هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وهو في "مسند" الطيالسي (٤٢٠). وأخرجه البزار في "مسنده" (٢٧٩٧) من طريق معاذ بن هشام، والحاكم ٤/٤٦٩-٤٧٠ من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا =
[٨] ثم إنّه سيكون بعد ذلك شرّ وهو أناس يدعون إلى المنكر، فوصفهم -عليه الصلاة والسلام- بأنهم "دعاة إلى أبواب جهنم"، ووصفهم كذلك بأنهم إمّا أن يكونوا عربًا، وإمّا أن يكونوا مسلمين فقط ومن أقوام غير العرب، فأمرَ حذيفة -رضي الله عنه- في هذه الحال أن يلزم المسلمين وحاكمهم، وإن لم يكن هناك حاكم مسلم ولم يكن المسلمون عندها موحّدين تحت راية واحدة فالحل هو اعتزال هذه الفرق، حتى وإن كان هذا الاعتزال بالخروج إلى أرض القفار والبر. [٨] فمعنى قوله "ولو أن تعض بأصل شجرة" هو كنايةً عن الابتعاد عن الناس وأنظارهم، وعدم الكلام معهم والتزام الصمت، حتى يقبِض الموت روحه وهو معتزل للفتن، فيرشد الحديث إلى ضرورة تحرّي المسلم السلامة واعتزال الفتن والهروب منها وعدم الخوض فيها. [٨] المراجع [+] ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:3606، حديث صحيح. ↑ محمد فؤاد عبد الباقي، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ، صفحة 249. حديث نفس - الصحابي حذيفة بن اليمان | منتدى الرؤى المبشرة. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:23429، حديث حسن. ↑ "الموسوعة الحديثية" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2021. ↑ أبو عبد الله التبريزي، مشكاة المصابيح ، صفحة 1481.
أ. حديث حذيفه بن اليمان عن الفتن. هـ (( المسألة الثالثة)) أن حذيفة حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المخرج من فتنة دعاة جهنم أمره أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم وهذه الجملة يستفاد منها: أن الدعاة على أبواب جهنم في هذا الحديث المقصود بهم أصالة: الدعاة الذين يهيجون القلوب على ولاة الأمور ويدعون إلى الفوضى والمظاهرات والشغب والانقلابات والثورات ولو كان ذلك تحت شعار إنكار المنكر والغيرة على محارم الله والمطالبة بالحقوق المشروعة فهذه شعارات لا تؤثر في الحكم ولا تجعل الحرام حلالاً ولا المنكر معروفاً بل هي في ذاتها منكر عظيم تُوعد أصحابه بالوعيد الشديد والعياذ بالله. وعلى هذا: فعلى المسلم الحريص على سلامة دينه وعقيدته أن يتجنب المحاضرات والأشرطة والمقالات والمنتديات التي تزرع في قلبه الضغينة والحقد والتهييج والكره لولاة أمره ولو صدرت من أعلم الناس في نظره وفي نظر كثير من الناس فما هي إلا دعوة فتنة وما هو إلا داعية فتنة يدعوك إلى جهنم فأقدم أو أحجم وستجد كلٌّ نفس ما عملت. ويستفاد من هذه الجملة العظيمة من الحديث أن المخرج من فتنة دعاة جهنم أن تلزم السمع والطاعة لولاة الأمور وأن لا تشارك بقلم ولا لسان ولا قليل ولا كثير في هذه الفتن بل تسعى جاهداً في إخمادها بمناصحة دعاة الفتنة إن أمكن والتحذيرِ منهم بذكر أوصافهم أو بذكر أسمائهم إن اقتضى الأمر وتلك نصيحة وإن سماها المدافعون عن أهل الفتنة غيبة.