اللهمّ افسح لأبي في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبر أبي بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهم ارحم أبي فقيد قلبي واغفرله وآنس وحشته ووسع قبره اللهم اجعل عيده في الجنة أجمل. اللهمّ اجعل قبر ابي روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ املأ قبر أبي بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
ولأن الله تعالى يعلم النوايا وما في القلوب: ﴿ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ﴾ [الأنفال: 70]، فيكرم هذه العائلة الصالحة بابنٍ من هذه البنت الطاهرة العفيفة؛ مريم العذراء البتول، سيدة نساء الدنيا في زمانها، فيخلد الله ذِكر هذه العائلة إلى قيام الساعة فتلد مريم المسيح عيسى ابن مريم، وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، وكم من العبر والهدايات في هذه السورة وهذه العائلة! فتنقطع مريم للعبادة، ويقوم عليها أصلح أهل الأرض نبي من أنبياء الله؛ زكريا عليه السلام، فيندهش من حالها، وهو النبي الذي يأتيه الوحي من السماء، يرزقها الله بغير حساب: ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]، وفي هذا عبرة للذين يهملون دينهم وآخرتهم، ويركضون خلف الدنيا؛ خوفًا أن تنقطع أرزاقهم، وكأن الرزق بغير يد الله سبحانه وتعالى عن ذلك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58].
قلت والحسن بن أبي جعفر ضعيف والله أعلم