الضباب يضاعف الإنتاج شدد السالم على أن زراعة الأرز الحساوي، لا تستهلك كميات كبيرة من الماء، كما يشاع، ومدة زراعته 6 أشهر، ولا يسقى بشكل كبير إلا في شهرين فقط، ويصاب الأرز الحساوي بـ«اللفحة» ويمكن مكافحتها والسيطرة عليها بسهولة، كما يكتاز بأن جودته العالية متماثلة في جميع أراضي الأحساء تقريباً، وتعتمد جودته على اللون وطول الحبة، وسعره يعتمد على خبرة المزارعين واهتمامهم بالمحصول، وفترة التخزين، وهو قابل للتخزين لأكثر من 100 عام، مبينا أن الضباب يضاعف إنتاج الأرز الحساوي، والمياه الكبريتية من العوامل الرئيسية في زيادة طول حبة الرز. حموضة الأرض حصر الباحث السعودي عبدالعزيز علي الحسن، نحو 7 تحديات وصعوبات تواجه المزارعين، وتقلل من الإنتاجية، وتؤثر على محاصيل الأرز الحساوي، مؤكداً تفرد أرض الأحساء بزراعة الأرز الحساوي عن باقي بقع الأرض، بسبب خصوبة الأرض، واعتدال حموضتها، وارتفاع درجات الحرارة، وقد اشتهرت كذلك في عدد محدود من أراضي الأحساء، فعرفت بعض القرى في الأحساء بزراعة هذا النوع من الأرز حتى أصبحت علامة فارقة لمزارعها دون مزارع القرى الأخرى. وعدد 7 صعوبات تواجه زراعة الأرز الحساوي، من بينها ظروف بيئية تتعلق بدرجة الحرارة والجفاف والتصحر وانتشار الحشرات، ومنها بشرية تتعلق بقلة الأيدي العالمة ذات الخبرة، ومنها اقتصادية وتتعلق بارتفاع أسعار الأسمدة العضوية والتكلفة التي على المزارع تحملها إلى أن يبيع المحصول.
طريقة الزراعة تبدأ عملية زراعة الأرز الحساوي بحرث التربة وتنظيفها من الشوائب، حيث تترك للتشميس عدة أسابيع من أجل تهيئتها، وتتم مرحلة زراعته على مرحلتين، الأولى: اختيار مكان للبذور في مايو ويونيو، ونثر الحبوب في مشتل ذي مساحة جيدة، وتغطى بطبقة من الطين السميك، ثم تروى بالماء بشكل يومي في البداية ثم ينظم الري بعد كل 4 أيام، حتى تكبر تلك البذور وتتحول إلى شتلات، ويستمر ذلك لمدة شهرين. أما المرحلة الثانية، فيتم فيها نقل الشتلات إلى الأرض المخصصة خلال يوليو وأغسطس، وتغرس الشتلات في أرض مغمورة بالماء، وتستمر عملية الري في مدة 4 أيام، والتوقف لمدة 5 أيام ويعاود الري مرة أخرى، وهكذا يستمر إلى أن يأتي موسم الحصاد. مُنتج سعودي عجزت جميع دول العالم عن استنساخه.. ما هو؟. ويحصد هذا الأرز يدوياً، ويربط على هيئة حزم، وينقل ليفرش ويترك لعدة أيام إلى أن يجف، وبعدها تتم عملية الدراس «التذرية»، وهي عملية فصل الشلب عن النبتة الأصلية للأرز، ويتم ذلك آلياً ويحتاج إلى عملية أخرى لنزع القشر الخارجي، وبعد تنقيته يفصل الأرز الصافي. مياه الري نفت أبحاث في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء، المزاعم الدارجة في أوساط المجتمع باستهلاك زراعة الأرز الحساوي كميات كبيرة من مياه الري، وأكدت أن استهلاك النخلة من مياه الري يفوق استهلاك الأرز الحساوي، وأن الاحتياج السنوي للنخلة من المياه قرابة 200 لتر ماء يومياً، والأرز الحساوي أقل من تلك الكميات في الموسم كاملاً، إذ إن فترة موسم زراعة الأرز الحساوي 3 أشهر فقط في السنة.
طلب متزايد يشير محمد أحمد السالم "تاجر رز حساوي" أنه يتلقى طلباً جيداً من مدن المملكة المختلفة ومن دول الخليج لشراء الرز الحساوي الذي يتمتع بفوائد صحية كبيرة، وبرأ السالم ساحة الفلاحين من ارتفاع الأسعار مرجعاً إياها بتحملهم كلفات عالية داعياً إلى دعمهم ومساعدتهم في مهنتهم الشاقة، مشيراً إلى أن سعر الكيلو الواحد يبلغ الآن 40 ريالا، فيما كان الكيلو قبل سنتين يباع ب 18 ريالا. ويشير السالم إلى أن الطلب على الرز الحساوي بات يزداد عاماً بعد آخر، حيث استشعر كل من تناوله القيمة الغذائية العالية التي يحتويها هذا الرز. سعر الرز الحساوي عن تشييع جثمان. لا بد من دعم الفلاحين للاستمرار في زراعة الرز شح العمالة بدوره أشار المهندس الزراعي مهدي ياسين الرمضان "عضو مجلس هيئة الري والصرف السابق" أن أسعار الخضار عموماً في المملكة ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 20 – 30%، مؤكداً أن العمالة المتاحة بعد حملة وزارة العمل باتت أقل من الطاقة الإنتاجية للمزارع، مضيفاً أن عدداً ليس بالقليل من أصحاب مزارع الرز خرجوا من الإنتاج، فيما قلل البعض الآخر من مساحته الزراعية، مما انعكس على كمية الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار. م. مهدي الرمضان حث المهندس مهدي على الاستمرار في زراعة الرز الحساوي لأهميته الاقتصادية، وفي الوقت ذاته حذر من خروج أي فلاح يزرع الرز الحساوي عن زراعته، معللاً ذلك إلى كون هذا المحصول عرفت به واحة الأحساء منذ مئات السنين ولابد من الحفاظ عليه، معتبراً أن الدعوة لوقف زراعة الرز الحساوي ارتبطت بظرف مؤقت وهو انخفاض منسوب المياه، وهذا الظرف سيزول إن شاء الله بعد انتهاء مشروع نقل المياه المعالجة ثلاثياً من الخبر إلى الأحساء، ومع تطبيق استخدام الري بالتنقيط الذي سيحفظ على نسبة المياه الجوفية المستخدمة لري الرز.
وزاد بقوله: تأتي مرحلة الحصاد؛ وذلك بعد دخول ما يعرف بـ «المرابعين» بعشرة أيام تقريبا، ليحصد يدويا، ويربط على هيئة حزم، ويقرش تحت أشعة الشمس حتى يجف، وبعد الجفاف تكون التذرية آليا ليفصل خلالها الحب عن السنابل ويسمى حينها «شلب»، ثم يعبأ «الشلب» في أكياس، ويخزن لمدة تتراوح من أربعة أشهر إلى ثمانية أشهر حتى يصبح جافا قويا. وذكر أنه في مرحلة «الجراش» المتضمنة إزالة القشر الخارجي عن الرز ليخرج في النهاية الرز باللون الأحمر الداكن كمنتج نهائي. وعن أبرز العوائق التي تعترض هذا النوع من الزراعة، قال: يشكو المزارعون من عدم وجود الدعم الكافي من وزارة الزراعة لـ «الأرز الحساوي» بحجة أنه يستهلك كثيرا من المياه، ونأمل أن تكون هناك وقفة جادة للمحافظة على هذا المنتج المحلي بعد أن تقلصت المساحات المزروعة منه بشكل كبير حتى أصبحت حصيلة الإنتاج أقل من مئة طن.