قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي تلاوة رائعة - YouTube
تفسير قوله تعالى قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا قل أى قل يامحمد لو كان ماء البحر مدادا للكلمات التى تكتب به كلمات ربى وحكمه واياته الدالة عليه لفرغ البحر قبل أن يفرغ من كتابة ذلك ولو جئنا بمثله أى بحر اخر ثم اخر بحور تمده ويكتب بها لما نفدت كلمات الله.
قال تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [ الكهف 109]. قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي. لو كانت بحار الدنيا و محيطاتها و كل نقطة من مياه على سطح كل تلك الكواكب عباة عن مداد لأقلام مصنوعة من كل مادة في هذه الدنيا يصلح أن يصنع منها قلم, ما نفدت كلمات الله التي لا تنتهي و لا تخلو من علمه و حكمته و كل كمال لازم لها. فالكلام صفة أزلية من صفات الله. فلم يزل و لازال متكلماً بكل علم و حكمة سبحانه و تعالى و تنزه و تقدس. قال الإمام ابن رجب: ضَرَبَ الْخَضِرُ لِمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ هَذَا الْمَثَلَ فِي نِسْبَةِ عِلْمِهِمَا إِلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فقال له: ( مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنَ الْبَحْرِ) ، وَهَذَا لِأَنَّ الْبَحْرَ لَا يَزَالُ تَمُدُّهُ مِيَاهُ الدُّنْيَا وَأَنْهَارُهَا الْجَارِيَةُ ، فَمَهْمَا أُخِذَ مِنْهُ لَمْ يَنْقُصْهُ شَيْءٌ ، لِأَنَّهُ يَمُدُّهُ مَا هُوَ أَزْيَدُ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُ " انتهى من [ جامع العلوم والحكم 2/49].
وقرأ حمزة والكسائي " قبل أن ينفد " بالياء لتقدم الفعل.
فأنزل الله تعالى " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي" سمي المداد مداداً لإمداد الكاتب ، وأصله من الزيادة ومجيء الشيء بعد الشيء.
** ورد عند الواحدي قوله تعالى: " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي". (*) قال ابن عباس:قالت اليهود لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا": كيف وقد أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ؟ فنزلت: " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي" الآية. ** ورد عند القرطبي قوله تعالى: " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي " (*) وقال ابن عباس: قالت اليهود لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" قالوا: وكيف وقد أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ؟ فنزلت "قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ"... الآية. (*) وقيل: قالت اليهود: إنك أوتيت الحكمة ، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، ثم زعمت أنك لا علم لك بالروح ؟! قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر. فقال الله تعالى: قل وإن أوتيت القرآن وأوتيتم التوراة فهي بالنسبة إلى كلمات الله تعالى: قليلة ** ورد عند البغوي (*) قال ابن عباس: قالت اليهود: يا محمد تزعم أنا قد أوتينا الحكمة وفي كتابك ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ثم تقول: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" فأنزل الله هذه الآية (*) وقيل: لما نزلت: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" ، قالت اليهود: أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء.