ليعملوا مثلهم، وكل ما يصيبهم سيصيبه ". حكم زيارة مدائن صالح الفوزان ورأى الشيخ صالح الفوزان أن زيارة مدائن صالح بقصد السياحة والتنزه هي إثم، ولكن إذا مر بها الإنسان لأنها في طريقها إلى بعض المناطق، مثل الذهاب من المملكة إلى بلاد الشام أو وجهة معينة. ، ولا يقصد الزيارة، فلا بأس بها، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث مشرف: (لا تدخلوا). هؤلاء الناس ما لم تبكوا وإن لم تبكوا فلا تدخلوا عليهم. أنه أصابكم كما أصابهم ". وأما الذهاب إليها للاعتزاز بها، وأنه يدل على الحضارة، فلا يجوز ؛ إنه دار المعذبين الذي لا يحترمه بل يبكي عند المرور فيه. حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء ينظر مجلس كبار العلماء في النهي عن زيارة مدائن صالح، مستشهداً بالحديث السابق الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا هؤلاء إلا إذا كنتم تبكون، وإن لم تبكوا، لا تدخل عليهم. حكم زيارة مدائن صالح - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. نظرت هيئة كبار العلماء في منع الإحياء والإقامة في مدائن صالح. قصة مدائن صالح سُمي مدائن صالح على اسم نبي الله صالح صلى الله عليه وسلم، أرسل الرسول إلى أهل ثمود الذين عاشوا معهم في منطقة الحجر، وكانوا أول من حفروا البيوت في الحجر. تعالى: إلى ثمود أخي صالح قال: يا شعبي عبادة الله ما أنتم من الله أخرجكم من الأرض واستمركم فاستغفروا ثم تبوا إلى الله قريبًا مجيبور * قالوا: يا صالح قد يكون فينا رجاء من قبل.
نظرًا لأن قوم ثمود مثلهم مثل الكافرين فإنهم أمروا سيدنا صالح – عليه السلام- أن يأتي لهم بمعجزة حتى يتمكنوا من تصديق رسالته، وقاموا بتحديد تلك المعجزة ألا وهي خروج الناقة من الصخر. فأخرجها لهم بالفعل بإذن خالقه – عز وجل-، ولكنه امرهم ألا يمسوها بسوء نظرًا لكونها ناقة غير عادية وفي حالة حدوث ذلك سوف يصيبهم العذاب، ويتضح ذلك في قوله تعالى ( وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) [هود، 64]. لقد خصص سيدنا صالح – عليه السلام- بئر للناقة لكي تشرب منه، لهذا كرهها قوم ثمود، واتفق جماعة منها على قتلها، وبالفعل قاموا بقتلها واستهزئوا بما أخبرهم صالح من عذاب ربه الموعود في حالة المساس بهذه الناقة. فبعد مرور نحو ثلاثة أيام لم يحدث أي شيء لهم، ومع فجر اليوم الرابع أرسل الله – عز وجل- صيحة من السماء كانت عظيمة زلزلة ما تحت قوم ثمود وهلكوا جميعًا عدا من آمنوا بالله ونبيه. فلقد قال الله – تعالى- ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ) [هود].
كما جاء في قول الله تعالى في سورة هود الآية 61″ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ". إلا أن ثمود طلبت من سيدنا صالح عليه السلام البرهان على وجود الخالق جلّ شأنه. ليطلب سيدنا صالح عليه السلام من الله أن يُهدي قومه بآية، ليُرسل عليهم الناقة. ليُرسل ربِ العِزة والجلالة سُبحانه على عبادة آيته حيث الناقة. فقد جاء في قول الله تعالى في سورة هود الآية 63 "وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ". وجعل الله لتلك الناقة بئر لكي ترتوي منه. إلا أن ثمود قوم لم يمتثلوا لأوامر الله فذبحوها، فأوقع الله تعالى عليهم العذاب بأمره، سُبحانه. ليأتيهم العذاب على مراحل ثلاثة لكي يتعظوا إلا أنهم لم يتعظوا، إلا أن الله تعالى في اليوم الرابع، ارسل عليهم الصيحة من السماء، فكتب لهم نهايتهم. ذكر الله تعالى في آياته تلك الحادثة التي جعلت من هذه القرية عِظة وعِبرة.
قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين. إن كان قوله إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء [ ص: 108] من تمام الكلام الذي يلقيه الله على عيسى يوم يجمع الله الرسل كانت هذه الجملة وهي قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة إلخ... معترضة بين جملة وإذ أوحيت إلى الحواريين وجملة وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس الآية. وإن كان قوله إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل الآية ابتداء كلام بتقدير فعل اذكر كانت جملة قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا الآية مجاوبة لقول الحواريين يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك الآية على طريقة حكاية المحاورات. وقوله اللهم ربنا أنزل علينا مائدة اشتمل على نداءين ، إذ كان قوله ( ربنا) بتقدير حرف النداء. التفريغ النصي - تفسير سورة المائدة _ (50) - للشيخ أبوبكر الجزائري. كرر النداء مبالغة في الضراعة. وليس قوله ( ربنا) بدلا ولا بيانا من اسم الجلالة ، لأن نداء ( اللهم) لا يتبع عند جمهور النحاة لأنه جار مجرى أسماء الأصوات من أجل ما لحقه من التغيير حتى صار كأسماء الأفعال.
القول في تأويل قوله ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين ( 114)) قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن نبيه عيسى - صلى الله عليه وسلم - ، أنه أجاب القوم إلى ما سألوه من مسألة ربه مائدة تنزل عليهم من السماء. [ ص: 225] ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: " تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ". فقال بعضهم: معناه: نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيدا نعظمه نحن ومن بعدنا. ذكر من قال ذلك: 12997 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط ، عن السدي قوله: " تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا " يقول: نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيدا نعظمه نحن ومن بعدنا. 12998 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله " تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا " قال: أرادوا أن تكون لعقبهم من بعدهم. 12999 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج قوله: " أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا " قال: الذين هم أحياء منهم يومئذ " وآخرنا " من بعدهم منهم. 13000 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: قال سفيان: " تكون لنا عيدا " قالوا: نصلي فيه.
ولو جاز أن يقول: ( إني منزلها عليكم) ، ثم لا ينزلها عليهم ، جاز أن يقول: ( فمن يكفر بعد منكم فإنّي أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين) ، ثم يكفر منهم بعد ذلك فلا يعذّبه ، فلا يكون لوعده ولا لوعيده حقيقة ولا صحة. وغير جائز أن يوصف ربنا تعالى ذكره بذلك " انتهى مختصرا. "تفسير الطبري" (11/ 232) وقال ابن كثير رحمه الله: " وكل هذه الآثار دالة على أن المائدة نزلت على بني إسرائيل ، أيام عيسى ابن مريم ، إجابة من الله لدعوته ، وكما دل على ذلك ظاهر هذا السياق من القرآن العظيم: ( قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنزلُهَا عَلَيْكُمْ) الآية. وقد قال قائلون: إنها لم تنزل ، وقد يتقوى ذلك بأن خبر المائدة لا تعرفه النصارى ، وليس هو في كتابهم ، ولو كانت قد نزلت لكان ذلك مما يتوفر الدواعي على نقله ، وكان يكون موجودًا في كتابهم متواترًا ، ولا أقل من الآحاد ، والله أعلم. ولكن الذي عليه الجمهور أنها نزلت ، وهو الذي اختاره ابن جرير، وهذا القول هو - والله أعلم- الصواب ، كما دلت عليه الأخبار والآثار عن السلف وغيرهم " انتهى مختصرا. "تفسير ابن كثير" (3/230-231) فالقول الصحيح في ذلك: أنها أنها نزلت فعلا ، وهو قول جمهور أهل العلم ، واختاره ابن الجوزي والسمعاني وأبي جعفر النحاس وابن جزي والقرطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن عاشور والشوكاني وغيرهم.