#2 رد: تفسير الآية " أم من قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا " تسلمين شـــكرا لك #3 عاشت الايادي ع المجهود المميز دووم الابداع والتميز مننحرمـ تحياتي الُفآتِـنهـہ #4 يعطيك الف الف عافيه موضوع رااائع وجهود أروع #5 بارك الله فيك جعله في موازين حسناتك
والثاني: أن تكون الألف التي في قوله: " أمن " ألف استفهام, فيكون معنى الكلام: أهذا كالذي جعل لله أندادا ليضلّ عن سبيله, ثم اكتفى بما قد سبق من خبر الله عن فريق الكفر به من أعدائه, إذ كان مفهوما المراد بالكلام, كما قال الشاعر: فَأُقْسِــمُ لَـوْ شَـيْءٌ أتَانَـا رَسُـولُهُ سِـوَاكَ وَلَكِـنْ لَـمْ نَجِـدْ لَـكَ مَدْفَعا (6) فحذف لدفعناه وهو مراد في الكلام إذ كان مفهوما عند السامع مراده. مصحف الحفط الميسر - الجزء الثالث و العشرون - سورة الزمر - صفحة رقم 459. وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: ( أمَّن) بتشديد الميم, بمعنى: أم من هو؟ ويقولون: إنما هي ( أمَّن) استفهام اعترض في الكلام بعد كلام قد مضى, فجاء بأم، فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر, وما أعدّ له في الآخرة, ثم أتبع الخبر عن فريق الإيمان, فعلم بذلك المراد, فاستغني بمعرفة السامع بمعناه من ذكره, إذ كان معقولا أن معناه: هذا أفضل أم هذا؟. والقول في ذلك عندنا أنهما قراءتان قرأ بكل واحدة علماء من القرّاء مع صحة كل واحدة منهما في التأويل والإعراب, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقد ذكرنا اختلاف المختلفين, والصواب من القول عندنا فيما مضى قبل في معنى القانت, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنا نذكر بعض أقوال أهل التأويل في ذلك في هذا الموضع, ليعلم الناظر في الكتاب اتفاق معنى ذلك في هذا الموضع وغيره, فكان بعضهم يقول: هو في هذا الموضع قراءة القارئ قائما في الصلاة.
أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه - YouTube
وقوله: ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ) يقول تعالى ذكره: إنما يعتبر حجج الله, فيتعظ, ويتفكر فيها, ويتدبرها أهل العقول والحجى, لا أهل الجهل والنقص في العقول. ------------------------ الهوامش: (5) تقدم الاستشهاد بالبيت في الجزء ( 14: 110) وشرحناه شرحا مفصلا ، فراجعه ثمة. والبيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 284) وموضع الاستشهاد به في هذا الموضع أن العرب تنادي بالهمزة ، كما تنادي بيا. قال الفراء: عند قوله تعالى " أم من هو قانت آناء الليل" قرأها يحيي بن وثاب بالتخفيف. وذكر ذلك عن نافع وحمزة ، وفسروها: يريد: يا من هو قانت ، وهو وجه حسن. العرب تدعو بألف كما يدعون بيا ، فيقولون: يا زيد أقبل ، وأزيد أقبل ؛ قال الشاعر: " أبني لبيني... البيت" وقال آخر: " أضمر بن ضمرة... البيت". وهو كثير في الشعر ، فيكون المعنى مردودا بالدعاء ، كالمنسوق ، لأنه ذكر الناسي الكافر ، ثم قص قصة الصالح بالنداء ، كما تقول في كلام: فلان لا يصلي ولا يصوم ، فيا من يصلي ويصوم أبشر. فهذا هو معناه. وقد تكون الألف استفهاما ، وبتأويل أم ، لأن العرب قد تضع " أم" في موضع الألف ، إذا سبقها كلام ، وقد وصفت من ذلك ما يكتفي به ، فيكون المعنى أمن هو قانت ؟ كالأول الذي ذكر بالنسيان والكفر.
وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا عمر بن شبة ، عن عبيدة النميري ، حدثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخزاز ، حدثنا يحيى البكاء ، أنه سمع ابن عمر قرأ: ( أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه); قال ابن عمر: ذاك عثمان بن عفان ، رضي الله عنه. وإنما قال ابن عمر ذلك; لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته ، حتى إنه ربما قرأ القرآن في ركعة ، كما روى ذلك أبو عبيدة عنه - رضي الله عنه - وقال الشاعر. ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا وقال الإمام أحمد: كتب إلي الربيع بن نافع: حدثنا الهيثم بن حميد ، عن زيد بن واقد ، عن سليمان بن موسى ، عن كثير بن مرة ، عن تميم الداري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة ". وكذا رواه النسائي في " اليوم والليلة " عن إبراهيم بن يعقوب ، عن عبد الله بن يوسف والربيع بن نافع ، كلاهما عن الهيثم بن حميد ، به. وقوله: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أندادا ليضل عن سبيله ؟! ( إنما يتذكر أولو الألباب) أي: إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل.