حياكم الله السائل الكريم، إن شجرة الزقوم من طعام أهل النار، وهي من العذاب الذي أُعدّ لهم يوم القيامة، وقد جاء ذِكرها في عدة مواضع في القرآن الكريم، منها: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ). "الصافات:62" (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الْأَثِيمِ). "الدخان: 43-44" (لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ). هل شجرة الزقوم موجودة في الدنيا حلوة. "الواقعة: 52" وهذه السور الثلاثة من السور المكية، وعليه فقد جاء الحديث عن شجرة الزقوم في السور المكية، وفي سورة الصافات جاء وصف مُفصل لهذه الشجرة بقوله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ* طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ* فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ)، "الصافات: 64-66" كما جاء ذكرها أيضاً بالمعنى في قوله تعالى: (.. وَالشَّجَرَةَ المَلعونَةَ فِي القُرآنِ... ) ، "الإسراء: 60" والشجرة الملعونة: هي شجرة الزقوم.
هذه الآية الأخيرة تعتبر قولا بليغا حيث شبه الله عز وجل شجرة الزقوم التي لا نعرف ما هي أو ما شكلها ، برؤس الشياطين التي لا نعرفها أيضا ، وبذلك يشبه الله مجهولا بمجهول أيضا ، وهذا يجعلنا نطلق العنان لعقولنا للتخيل ما سيصبح عليه حال أهل النار يوم القيامة ، والعذاب الذي ينتظرهم. حقيقة ظهور شجرة الزقوم على وجه الأرض اجتهد العلماء وأعادوا البحث مرة أخرى في تفسير هذه الآيات مجددا ، حتى يتأكدوا من حقيقة وجود شجرة الزقوم على الأرض ، ولكن أوضح العلماء أن هذه الشجرة المذكورة في القرآن الكريم تنمو فقط في النار ، والدليل على ذلك قوله عز وجل "إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم " ، فهذا يعني أنها تنمو في نار جهنم ومن النهارها المتقدة ، مما يجعل الكثير يميل إلى رأي أنها ليست لها وجود على الأرض.