خرجه الموطأ وغيره. انتهى. وقال الغزالي في إحياء علوم الدين: وقال صلى الله عليه وسلم من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني وهذا أيضاً إشارة إلى أن فضيلته لأجل التحرز من المخالفة تحصناً من الفساد فكأن المفسد لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه وقد كفى بالتزويج أحدهما. انتهى. فتبين مما ذكر أن الزواج نصف الدين بهذا المعنى.
ـ وعن الصادق (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما (2). ـ وعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: ثلاثة يستظلون بظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلاّ ظله، رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سراً (3). ـ وعن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) في التزويج ، فأتاني كتابه بخطه ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه. أحاديث شريفة عن بر الوالدين - موضوع. {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الأنفال: 73] (4). ـ وعن الحسين بن بشار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن النكاح فكتب الى: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه. {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الأنفال: 73] (5). – عن إسحاق بن عمار قال: ((قلت لأبي عبد الله( عليه السلام) إن شاباً من الأنصار جاء إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الحاجة, فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج فقال الشاب: إني لأستحيي أن أعود إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) فلحقه رجل من الأنصار فقال: إن لي بنتاً وسيمة فزوجها إياه، قال: فوَسَّعَ الله عليه, فأتى الشاب النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب عليكم الباه.
[٤] آيات قرآنية عن التسامح والعفو من سورة المائدة: قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. الترغيب في الزواج. [٥] آيات قرآنية عن التسامح والعفو من سورة يوسف: قال الله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. [٦] قال الله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. [٧] آيات قرآنية عن التسامح والعفو من سورة الحجر: قال الله تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}. [٨] آيات قرآنية عن التسامح والعفو من سورة النور: قال الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم، شرع الله -تعالى- الزواج من سنن هذا الدين الحنيف، وهو وصية نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- للشباب، لأنه يعينهم على غض البصر والبعد عن الزنا والفواحش، وعفاف النفس بالحلال، وقد وردت أحاديث تؤيّد المعاني السابقة، في بعض كتب الحديث، وتذكر أنَّ الزواج نصف الدين، متفاوتةً في درجة الصحة بين الصحيح والحسن ونحوه، وهي كما يأتي: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من رزقه اللهُ امرأةً صالحةً فقد أعانه على شَطرِ دينِه فليتَّقِ اللهَ في الشَّطرِ الباقي). "أخرجه الطبراني، صحيح" عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا تَزَوَّجَ العبدُ فقدِ اسْتكمَلَ نِصْفَ الدِّينِ ، فلْيَتَّقِ اللهَ في النِّصفِ الباقِي). "أخرجه البيهقي، حسن"
وقد روى الترمذي وابن ماجة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي"،وإن شرح هذا الحديث كالتالي: معنى إذا خطب إليكم: أي إذا طلب منكم أن تزوجوه فتاة من أقاربكم أو من أبنائكم. معنى من ترضون: أي تستحسنون. دينه أي ديانته، وخلقه أي معاشرته. فزوجوه أي أعطوه إياها. أحاديث اهل البيت عن الزواج - الجواب 24. إن لا تفعلوه أي إن لا تزوجوه. تكن أي تقع. فتنة في الأرض وفساد عريض ومعنى ذو عرض أي كثير لأنكم إن لم ترضوا أن تزوجوا ابنتكم إلا لرجل ذي مال وجاه، فربما في هذه الحالة تبقى نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم سيبقون دون نساء، فيكثر الافتتان بالزنا وربما يلحق الأولياء عار، فيسبب تهيج في الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب بالإضافة إلى قلة الصلاح والعفة. قَالَ الطِّيبِيُّ – رَحِمَهُ اللَّهُ -: " وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَالِكٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ: لَا يُرَاعَى فِي الْكَفَاءَةِ إِلَّا الدِّينَ وَحْدَهُ " انتهى من " مرقاة المفاتيح "، وقال رجل للحسن: " قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنْ أَحَبَّهَا أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها " انتهى من "إحياء علوم الدين".
نُشر في 19 سبتمبر 2021 أوجب الله -تعالى- عدّة حقوقٍ للزوج على زوجته، وجعل حقوقه أعظم من حقوقها، قال -تعالى-: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) ، [١] ومن أهمّ حقوق الزوج: وجوب طاعته لِما يتمتّع به من الخصائص الجسميّة والعقلية، والخروج من البيت بإذنه ورضاه، وخدمته حسب العُرف، والمعاشرة بالمعروف، وأمرها بطاعة الله وتأديبها عند معصيته. [٢] أحاديث عن عظم حق الزوج أوجب الله -تعالى- على المرأة أداء حقوق زوجها وبيّن الرسول -عليه الصلاة والسلام- ذلك أيضاً في بعض الأحاديث الواردة عنه، يُذكر منها: (لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ). [٣] ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: ( ألَا أخبِرُكم برجالِكُم في الجنَّةِ؟ قلنَا: بلَى يا رسولَ اللهِ قالَ: النَّبيُّ في الجنَّةِ، والصِّدِّيقُ في الجنَّةِ، والرَّجلُ يزورُ أخَاه في ناحيةِ المِصرِ، لا يزورُه إلَّا للَّهِ في الجنَّةِ.