على سبيل المثال: لو أنَّ شخصَيْن مُصابان بالفصام - والفصام منَ الأمراض الذهانيَّة، وكلمة ذهان: وصفٌ تصنيفي يُطلق على مجموعةٍ منَ الأمراض العقلية، وليس اسمًا لمرضٍ! - وكان أحدهما مصابًا بالفصام نتيجة استعدادٍ وراثي، والآخر أُصيب به بعد إدمان المخدرات، فإن نسبة شفاء الفصامي الذي أصيب نتيجة استعداده الوراثي للإصابة بالفصام أعلى بكثير من ذلك الذي أُصيب به نتيجة إدمان المخدرات. جاء في كتاب " قطب السرور في أوصاف الخمور" ؛ للقيرواني: (سَأَل بعض الملوك حكيمًا عن السكر وما يُحدثه؟ فقال: أيها الملك، مسْكن العقل في الدماغ، وهو للإنسان كالمرآة، يريه محاسنه ومساويه، فإذا شرب الرجل الخمرَ، صعد مِن بخارها إلى الدماغ ما يحول بينه وبين عقله كما تحول الغمامة بين العُيون وبين الشمس المضيئة، فيكون مِقْدار ما يَغْشى مرآة العقل من الصدأ بقَدْر إكثارِه منَ الشراب وإقلاله منه، فإذا نام على ذلك ذَهَب الصدأ شيئًا فشيئًا حتى يصحو، قال: فهل يعود العقل بكماله؟ قال: وما أنكر نقصانه! لأنَّا ما رأينا شيئًا ذهب جملةً فعاد جملةً)! هل هذه الأدوية فعَّالة وصحيحة، ويمكن بها شفاؤُه؟ إن شاء الله تعالى.
ولا تقلقي كثيرًا مِن مسألة ابتعاده عن خاصة أصحابه، فربما كانوا سببًا لما فيه زوجُك من مرضٍ وبلاء، ولعل من الخير أن يبتعدَ عنهم، وأنا من فئة الناس الذين يُؤثِرون اعتزالَ الناس، رغم أنَّ هذا الأمر لا يروق لكثيرين، ولكن مَن عرَف الناس معرفتي بهم، تعبَّد الله - عز وجل - باعتزالهم! هل من الممكن أن يطيب مِن هذا المرض نهائيًّا، ويترك العلاج؟ التبكيرُ إلى العلاج أهمُّ مِن التفكير في الشفاء، فالأمراضُ الذهانية تتطلَّب العلاج بالأدوية النفسيَّة كمطلب شفائي، ولا يمكن أن يُعطَى مريض الذهان علاجًا نفسيًّا قبل إخضاعه لعلاجٍ دوائي، والمتابعة مع الطبيب المعالج غاية في الأهمية، والاستمرار على العلاج - ولو لعدة سنوات - من أهم السبُل للوُصُول إلى المرحلة التي يمكن القول فيها: إن الذهاني قد يصِل إلى درجة الشفاء - بإذن الله الشافي المعافي. هل وارد أن يكونَ هذا بسبب شرب الخمر، وليس ذهانًا؟ ما ينبغي أن تعلميه أنَّ الذهان أثرٌ مِن آثار مُعاقرة الخمر وتعاطي المخدِّرات؛ أي: إنَّ سبب الحالة الذهانية التي أُصيب بها زوجُك نتيجة إدمان هذه السُّموم، وقد أشرتِ إلى ذلك بنفسك حين قلت: "وفي يوم من الأيام أسرف في شرب الخمر، ثم مرض بعدها، وأصبحتْ هذه الأفكار ملازمة له"، فلا تظني أن الأمرَيْن مُنفصلان، ولكنهما سببٌ ونتيجة.
ابتداءً من ابدأ الان أطباء متميزون لهذا اليوم
إذا استقرت الحالة لعدة سنوات قد يتيح الطبيب المختص فكرة التوقف عن الدواء. يجب أن يتم المراقبة السريرية عند توقف الدواء حتى لا يتعرض المريض للانتكاسة مرة أخرى. إذا كنت تسأل هل يشفى مريض الذهان أم لا فهذا بالطبع يعتمد على استجابة كل حالة ونوع الذهاب المصاب به الشخص. في جميع الحالات نسبة الشفاء تتراوح إلا أنه موجودة بالطبع ولكن تختلف في الوقت وآلية العلاج. علاج مرض الذهان العقلي مما سبق واحد من العلاجات التي يجب الاستعانة بالأطباء المُتخصصين حتى يتم اتباع العلاج الصحيح ومن ثم تظهر ثماره في فترة وجيزة دون ظهور أي أمراض أخرى ناتجة عن العلاج الخاطئ. قد يهمك أيضا: اضطراب الشخصية الإضطهادية البارانوية
صحة عامة 18/04/2022 تجربتي مع الاكتئاب الذهاني لم تكن سهلة أو بسيطة ولكن تخلصت منها بعد مروري بتعب نفسي وجسدي شديد حيث أن… أكمل القراءة »