وأضاف: يومنا الذي نعرفهُ يومان، يومٌ للشمس ويومٌ للقمر، ويتقاسمان علينا الليل والنهار، وأنا لستُ فلكيّاً ولا من هواةِ الرصد، والقرآن لم ينزل للفلكيّين فقط وإنّما هُدىً للناس وأنا منهم، ومادام فيهِ تبيانٌ لكلِّ شيء كما يقول مرسلهُ، فلأطرقنَّ هذا الباب حتّى يُفتَحَ لي وأصدع الشكّ باليقين. ولا أراني إلاّ وقد قبضتُ على مفتاح الحقيقة الجليّة الواضحة التي تؤكد على أنّ نوحاً لم يُعمّر في الأرض أكثرَ ممّا عهدناهُ وعرفناهُ وألِفناهُ، في هذه الآية بالتحديد وبلسانها العربيّ المبين، فدعونا أوّلا نتدبّر القول ومعناه. السادة القراء، تحية طيبة. الدكتور عدنان إبراهيم l عمر نوح خرافة أم حقيقة؟ - YouTube. نظراً للتفاصيل الكثيرة التي تضمنتها دراسة الباحث أسد زيتون وننشرها في "سبوتنيك"، سيكون لنا غداً موعد مع نشر الجزء الثاني والأخير لهذه القضية المطروحة.
إذن في فترة ما قبل الطوفان كان هناك خمس مدن حكمها ثمانية ملوك في 240, 000 سنة. ثم حل الطوفان كما ورد في الوثائق السومرية ثم عادت الملكية مرة أخرى إلى مدينة كيش الرافدية حيث حكمها 23 ملكاً بعد الطوفان لمدة 24, 150 سنة، ثم دُمرت كيش وانتقلت الملكية إلى مدينة إيانا دولة أوروك أو أوروخ حيث حكمها 12 ملك لمدة 2, 310 سنة، ثم دمرت أوروخ وانتقلت الملكية إلى أور حيث حكمها 4 ملوك لمدة 177 سنة. أكبر الأنبياء عمراً - موضوع. يلاحظ في الجزء الأول من الجدول ما قبل الطوفان أن هناك شططاً في حساب مدد وعمر الملوك الذين حكموا! وفجأة نجد في السطر الأخير تحولاً دراماتيكياً حيث رجع الحساب إلى المنطق حيث صار متوسط مدة الملك حوالي 44 عاماً. بالرغم من أن علماء التاريخ لم يصلوا إلى سر هذا التفاوت فهناك عدة سيناريوهات: السيناريو الأول أثبتت الكشوف الأثرية أن المدونين الأوائل في تلك الحقب التي كان يسود فيها تعظيم الملوك و الأسطورية كان لديهم ميل نحو تضخيم مدد الملوك بزيادة صفر أو صفرين وقد وجدت شواهد على ذلك في بعض التاريخ الفرعوني. السيناريو الثاني هو أن حساب السنين كان يتم بالقمر حصراً في البداية إذ يحسبون الشهر وحدة زمنية (سنة) ولم يعرفوا الحول أو العام في ذلك الزمان.
[٢] [٤] المراجع ^ أ ب "عبر من قصة نوح عليه السلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-4. بتصرّف. ^ أ ب "نبي الله نوح عليه السلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-4. بتصرّف. ↑ سورة هود، آية: 37. ↑ "قصة نوح عليه السلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-4. بتصرّف.
موضحاً أنّ هذه الظاهرة الفريدة من الحياة الطويلة التي تتبدّل عليها الأجيال إن حصلت؛ فستكون كفيلة بجعل الناس يؤمنون بهِ ويُسلّمون لأمره أمامَ هذا المعجز القاهر بصورته المستمرّة، ولكن ليست هذه الطريقة التي اختارها الله لهداية الناس — على حد وصف الباحث زيتون — وإنّما اختار طريقة الامتحان، ليكون الإيمان نابعاً من قلب الإنسان وليس مفروضاً عليه بالمعجز القهريّ: (أحسبَ الناسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون) العنكبوت/2. وأضاف زيتون: إذا افترضنا أنّ نوحاً عاشَ بين قومه طيلة هذه المدة، فهل بإمكانكم تخيّل العدد الكبير لأولاده ومن تناسل منهم على مدى تلك القرون، والذين لم يهلك منهم في الطوفان إلاّ واحداً، ولو كانَ هذا صحيحاً فلا بدّ أنّ الأمر سيحتاج إلى أساطيل، وليس إلى سفينةٍ واحدة تقاس بالذراع وتتسع لنوح ولأهل بيته ومَن آمن معه وللأزواج التي حملها من كائنات الأرض. عمر سيدنا نوح هل حقاً عاش 950 سنة وماذا يقول العلم والمنطق في هذا؟. وأكد أن الأمر الذي يُسلّم بهِ العقل والمنطق ويوافق كتاب الله وسنّته في الخلق، هو أنّ حياةَ الإنسان وأطوارَها المختلفة خاضعةٌ لسنّة الله في الخلق التي لا تبديل لها، لذا لا بدّ من البحث عن حلّ علميّ معرفيّ سليم لهذه المعضلة. وأردف قائلاً: سبيلنا إلى إدراك هذا الأمر على وجههِ الدقيق هو اللسان العربيّ المبين الذي نزل به الوحي مفصّلاً الكلمات على معانيها صراطاً دقيقاً لا اختلاف فيه ولا يأتيه الباطل من بينَ يديه ولا من خلفه.
15 فبراير 2017, 19:00 GMT حول هذه القضية، يقول الباحث السوري في تاريخ النشوء البشري والحضارة الإنسانية، أسد زيتون، في تصريح مطوّل لـ"سبوتنيك": إذا سلّمنا أنّ النبي نوح عاشَ 950 سنة بشكلٍ طبيعيّ ودون أن يكون في ذلكَ معجزةً، وكانت أعمار أهل عصره مقاربةً لهذا الحدّ زيادةً أو نقصاناً، بنفس الطريقة التي نرى فيها تقارب أعمار أهل هذا العصر من بعضها البعض، فلا بُدّ أنّ سنّة الله في الخلق قد تغيّرت اليوم عمّا كانت عليه زمن نوح، وهو أمرٌ مرفوض لتناقضه مع كتاب الله، الذي يؤكّد على أنّنا لن نجد لسنّة الله تبديلاً أو تحويلاً. وأشار زيتون، إلى أن التغيير الوحيد خارج المألوف العام الذي أخبرنا الله عنه في القرآن، هو عن قوم عاد الذين خَلفوا قوم نوح وقد زادهم الله بصطة في الخلق: (أوَعجبتم أن جاءكم ذِكرٌ من ربّكم على رجلٍ منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاءَ من بعدِ قومِ نوح وزادكم في الخَلق بصطةً فاذكروا آلاء اللهِ لعلكم تفلحون) الأعراف/69. ولفت الباحث إلى أنه إذا كان نوح قد عاشَ بينَ قومه طيلة تلك القرون وهم يتعاقبون، وصبر على جميع الأجيال التي توالت عليه يخلفُ بعضها بعضاً رافضين لدعوته كافرين بالله ورسالته، وثمّ دعا على الجيل الأخير الذي أخذهُ الطوفان فأهلكهُ، فإنّ الأمر سيبدو كالمهزلة ولا يوافق كتاب الله، ولا يقبل به العقل والمنطق.
وختم بالقول: ولئن كان بإمكاننا اعتبار حرف السين الشمسي الذي تبدأ به السنة شاهداً على نسبته، وحرف العين القمري الذي يبدأ به العام شاهداً عدلاً، فإنّنا لن نعتبره دليلاً، قبل أن تصهل له خيول الأسئلة في ميدان بحث جديد من عجائب وأسرار لسان الضاد.