وإذا كمل إسلام الإنسان فقد حسن إسلامه، وأكبر ما يراد بترك ما لا يعني هو حفظ اللسان من اللغو في الكلام ففي الحديث عند أحمد (إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه)، والعاقل له أربع ساعات: ساعة يناجي بها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لراحته ومأكله ومشربه. هل الكلام من العمل؟ يعني مما يسأل عنه الإنسان ويعاقب عليه؟ نعم الكلام من العمل المسؤول عنه المكافئ عليه أو المؤاخذ عليه. يقول رسول الله لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا. قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ. خطبة عن (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالا يَعْنِيهِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب). وقال أبوهريرة رضي الله عنه: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم، إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل، وتؤذي جيرانها بلسانها.
أخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح والبزاز وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { تنكح المرأة على إحدى خصال: لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك}. وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك}. قال الحافظ المنذري: قوله " تربت " كلمة معناها الحث والتحريض ، وقيل هي هنا دعاء عليه بالفقر ، وقيل بكثرة المال ، واللفظ مشترك بينهما قابل لكل منهما. قال والآخر هنا أظهر ومعناه اظفر بذات الدين ولا تلتفت إلى المال أكثر الله مالك. وروي الأول عن الزهري... خطبة من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه. المزيد السيرة النبوية (ابن هشام) ابن هشام - عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري أبو بكر وعمر والمقداد وكلماتهم في الجهاد [ أبو بكر وعمر والمقداد وكلماتهم في الجهاد] وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ، فاستشار الناس ، وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر الصديق ، فقال وأحسن. ثم قام عمر بن الخطاب ، فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه ، حتى تبلغه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، ودعا له به.
تعريف المكتبة منتج يقدم عرضا لأهم المراجع والكتب الإسلامية في شتى علوم الدين، مع خدمات البحث المتقدم. قائمة الكتب عرض لكتب مكتبة الشبكة الإسلامية، ويتيح الموقع عرض الكتب ومعلوماتها، وفرز الكتب بحسب الموضوع واسم المؤلف تراجم الأعلام عرض تراجم الأعلام الواردة أسماؤهم في الكتب الإسلامية من خلال كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي كتب الأمة سلسلة دورية فكرية ثقافية، تطبع وتوزع في العالم الإسلامي، وتصدر عن وزارة الأوقاف القطرية.
وقد عدَّ حمزةُ الكنانيُّ هذا الحديث العظيم ثُلُثَ الإسلام. من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. كما عدَّه أبو داوود أحدَ أحاديث أربعة يدورُ عليها العلم. وذكر ابن القيم أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- جَمَعَ الورعَ كله في هذا الحديث. وعدَّ بعضُ العلماءِ هذا الحديث من جوامعِ كَلِمِ نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- التي لم يَصح نظيرها عن أحدٍ قبله؛ لأنه جمع نِصفَ الدين؛ لأن الدين فعلٌ وتَرْك، وقد نص على التَرْك، وقال بعضهم لقد جمع الدين كله؛ لأنه نصَّ على التَرْك ودلَّ على الفعل. وقال ابن القيم: ((فهذا يعمُّ التَرْكَ لِمَا لا يعني من الكلام، والنظر، والاستماع، والبطش، والمشي، والفكر، وسائر الحركات الظاهرة والباطنة، فهذه كلمةٌ كافية في الورع: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالا يَعْنِيهِ)).
د. محمد المجالي* هذا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه الترمذي، فيه معان عظيمة من جهة، وهو مما يسيء الناسُ فهمَه من جهة أخرى، ولنا عنده وقفات تضبط فهمه وتثري معانيه. وقبل هذا وذاك، أقف عند هذا الحسن الذي تحدث عنه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو الشيء الذي ينبغي للمسلم أن يدركه، لأن الإسلام يريد بالعبد الارتقاء وبلوغ أعلى الدرجات. شرح حديث أبي هريرة: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. فرسولنا يدلنا على حسن إسلامنا، قولاً وعملاً، باطناً وظاهرا، فردا وجماعة. هكذا الإسلام بمفومه الشامل، وعلاقاته المختلفة، وتشريعاته المتوازنة، فليس في ديننا إلا ما يرتقي بالإنسان وسعادته دنيا وآخرة، فالشريعة كلها خير، تدرأ المفسدة، وتجلب المصلحة، وتنمي الفكر والعقل، وتبعث على الطمأنينة التي تقود إلى الإبداع في مناحي الحياة الحضارية الأخرى. فالفهم الإيجابي لهذا الحديث أن النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم يرشد إلى واحدة مما تسهم في حسن إسلامنا وكمال أخلاقنا وتوازن علاقاتنا، وعلاقتنا بالله تعالى؛ أن نترك ما لا يعنينا مما لا فائدة منه، من مسائل الفضول، أو من الأمور التي يجهلها أحدنا، قولاً كان أو فعلاً. فالإسلام يريد الإنسان الجاد والأمة الجادة، حتى إن أيّ علم لا فائدة منه فالخوض فيه عبث ومضيعة للوقت، فمن باب أولى الخوض فيما لا يعني الإنسان في دين أو دنيا أو يضره.