وخرج الطفيل إلى قومه فلم يزل بأرض دوس يدعوهم إلى الله حتى هاجر رسول الله r إلى المدينة. ومضى يوم بدر وأحد والخندق، والطفيل بأرض قومه يدعوهم إلى الإسلام حتى قدم على رسول الله r بمن أسلم من قومه ورسول الله r بغزوة خيبر، حتى نزل المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ثم لحقوا برسول الله r بخيبر فأسهم لهم مع المسلمين فقد قدم أبو هريرة والطفيل وأصحابهما الدوسيون, فكلم رسول الله r أصحابه أن يشركهم في الغنيمة ففعلوا, وهكذا هدى الله من هدى إلى الإسلام من دوس على يد الطفيل، وعلى يد جندب بن عمرو بن حممة الدوسي، وكان جندب هذا يقول في الجاهلية: "إن للخلق خالقًا ولكن لا أدري من هو", فلما سمع بخبر النبي r خرج ومعه خمسة وسبعون رجلاً من قومه فأسلم فأسلموا. عامر بن الطفيل .. الأمور بخواتيمها - YouTube. راوية الإسلام أبو هريرة يسلم على يد الطفيل بن عمرو: كان ممن أتى بهم الطفيل ضمن هؤلاء السبعين, عائلة الذين أتى بهم إلى رسول الله r؟! أبو هريرة t وأرضاه. فكل ما جاء من الخير العظيم على يدِ أبي هريرة t، يُكتب في ميزان حسنات الطفيل بن عمرو الدوسي t وأرضاه. وتخيل كل الأحاديث التي نقلها أبو هريرة t عن الرسول r أكثر من سبعة آلاف حديث، وبعض الأقاويل أنها أكثر من عشرة آلاف حديث نقلها عن رسول الله r. بعض كلمات الطفيل بن عمرو: قال الطفيل بن عمرو يخاطب قريشًا وكان قد هددوه لما أسلم: ألا أبلغ لديك بني لؤي *** دليل هدى موضح كل رشد أن اللـه جلله بهـاد *** وأعلى جـده على كل جد وقد بعثه النبي r إلى ذي الكفين صنم عرو بن حممة فأحرقه بالنار وهو يقول: يا ذا الكفين لست من عبادكا *** إني حشوت النار في فؤادكا ميلادنا أكبر من ميلادكا وفاة الطفيل بن عمرو: عاد الطفيل مع النبي r من غزوة الطائف إلى المدينة المنورة فكان مع النبي r بالمدينة حتى قبض.
أبو الطفيل عامر بن واثلة ابن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني، صحابي، وهو آخر من رأى النبي ﷺ وفاة بالإجماع، قال: رأيت النبي ﷺ يستلم الركن بمحجنه، وذكر صفة النبي ﷺ، وروى عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود، وحدث عنه الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وأبو الزبير وجماعة من التابعين، وكان من أنصار علي بن أبي طالب، شهد معه حروبه كلها، لكن نقم بعضهم عليه كونه كان مع المختار بن أبي عبيد، ويقال: إنه كان حامل رايته، وقد روى أنه دخل على معاوية فقال: ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليا؟ فقال: ثكل العجوز المقلاة والشيخ الرقوب، فقال: كيف حبك له؟ قال: حب أم موسى لموسى، و إلى الله أشكو التقصير. قيل: إنه أدرك من حياة النبي ﷺ ثمان سنين، ومات سنة مائة. ديوان عامر بن الطفيل. وقيل: سنة سبع ومائة، فالله أعلم. قال مسلم بن الحجاج: وهو آخر من مات من الصحابة مطلقا، ومات سنة مائة.
واما أربد بن قيس فلما وصل قومة بني عامر قالوا: ما وراءك ياأربد؟ قال: لا شيء، والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت لو أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله الآن، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما.
كما أرسل الله تعالى على أَرْبَد بْن قَيْس صاعقةً فأهلكته، قال الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}(إبراهيم:42)، قال القرطبي: "قال ميمون بن مهران: هذا وعيد للظالم، وتعزية للمظلوم"، وقال السعدي: "هذا وعيد شديد للظالمين، وتسلية للمظلومين، يقول تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} حيث أمهلهم وأدَرَّ عليهم الأرزاق، وتركهم يتقلبون في البلاد آمنين مطمئنين، فليس في هذا ما يدل على حُسن حالهم، فإن الله يُمْلي للظالم ويُمْهِله ليزداد إثما، حتى إذا أخذه لم يُفْلِته".