "أنتظرُ منك الأفضل، لأن فيك الأفضل، أنت جيد، ولك ما يُميزك عن الآخرين، ولابد أن تبحث عن ذلك الشيء". فينشأ الطفل وهو يبحث عن ذاته حتى يلقاها، ويستكن لها، فقد وجه والداه له نفسه معيارًا لنجاحه، فحين يُقارن نفسه، لن يُقارنها بغيرها، بل بنفسه فيما مضى وفيما يود أن يُقبلَ عليه ويُحققه.