لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم " [محمد: 33] — أي يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه أطيعوا الله وأطيعوا الرسول في أمرهما ونهيهما, ولا تبطلوا ثواب أعمالكم بالكفر والمعاصي. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) ثم قال تعالى: ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) أي: اتبعوا كتاب الله وسنة رسوله. اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقوله: ( فإن تولوا) أي: تتولوا عنه وتتركوا ما جاءكم به ، ( فإنما عليه ما حمل) أي: إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، ( وعليكم ما حملتم) أي: من ذلك وتعظيمه والقيام بمقتضاه ، ( وإن تطيعوه تهتدوا) ، وذلك لأنه يدعو إلى صراط مستقيم ( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور) [ الشورى: 53]. وقوله: ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين) كقوله: ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) [ الرعد: 40] ، وقوله ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) [ الغاشية: 21 ، 22]. وقال وهب بن منبه: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل - يقال له: شعياء - أن قم في بني إسرائيل فإني سأطلق لسانك بوحي. فقام فقال: يا سماء اسمعي ، ويا أرض انصتي ، فإن الله يريد أن يقضي شأنا ويدبر أمرا هو منفذه ، إنه يريد أن يحول الريف إلى الفلاة ، والآجام في الغيطان ، والأنهار في الصحاري ، والنعمة في الفقراء ، والملك في الرعاة ، ويريد أن يبعث أميا من الأميين ، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته ، ولو يمشي على القصب اليابس لم يسمع من تحت قدميه.
آثار الطاعة وثمارها تظهر آثار طاعة الله تعالى في شخصية الإنسان، وتنعكس على أعماله في هذه الدنيا، وفي المجتمع الذي يعيش فيه، فضلًا عن الثواب الأخرويّ والنجاة من العذاب الأبديّ ومن هذه الآثار والثمار: 1. دخول الجنة: قال تعالى: ﴿... وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ﴾. 14 2. رحمة الله: ففي الحديث: "أجدر الناس برحمة الله أقومهم بالطاعة". 15 3. إطفاء الغضب الإلهيّ: في الحديث: "الطاعة تطفئ غضب الرب". 16 4. الصلاح والسداد: في الحديث: "طاعة الله مفتاح كلّ سداد وصلاح كل فساد" 17 5. الراحة النفسية في العلاقة مع الناس: في الحديث عن الإمام الهادي(عليه السلام): "من أطاع الله لم يبالِ بسخط المخلوق". 18 هذه الآثار التي ذكرناها وغيرها الكثير ممّا ورد في الروايات ينبغي أن تشكّل دافعًا قويًا للإنسان نحو طاعة الله تعالى، وعدم الركون إلى وساوس الشيطان الذي ليس له عمل في الدنيا إلّا أخذ المطيع نحو المعصية وإلقائه في التهلكة وهذا ما حذّرنا منه القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ... مستشار المفتى: فهم المتطرفين لحديث النبى «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ» خاطئ. ﴾.
وقوله تعالى: إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار ، روي أنها نزلت بسبب أن عدي بن حاتم قال: يا رسول الله، إن حاتما كانت له أفعال بر، فما حاله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو في النار"، فبكى عدي رضي الله عنه وولى، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "أبي وأبوك وأبو إبراهيم خليل الرحمن في النار"، ونزلت هذه [ ص: 660] الآية في ذلك، وظاهر الآية العموم في كل ما تناولته الصفة. وقوله تعالى: فلا تهنوا معناه: فلا تضعفوا، وهو من "وهن الرجل" إذا ضعف، وقرأ جمهور الناس: "وتدعوا إلى السلم"، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: "وتدعوا إلى السلم" بالتشديد في الدال، وقرأ جمهور القراء: "السلم" بفتح السين، وقرأ حمزة ، وأبو بكر عن عاصم: "السلم" بكسر السين، وهي قراءة الحسن، وأبي رجاء ، والأعمش ، وعيسى ، وطلحة ، وهو بمعنى المسالمة، وقال الحسن بن أبي الحسن وفرقة ممن قرأ بكسر السين: إنه بمعنى الإسلام، أي: فلا تهنوا وتكونوا داعين إلى الإسلام فقط دون مقاتلين بسببه، وقال قتادة: معنى الآية: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت للأخرى، وهذا حسن ملتئم مع قوله تعالى: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها. وقوله تعالى: وأنتم الأعلون يحتمل معنيين: أحدهما أن يكون في موضع الحال، والمعنى: لا تهنوا وأنتم في هذه الحال، والمعنى الثاني أن يكون إخبارا مقطوعا، أخبرهم فيه بمغيب أبرزه الوجود بعد ذلك، و[الأعلون] معناه: الغالبون والظاهرون، ويذهب، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "من ترك صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله"، أي: ذهب بجميع ذلك على جهة التغلب والقهر، والمعنى: لن يتركم [ ص: 661] ثواب أعمالكم أو جزاءها واللفظة مأخوذة من الوتر الذي هو الذحل، وذهب قوم إلى أنها من الوتر الذي هو الفرد، والمعنى: لن يفردكم من ثواب أعمالكم، والأول أصح، وفسر ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه: يظلمكم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٥٩)). [النساء: ٥٩]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ) يأمر الله تعالى بطاعته، والطاعة فعل الأمر واجتناب النهي. (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أي: خذوا بسنته. • قال القرطبي: وحقيقة الطاعة امتثال الأمر، كما أن المعصية ضدّها وهي مخالفة الأمر، والطاعة مأخوذة من أطاع إذا انقاد، والمعصية مأخوذة من عصى إذا اشتد. • قال -صلى الله عليه وسلم- (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه) متفق عليه. مصحف الحفط الميسر - الجزء السادس و العشرون - سورة محمد - صفحة رقم 510. • الفائدة من تكرار الأمر بالطاعة للرسول بعد الأمر بطاعته سبحانه؟ قيل: أن الفائدة من تكرار الأمر بالطاعة مع أن المطاع في الحقيقة هو الله، تأكيد لوجوب طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وبه قال الطبري، والسعدي. وقيل: إن الفائدة من تكرار الأمر بالطاعة للرسول -صلى الله عليه وسلم- لبيان الدلالتين، فالكتاب يدل على أمر الله تعالى، والسنة تدل على أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكأن المعنى: أطيعوا الله فيما قضى عليكم في القرآن، وأطيعوا الرسول فيما بيّن لكم من القرآن، وما ينصه عليكم من السنة.
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ 5 ومنافع الطاعة تعود إلى الناس وأضرار المعصية تعود عليهم، وليس من نفعٍ ولا ضرر يصل إلى الله تعالى كما هو صريح القرآن الكريم والأحاديث والعقيدة الحقّة. يايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول. يقول أمير المؤمنين(عليه السلام): "لم تخلق الخلق لوحشة ولا استعملتهم لمنفعة ولا ينقص سلطانك من عصاك ولا يزيد في ملكك من أطاعك". 6 وقال (عليه السلام): "خلق الخلق حين خلقهم غنيًا عن طاعتهم، آمنًا من معصيتهم، لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه" 7. وكما أنّ الله تعالى له حق الطاعة باعتباره الخالق والمدبّر للإنسان وبيده أموره كافة، كذلك هي حق من أمر الله عز وجل بطاعته وهم الرسول والأئمة والفقهاء. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ 8 التسليم والقصور في الطاعة إنّ تربية الإنسان لنفسه على طاعة الله تعالى أمر في غاية الأهمية إذ أنّه يوجب العز في الدنيا والآخرة ويورث الطمأنينة والسعادة، فالدنيا دار التكليف التي يجب أن يلتزم فيها الإنسان بأمر من الله عز وجل ونواهيه وأما الآخرة فهي دار جزاء.
وهذه الطاعة تقوم بركنين أساسيّين، الابتعاد عن المحرّمات والعمل بالواجبات وفي الحديث عن النبي(صلى الله عليه وآله): "أصل الدين الورع، ورأسه الطاعة". 9 وأمّا هذه التربية النفسية ينبغي الالتفات إلى أمورٍ هامّة وهي: الأول: أن يتذكر الإنسان هول المصير الذي ينتظر العاصي لأوامر الله عز وجل ليرتدع عن مخالفة التكليف الإلهيّ، فعن الأمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم، وسمعتم وأطعتم" 10. الثاني: التسليم المطلق لله تعالى في كل ما أمر به واعتباره حسنًا، وكذلك في كل ما نهى عنه واعتباره قبيحًا، ولذا علينا التسليم بأي تكليف إلهي، سواء علمنا المصلحة منه أم لم نعلم، بل أكثر من ذلك علينا الاعتراف بعجزنا عن معرفة المصالح التي أرادها الله عز وجل لعبادة في أوامره. والمفاسد التي أراد إبعادهم عنها في نواهيه. يقول أمير المؤمنين(عليه السلام): "ولكنّ الله سبحانه يبتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزًا بالاختبار لهم ونفيًا للاستكبار عنهم، وإبعادًا للخيلاء منهم".