لقيت هذه الفتوى الصادرة عام 1995 للشيخ الراحل «عبد العزيز بن باز»، المفتي السابق للمملكة العربية السعودية، صدى لدى الكثير من السعوديين؛ فانتشر التحذير من تركيب «الدشوش» في خطب الجمعة، إلى جانب توزيع الكثير من المنشورات التي تحذر من خطر ذلك، وقد وصل الأمر إلى تأكيد شيخ آخر ، وهو «ابن عثيمين»، أحد أشهر علماء الدين في السعودية، على أن «من مات وقد خلف في بيته شيئًا من الدشوش، فإنه قد مات وهو غاش لرعيته، وسوف يحرم من الجنة». أطباق فضائية كان الأمر في بعض الأحيان يتجاوز حدود الفتوى إلى خروج مجموعة من الأشخاص المتشددين دينيًا في مجموعات؛ بهدف تكسير الأطباق الفضائية الموجودة على أسطح المنازل، أو في بعض الأحيان كانوا يصعدون للأسطح المجاورة لها، ويقنصونها باستخدام «الشوزن»، وهو سلاح يُستخدم غالبًا في رحلات الصيد. حكايات خيالية للموعظة الدينية بعض الدعاة يُجيز تأليف القصص التي لم تقع لاستخدامها في الدعوة. قبل أن تصبح طي النسيان.. ذكريات المجتمع السعودي في زمن الصحوة - ساسة بوست. * الشيخ عبد الله المطلق – عضو هيئة كبار العلماء. من أهم الوسائل التي استخدمها مشائخ الصحوة في دعوتهم إلى الالتزام الديني نشرهم الكثير من القصص التي تتضمن أمورًا غير متوافقة مع المنطق، وتصل أحيانًا إلى الاستخفاف بعقول المستمعين، مثل الشاب الذي فتحوا قبره ووجدوا ثعبانًا في انتظارهم: وكذلك الشاب الذي كان يؤخر الصلاة عن وقتها؛ فاسود وجه كالفحم بعد وفاته: كما توجد قصة الشاب الذي توفي وهو يسمع الأغاني؛ فنزل الصديد من أذنيه عند تغسيله: أناشيد زمان.. الدعوة للجهاد كان الهدف الأول راح شبابنا ونحن نسمع أناشيد عمر المختار والخطاب وأفغانستان والشيشان.. الله لا يعيد الصحوة حرمتنا من كل شيء جميل.
لقد حرّموا كل شيء، فلا أكاد أتذكر شيئًا واحدًا من المباحات؛ فالمحرّمات شملت: الموسيقى وأجهزة التلفاز التي تعتبر وسيلة عيشهم الآن، ليس هذا فحسب، بل إن التصوير كذلك لم يكن مباحًا، ولهذا ضاعت طفولتي وذكرياتي حين أحرقها والدي عقب محاضرة لأحدهم تحدَّثَ فيها عن حرمة التصوير. هكذا شرح منشئ حساب « هيئة مكافحة الصحوة » على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الأسباب التي دعته لمواجهة مشائخ الصحوة في السعودية على هذا الحساب، «من خلال إظهار تناقضاتهم وتوظيفهم للدين من أجل خدمة مصالحهم»، حسب رأيه. يبدو أن أعداء فكر الصحوة في السعودية كُثر في هذه الأيام؛ ففي إحدى اللقاءات التلفزيونية وصف الكاتب والقاص السعودي « أحمد أبو دهمان » الصحوة بأنها: «كانت انقضاضًا على كل الجماليات.. كانت انقضاضًا على الشعر.. على المرأة.. وعلى الإنسان بشكل عام». #السعودية_قبل_الصحوة. بينما يرى الإعلامي السعودي «عقل الباهلي» أن الصحوة الإسلامية هي السبب في تأخر السعودية أكثر من 35 عامًا، ومن وجهة نظره، فإن برنامج التحول الوطني «السعودية 2030»، يعمل على تدارك هذا الأمر ببحثه عن طريق جديد يعيد للمملكة مكانتها الريادية. المقصود بمفهوم الصحوة هنا ليس التيار السياسي الذي نشأ في الثمانينات، وكان له قادته الذين خاضوا عدة معارك مع الحكومة السعودية؛ انتهت ببعضهم إلى الاعتقال لسنوات، ولكنه ذلك التحول الذي حدث في المجتمع السعودي، متثملًا في انتشار مظاهر التشدد الديني بين أفراده على نطاق واسع، وارتبطت هذه المظاهر في أذهان السعوديين بتلك الفترة الزمنية، ولا زالت ذكرياتها تظهر بين الحين والآخر على مواقع التواصل الاجتماعي أحيانًا على سبيل الاستهجان والسخرية، وفي أحيان أخرى على سبيل الإشادة والفخر.
الصحوة – الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي أعزائي: نتواصل معكم في هذه السلسلة من المقالات الخاصة، بمناسبة العيد الخمسين للوطن وللمواطن، وهذا مقالنا الثاني: ثلاثة أمور كانت كفيلة بأن جعلت الشعب العماني صاحب الأمجاد والتاريخ قبل الثالث والعشرين من يوليو عام ١٩٧٠م، وكانه يعيش في القرون الوسطى، هي الجهل والفقر والمرض، فالجهل من أخطر الآفات وهو سبب تخلف الأمم والأفراد، وكما قال أفلاطون ؛ "الجهل أصلُ وجذعُ كل الشرور" انتهى. أما الفقر وهو نتيجة حتمية من نتائج الجهل، وحالة من حالاته، يولّد حالاً معنوياً من خوف الفقر بالإضافة إلى الفقر المادي؛ فيجعل من الآفة آفات شتى، فيعيش الفقير الذل والانكسار، وأما المرض فهو والفقر صنوان يُسقى بماء الحال المُزري المُعاش، فهو إذا تفشى في مجتمع شلّ حركته كلياَ اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، بل أنه ينخر في كل مفاصل مناحي الحياة الأخرى. نعم، هكذا كان حال عمان والعمانيين قبل قيام نهضتها المباركة، وربما يكون من الصعب على جيل النهضة تصوّر المشهد على حقيقته الفعليّة، وقد حاولت تقريب المشهد في ذلك الوقت إلى أذهان الجيل الحالي، ورغم تلك المحاولة إلا أنني بالتأكيد لن أستطيع، ولن يستطيع أحد، تصوير تلك الحقبة الزمنية مهما أوتي من بلاغة الوصف، ودقّة القدرة التصويرية، على نقل المشهد كما هو، وليس في ذلك أي نوع من المبالغة، فليس مَن شاهدَ وعايشَ كمَن قرأ أو سمع.
وأكد القرني أن دولة قطر وأميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة سعيا لاستمالته ومعهما قناة الجزيرة، مؤكداً أنه حين انكشف المشروع القطري أمامه عاد لوطنه مقدماً الاعتذار، وقال القرني الذي عدل من إطراءاته للرئيس التركي إردوغان إن الجزيرة القطرية تخدم دولاً وتنظيمات معادية للسعودية، مؤكداً أنه كلما ابتعد المواطن السعودي عن دولته خلال الفترة الماضية، كان محبباً لدى قطر. ومع اعتذار القرني أول من أمس، يزداد التساؤل عن تغييب الصحوة لوسطية الإسلام ونشر التشدد رغم معرفة رموزها بوسطية الدين وتعمدهم نشر الفتاوى المشدد. يشير هنا المفكر السعودي الدكتور تركي الحمد، إلى أن الوقت الحالي يستلزم المراجعات، رابطاً التحولات بمشروع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في تحقيق التحول الثقافي والتأكيد على تسامح الإسلام ووسطيته، مؤكداً الأثر: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». يضيف الحمد خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «الإسلام صالح لكل زمان ومكان»، لذلك يستلزم الوقت مراجعات نقدية لزامية، مطالباً بخطاب ديني إنساني في محتواه لا طائفياً ولا متحيزاً لأي فئة، لأن المشروع ليس سوى متاجرة بالدين لأغراض سياسية.
وفي الأسبوع الماضي، قال وزير التعليم السعودي أحمد بن محمد العيسى إن الوزارة تعمل على محاربة الفكر المتطرف من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية وتطوير الكتب المدرسية وضمان خلوها وخلوه المدارس من منهج جماعة "الإخوان". يُضاف لما سبق الجدل الحاصل حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوصيات المطالبة بضمها إلى وزارة الشؤون الإسلامية بعدما قلّصت الحكومة السعودية عام 2016 صلاحياتها بشكل كبير. وفي ما يخص "تيار الصحوة" تحديداً، لم تكن هذه المرّة الأولى التي ينتقده فيها ولي العهد صراحةً، ففي العام الماضي، قال بن سلمان إن "السعودية لم تكن كذلك قبل 1979، السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 1979 لأسباب كثيرة... "، معتبراً أن ما يقوم به هو يتمثل فقط بـ"إعادة المملكة لما كانت عليه من الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان". لم تكن هذه المرّة الأولى التي ينتقد فيها ولي العهد "تيار الصحوة"، ففي العام الماضي، قال بن سلمان إن "السعودية لم تكن كذلك قبل 1979، السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 1979"، معتبراً أن واجبه"إعادة المملكة لما كانت عليه من الإسلام الوسطي المعتدل" كان التيار، قبل التسعينات، يتمتع بعلاقات جيدة مع النظام السعودي إلا أنّه تصادم معه بسبب رفضه استعانة المملكة السعودية بالولايات المتحدة إثر احتلال الكويت والصدام مع "الصحوة" ليس حديثاً بل يعود إلى بداية التسعينيات حين تحوّل التيار إلى طرف يواجه هيئة العلماء المسلمين الداعمة للحكومة السعودية.