وأما فائدة القول: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ رغم أنه ليس قيداً فهو التنبيه والتوضح بأن مجرَّد إرادتهن للتحصن والتعفف يعني الإكراه لهن على البغاء. فقد يتوهم المتلقي للخطاب إنَّ الإكراه لا يكون إلا في فرض التهديد بالقتل والإيذاء الشديد إلا أنَّ هذا التوهُّم يننفي حين ملاحظة قوله تعالى: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ فحينئذٍ يفهم المتلقيِّ للخطاب أنَّ الأمة إذا كانت مريدة للتعفُّف فإن دفعها بأي نحوٍ إلى البغاء يعدُّ إكراهاً لها على البغاء، وهذا هو معنى قولنا إنَّ قوله تعالى: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ أُريد منه بيان معنى الإكراه المنهي عنه في الآية المباركة. ولاتكرهوا فتياتكم على البغاء - YouTube. والحمد لله رب العالمين الشيخ محمد صنقور 1- سورة النور / 33. 2- سورة يوسف / 62. 3- سورة يوسف / 30. 4- سورة النور / 33. 5- سورة الاسراء / 32.
ففرق بين ما إذا قيل: "إذا كان زيد عالماً فأكرمه" وبين ما إذا قيل: "إذا رزقت ولد فاختنه"، فإنَّ العالم -في المثال الاول- يكون قيداً لوجوب إكرام زيد، لأن الإتصاف بالعالميَّة يمكن أنْ تثبت لزيد ويُمكن أن تنتفيَ عنه وفي كلا الفرضين يكون المقيَّد وهو زيد مُنحفظاً وموجوداً. وأما في المثال الثاني فإنَّه إذا لم يرزق الإنسان ولداً فلا معنى للأمر بختانه لأنَّه لا ولد حتى يُختن فقوله: "إذا رزقت ولداً" ليس قيداً لأن القيد والشرط إنَّما يصدق في فرض انحفاظ المقيَّد عند انتفاء القيد، وهنا لو لم يرزق الإنسانُ بولد فإنَّه لا ولد، فلا معنى للأمر أو النهي عن ختانه. ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء. والمقام من هذا القبيل فإنَّ قوله تعالى: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ ليس قيداً وشرطاً، إذ أنه لو انتفت إرادة التحصُّن فإنَّ الأكراه ينتفي، فلا إكراه مع عدم إرادة التحصُّن أي مع إرادة البغاء فلا معنى للنهي عنه أي عن الإكراه. وأما فائدة القول: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ رغم أنه ليس قيداً فهو التنبيه والتوضيح بأنَّ مجرَّد إرادتهن للتحصُّن والتعفُّف يعني الإكراه لهنَّ على البغاء. فقد يتوهَّم المتلقِّي للخطاب إنَّ الإكراه لا يكون إلا في فرض التهديد بالقتل والإيذاء الشديد إلا أنَّ هذا التوهُّم ينتفي حين ملاحظة قوله تعالى: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ فحينئذٍ يفهم المتلقيِّ للخطاب أنَّ الأمة إذا كانت مريدة للتعفُّف فإنَّ دفعها بأي نحوٍ إلى البغاء يُعدُّ إكراهاً لها على البغاء، وهذا هو معنى قولنا إنَّ قوله تعالى: ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ أُريدَ منه بيان معنى الإكراه المنهيِّ عنه في الآية المباركة.
[ ص: 224] ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب. وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد ، فكان هذا النكاح يسمى نكاح الاستبضاع. ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها ، فإذا حملت ووضعت ومر عليها الليالي بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان ، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها. ونكاح رابع يجتمع الناس فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها ، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن الرايات تكون علما ، فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه ، فلما بعث محمد بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم اهـ. فكان البغاء في الحرائر باختيارهن إياه للارتزاق ، وكانت عناق صاحبة مرثد بن أبي مرثد التي تقدم ذكرها عند قوله تعالى: الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة.
نص الحديث قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن كمثل النحلة، لا تأكل الا طيباً، ولا تضعه الاطيبا. دلالة الحديث هذا الحديث يظل من الاحاديث الملفتة للنظر، والمرشح بتأويلات متعددة تجعل القارئ له منبهرا منه لما ينطوي عليه من دلالة وبلاغة. من حيث الدلالة يشر الحديث الي جملة تأويلات، في مقدمتها: التأويل الذاهب الي ان الانسان المؤمن ينبغي ان يلتزم بما يؤمن به وان يوصله الي الأخرين لان زكاة الشيء هو تعليمه وتوصيله الي الآخر. ومن تأويلاته ان المؤمن يكتسب مصادر معرفته تأويلاته من اهلها، اي: من المبادئ الحقة المتمثلة في تراث المعصومين (عليهم السلام)، حيث يأخذ المعرفة من مصادرها الحقة، وكذلك يعلمها الاخرين فيكون بذلك قد تغذي بالطيب، واعطي الطيب او الحق من المعرفة. مثل المؤمن كالنخلة - موقع مقالات إسلام ويب. بلاغة الحديث بلاغياً نجد ان هذا الحديث قد ارتكن الي صورة تشبيهية قد اعتمدت اداة هي (المثل) في توضيح الهدف الذي يريد النص بان يوصله الينا. كيف ذلك؟ لقد انتخب الحديث (النحلة) دون سواها، للتدليل علي ضرورة اخذ المعرفة من اهلها، وتعليمها الي الاخرين، فالنحلة - كما نعرف جميعاً - تتغذي علي الزهور - وهو نبات طيب - وتضع عسلاً وهو غذاء طيب، ولا شيء اكثر جمالاً من منظر او مشهد الزهور، كما لا شيء اكثر حلاوة وتذوقاً من تناول العسل، اذن: تتمثل بلاغة الحديث في كونه قد شبه غذاء النحلة وهو الزهور بغذاء المؤمن، اي: المعرفة التي يتلقاها من مصادرها الحقة (كتاب الله وعترته)، ثم يقدم معرفته المذكورة الي الآخر، اي: يعلمها الآخرين، او علي الاقل يفيد منها في تعديل سلوكه.
في هذا الحديث شبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم- المؤمن بالنحلة؛ وقد نبه ابن الأثير إلى أكثر الصفات المشتركة بين النحلة والمسلم ، فقال: "وجه المشابهة بين المؤمن والنحلة حِذْقُ النَّحل وفِطْنَتُه، وَقِلَّةُ أذاهُ، ومنفعتُه، وقُنوعُه، وسَعْيُه في الليل، وتَنزُّهُه عن الأقْذار، وطِيب أكلِه، وَأَنَّهُ لَا يأكلُ مِنْ كَسْب غَيْرِهِ، وطاعتُه لِأَمِيرِهِ". النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 29). وفي هذا الحديث عدَّد النبي - صلى الله عليه وسلم- تلك الصفات التي تراها في النحلة ويحسن وجودها في المؤمن الحقيقي، فذكر منها: تأكل الطيب، وتضع الطيب، وإذا وقعت على عود لم تكسره، ولم تفسد.
قال ابن الأثير:: الْخَامَةِ: الغصنة اللينة. الانجعاف: الانقلاع، الْأَرْزَة الْمُجْذِيَة: الثابتة المنتصبة، والأرزة صل شديد ثابت في الأرض، وهو من الشجر الذي يُعمَّر طويلاً ويكثر وجوده في جبال لبنان.
مثل المؤمن كشجرة إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى في جلسة علمية إيمانية عصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذهن أصحابه قائلاً لهم: ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها) أي لايسقط ورقها. هل تعلم أخي المسلم الشجرة المقصودة في لحديث السابق؟! وما الحكمة في تشبيه المؤمن بهذه الشجرة ؟! الحديث كما رواه الامام مسلم في صحيحه: عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن ؟!! وفي رواية ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها). فجعل القوم يذكرون الشجر من شجر البوادي، قال ابن عمر (رضي الله عنهما): وألقي في روعي أنها النخلة، فجعلت أريد أن أقولها فإذا بأسنان القوم (أي كبارهم وشيوخهم) فأهاب أن أتكلم. فلما سكتوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة ". حديث مثل المؤمن كمثل خامة. إذاً الشجرة المقصودة هي النخلة. الشجرة والمؤمن: – الشجرة سيدة المملكة النباتية من الناحية العلمية، الظاهرية، والتشريحية والوظائفية، والبيئية فهي: معمرة تتغلب على التقلبات السنوية، طيبة مثمرة نافعة. – المؤمن: سيد المخلوقات الانسانية من الناحية العلمية، والعقائدية،والوظائفية والاجتماعية فهو: يتحمل المصاعب، مثمر أينما وقع نفع.