-قال حذيفة بن اليمان عن محمد بن مسلمة: «سمعت رسول الله يقول: لا تضره الفتنة». قصة مقتله: -قام رجل من أهل الأردن بقتله بسبب غيظه من اعتزاله الفتنة فقام باقتحكام منزله عليه وقتله – -قتل محمد بن مسلمة في شهر صفر من عام ستة وأربعين هجرية وكان وقتها عمره سبعة وسبعون عاما. -صلى مروان بن الحكم عليه في الجنازة
مروياته ووفاته روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب الرقم 139 في كتاب: "أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد" لابن حزم الأندلسي، وله ستة عشر حديثا، وروى له الجماعة، وله في الصحيحين حديث واحد، وروى عنه كل من جابر بن عبد الله، والحسن البصري، وسهل بن أبي حثمة (ابن ماجة)، وضبيعة بن حصين (أبو داود)، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (النسائي)، وعروة بن الزبير (البخاري)، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وابنه محمود بن محمد بن مسلمة، والمسور بن مخرمة (مسلم وأبو داود وابن ماجة)، والمغيرة بن شعبة، وأبو الأشعث الصنعاني، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري (ابن ماجة). عاش قويا في الحق ثابتا عند الملمات، شجاعا لا يخشى في الحق لومة لائم، وقد سأله عمر بن الخطاب: كيف تراني يا محمد؟، فقال: أراك والله كما أحب، وكما يحب من يحب لك الخير، أراك قويا على جمع المال، عفيفا عنه، عدلا في قسمه، ولو ملت عدلناك كما يُعدل السهم في الثقاف، فقال عمر: هاه، فكررها محمد: لو ملت عدلناك كما يُعدل السهم في الثقاف، فقال عمر: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني. أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا وأوصاه: "قاتل به المشركين ما قاتلوا فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض فائت أحدا فاضربه به حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية"، وظل على وصية حبيبه فاعتزل الفتن، وأقام بالربذة حتى اقتحم عليه المنزل شقي من أهل الأردن فقتله، سنة ثلاث أو اثنتين وأربعين، ودفن إلى جانب أبي ذر بالربذة.
((محمد بن مَسْلَمَة بن سَلَمَة بن خالد بن عديّ بن مَجْدَعَةَ بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النّبيت بن مالك من الأوس)) الطبقات الكبير. ((محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مَجْدَعة بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك الأوسيّ الأنصاريّ الأوسيّ الحارثي)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((مَحَمّد بن مَسْلَمة بن خَالِد بن عَدِيّ بن مَجْدَعَةَ بن حَارِثَةَ بن الحَارِثِ بن الخَزْرج بن عَمْرو بن مَالِكِ بن الأَوْسِ)) أسد الغابة. ((أبو عبد الرحمن المدني، حليف بني عبد الأشهل. ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقديّ؛ وهو ممن سُمي في الجاهلية محمدًا. وقيل: يكنى أبا عبد الله؛ وأبا سعيد؛ والأول أكثر. )) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أمّه أمّ سهم، واسمها خُليدة بنت أبي عُبيد بن وهب بن لَوْذان بن عبد وُدّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج. )) ((كان لمحمّد بن مسلمة من الولد عشرة نفر وستّ نسوة: عبد الرحمن وبه كان يكنى، وأمّ عيسى، وأم الحارث وأمّهم أمّ عمرو بنت سلامة بن وقش بن زُغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وهي أخت سلمة بن سلامة، وعبد الله وأمّ أحمد وأمّهما عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر، وهو كعب بن الخزرج من الأوس، وسعد وجعفر وأمّ زيد وأمّهم قُتيلة بنت الحصين بن ضمضم من بني مرّة بن عوف من قيس عيلان، وعمر وأمّه زهراء بنت عمّار بن معمر من بني مرّة ثمّ من بني خصيلة من قيس عيلان، وأنس وعمرة وأمّهما من الأطباء بطن من بطون كلب، وقيس وزيد ومحمّد وأمّهم أمّ ولد، ومحمود لا عقب له، وحفصة، وأمّهما أمّ ولد. ))
قلت: فما قال لك يا رسول الله ؟ قال: ما زال يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه. [ ص: 371] قال ابن سعد: أسلم محمد بن مسلمة على يد مصعب بن عمير ، قبل إسلام سعد بن معاذ. قال: وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة ، واستخلفه على المدينة عام تبوك. حماد بن سلمة ، عن ابن جدعان ، عن أبي بردة ، قال: مررنا بالربذة ، فإذا فسطاط محمد بن مسلمة ، فقلت: لو خرجت إلى الناس ، فأمرت ونهيت ؟ فقال: قال لي النبي ، صلى الله عليه وسلم: يا محمد ، ستكون فرقة وفتنة واختلاف ، فاكسر سيفك ، واقطع وترك ، واجلس في بيتك ففعلت ما أمرني. شعبة ، عن أشعث ، عن أبي بردة ، عن ضبيعة قال حذيفة: إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة. قال: فإذا فسطاط لما أتينا المدينة ، وإذا محمد بن مسلمة. قال ابن يونس: شهد محمد فتح مصر ، وكان فيمن طلع الحصن مع الزبير. قال عباية بن رفاعة: كان محمد بن مسلمة أسود طويلا عظيما. [ ص: 372] وفي " الصحاح " ، من حديث جابر: مقتل كعب بن الأشرف على يد محمد بن مسلمة. ابن المبارك: أخبرنا ابن عيينة ، عن موسى بن أبي عيسى ، قال: أتى عمر مشربة بني حارثة ، فوجد محمد بن مسلمة ، فقال: يا محمد ، كيف تراني ؟ قال: أراك كما أحب ، وكما يحب من يحب لك الخير ، قويا على جمع المال ، عفيفا عنه ، عدلا في قسمه ، ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف.
فقال كَعبٌ: «نَعَم، ارْهَنوني»، أي: إذا أرَدْتم أنْ أُسلِفَكم، فادْفَعوا لي رَهْنًا، وعرَضَ عليهم أنْ يَرْهَنوه نِساءَهم، فاعْتَذَروا له عن ذلك بأنَّه أجمَلُ العرَبِ، والنِّساءُ يَمِلْنَ إلى الصُّوَرِ الجَميلةِ، وأيُّ امْرأةٍ تُمنَعُ منكَ لجَمالِكَ؟! فعرَضَ عليهم كَعبٌ أنْ يَرْهَنوه أبْناءَهم، فاعْتَذَروا بأنَّ ذلك يُسِيءُ إلى سُمعَتِهم، ويَكونُ سُبَّةً، وعارًا عليهم بيْن العرَبِ. فعَرَضوا عليه أنْ يَرْهَنوه اللَّأْمةَ، وهي السِّلاحُ وعُدَّةُ الحَربِ، قال: نَعَم، وأرادوا بذلك ألَّا يُنكِرَ عليهم إذا جاؤوه بالسِّلاحِ، ولا يَشُكَّ فيهم، فواعَدَه مُحمَّدُ بنُ مَسلَمةَ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يَأْتيَه بالسِّلاحِ، ويَأخُذَ الطَّعامَ.