لكن روسيا التي قدمت الدعم لسورية ومحور المقاومة الذي صمد وهزم مشروع تفكيك سورية، والقضاء على المقاومة ومواصلة الهيمنة الاميركية، وسرقة ثروات الوطن العربي وتوفير الامن للعدو الصهيوني، اعدت عدتها للمعركة وخاضتها بعقل استراتيجي دفاعاً عن امنها القومي وتفادياً لتعرضها وتعرض اوروبا لحرب استنزاف نازية اصولية تكون فيها الشعوب الاوروبية الخاسر الاكبر بسبب خوض اميركا الحرب حتى اخر جندي اوكراني واوروبي وروسي.
كما تخيّل كاجيتا وهو يخرج لعابه له ويضحك ضحكاته المعهودة عنه وهو يقول له: لا تلعب أيها الغلام مع الكبار. شعر فهمان بالعجز، ولم يطق المشهد ففر من المكان واستقل أحد المصاعد ليخرج من المصادم ويذهب إلى أبيه، آنذاك كان حرسه يتبعونه خوفا عليه. فور أن خرج من المصعد ركض نحو تمثال أبيه المجنح. ظل ينظر إليه -بينما حرسه آثر أن يرمقوه عن كثب- وجناحا أبيه يرفرفان في كافة ربوع المكان، ومع ذلك خُيّل إليه أنهما انفصلا عن جسده وخرا على الأرض. انمي صنع في الهاوية. فأحدثا صوتا كالصواعق، فجعل أصابعه في أذنيه حذر الموت. فتدمرت نفسيته تماما لأنه أحس بأنه فقدَ السند الذي لطالما يقف بجانبه، في حياته، وبعد مماته بأثر أقواله التي جعلته بطلا خلد ذكراه التاريخ تخليدا فاق زعماءً كبارا في مصر كسعد زغلول وأحمد عرابي. فأحسّ بألمٍ مفاجئ في الظهر، وتنميل في أطراف الجسد، و سدمتْ عيناه فأصبح يرى كلّ ما حوله كالضباب، وتصبب العرق من رأسه وجبينه وامتزج ببعض دماء رأسه، ولم تعد قدماه تحمله فخرّ مغشيًا عليه نتيجة حالة شلل نفسيّة أخرى كالتي جاءته من قبل حال العرض التقديميّ لرسالة الماجستير بجنيف. لم يتمكن حرسه من إسناده قبل الوقوع، وسرعان ما حملوه إلى أكبر مستشفى بالوادي الجديد وأُجريت عليه الفحوصات وتبيّن منها أنّها النوبة القديمة قد عاودته تحت تأثير نفسي هائل جدًا.
"هناك دائما قصّتان: القصّة الرسمية الملفَّقة، والقصّة السرّية حيث تكمن الأسباب الحقيقية للأحداث". هذا قول مشهور للروائي الفرنسي فورييه دوبلاك، يُشكّل سنداً للكثير من الدعاوى الحقيقية وربما الادعاءات المغلوطة، وقد يصحّ لإدراك بعض الحقائق التي قد تغيب عنّا، أو إعادة النظر فيها. فيلم صنع في الهاوية. وبما أنّ القصة السرية غالباً ما تبقى أسيرة لزمن لا يمكن تقديره، فيُخشى ألّا نعلم بالحقيقة لوقت يطول، إن لم نعلم بها أبداً. في عصرنا الذي تعجّ فيه وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، يُعتقد أنّ القصص الملفَّقة لم يعد لها وجود، فالصحافة التي تطوّرت وسائلها لم تدع ما يخفى عليها، وفضحت المستور. لكن في الوقت نفسه تطوّرت القدرة على صناعة الحقائق الكاذبة، من أخبار وأحداث موثّقة بصوَر وأفلام زائفة. يمكن القول إنّ التلفيق هو السائد في عصرنا، فغزو العراق كان بناءً على وجود أسلحة الدمار الشامل، كذلك غزو أفغانستان من قبل الروس، فالأميركان، وكان من نتائجها احتلال بلد بناء على ذرائع ملفّقة، كما لا تُستثنى الانقلابات العربية، لم تكن لتحرير فلسطين، كانت استيلاءً على السلطة بالقوّة، وتنصيب ضابط سرعان ما يصبح دكتاتوراً. كذلك الربيع العربي المصري والسوري ، لم يكن الإرهاب إلّا صناعة الأنظمة للقضاء عليه، بينما الحرب الأوكرانية الدائرة اليوم، ليست من أجل الأمن القومي الروسي، بقدر ما هي خطوة على طريق استعادة الإمبراطورية القيصرية البلشفية.
واختتم اللقاء بوضع إكليل من الزهر أمام اللوحة التذكارية، حيث استشهد الأمين العام السابق للحزب نزار نجاريان في انفجار مرفأ بيروت. مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
إعداد ريما بحوث، فادي نقولا نصّار ومكرم عويس* مع انطلاق العام الدراسي في مدارس وجامعات لبنان، برزَ سؤالٌ واحد أثقلَ كاهل الطلّاب والمعلّمين والإداريين والأهالي والموظّفين: هل بإمكان قطاع التعليم، الهشّ في الأساس، أن يصمد في ظلّ الضغوط المعقّدة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية التي يشهدُها البلد؟ على الرغم من الجهود الجبّارة التي بذلتها مؤسّساتٌ عديدة لتبقى أبوابها مفتوحة في خضمّ هذا السياق المعاكس، يُواجِه نظام التعليم في لبنان، وخاصّةً المؤسّسات العامّة، صعوبات كثيرة. لطالما اعتُبرَ قطاعُ التعليم في لبنان بمثابة مرفق وطني تأسيسي – أحد المرافق التأسيسية القليلة في لبنان. وهو ليسَ مجرّد مصدر موثوق للنواتج الاقتصادية (والاجتماعية) القابلة للقياس، بل كانَ على مرّ التاريخ شريان حياة لسكّان البلد. صنع في الهاوية مترجم. واليوم، يمرّ هذا القطاع بمنعطفٍ حرج، وفي حين تستمرّ المدارس الخاصّة في ظلّ الظروف الصعبة، باتت المدارس الرسمية على وشك الانهيار. نتيجةً للأزمة الاقتصادية، انتقلَ ما يقارب 55000 طالب من المدارس الخاصّة إلى المدارس الرسمية في العام الدراسي 2020-2021 وحده، ممّا زادَ الضغط على منظومة المدارس الرسمية (تقرير البنك الدولي 2021).
تاريخ النشر: 10 أبريل 2022 3:49 GMT المخاطر جسيمة في لعبة شفير الهاوية بين قيادات حلف شمال الأطلسي "الناتو" والقيادة الروسية المتمثّلة بالرئيس فلاديمير بوتين الذي يواجه العزل بسبب غزوه أوكرانيا. الخسائر الفادحة تحدّق بأوكرانيا وبروسيا على كل المستويات. اوكرانيا فتيل الحرب. لكن تطوّر الحرب الروسية على أوكرانيا الى حرب عالمية بين روسيا والغرب لن يحصر الدمار والضرر بأوكرانيا وروسيا بل سيؤدّي، في نظر فلاديمير بوتين، الى تغيير قواعد اللعبة والى تراجع الغرب. خطورة هذا الرهان تكمن في جزم الرئيس الروسي أن التصعيد وحده هو الذي سيُخرِج روسيا منتصرة في حربها الأوكرانية، وأن الحرب العالمية بأدواتها النووية والصاروخية ستمحو انطباع الخسارة الروسية في العمليات العسكرية على الأرض الأوكرانية. الأسبوعان المقبلان مهمّان جداً في ساحة الحرب كما في مصير روسيا، وعلى فلاديمير بوتين أن يتخذ قراراته بوضوح نظراً لتململٍ في صفوف المؤسسة العسكرية وكذلك على صعيد الرأي العام داخل روسيا الذي قد يلوم الغرب على استفزازه وعقوباته وتدميره للاقتصاد الروسي، لكنه لا يريد أن يأخذه بوتين الى الهلاك في مغامرةٍ نرجسيّة. قد يرى الرئيس بوتين أن الرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف هو الذي دمّر الاتحاد السوفياتي نتيجة نوعيّة علاقاته مع الولايات المتحدة والغرب أدّت الى تفكيك الاتحاد السوفياتي وتقليصه الى روسيا الاتحادية.