كما كانت هذه الإمارة، من جهة ثالثة، مصدر خطر كبير على الطريق البري الممتد من مدينة الموصل إلى مدينة حلب، وكان جوسلين (كونت الرها) يطلق قواته للإغارة على بلاد المسلمين القريبة من الرها، وقطع الطرق، وممارسة أعمال السلب والنهب، بصورة مستمرة. كما أنه كان قد استغل انشغال عماد الدين زنكي بقتال الصليبيين في جنوب الشام، فقام بتوسيع حدود إمارته، فبسط سيطرته على مناطق كثيرة في غربي الفرات. ولم يكن عماد الدين زنكي غافلاً عما كان يقوم به جوسلين كونت الرها وقواته من تحرشات واستفزازات للمسلمين، لكنه ظل يترقب الفرصة المناسبة لتوجيه ضربة قاضية لهذه الإمارة الصليبية المعادية، وقد كان هذا الخيار أشدّ إلحاحاً بعد تزايد خطر الكونت جوسلين واطراد أعماله العدوانية ضد المسلمين وممتلكاتهم، وكثرة شكاوى المسلمين منه إلى عماد الدين زنكي.
وفعلاً حقَّق أنر هدفه بعد أن فَّوض إليه الأتابك أمور المدينة وأقطعه بعلبك [2]. وهكذا أدّت تلك التطورات السياسية إلى إزدياد نفوذ أنر مما حمل ابن الأثير على وصفة بأنه صار هو الجملة والتفصيل [3] ، ولم تكن هذه التطورات في صالح عماد الدين زنكي، كما عَّز على زمرد خاتون التي كانت تقيم في حلب أن يقتل ابنها ويحل محله في حكم دمشق ابن ضرتها، فأرسلت إلى عماد الدين زنكي، وكان في الموصل تستدعيه طالبة الثأر لولدها والسيطرة على دمشق [4].
( بن هبة الله، 1951، ص62) وكان يتصدق كل جمعة بمئة دينار جهراً، ويتصدق بما عداها من الأيام سرَّاً. كما كان يستفتي الفقهاء والقضاة قبل إقدامه على كثير من الأعمال، وقد أقام الحدود الشرعية في أنحاء بلاده. عماد الدين زنكي - جريدة الأمة الإلكترونية. ( الماني، 1968، ص 176) ملاحظة مهمة: هذا المقال استند بشكل كبير على كتاب " عماد الدين زنكي" لعبد الحميد الماني. مراجع البحث: علي محمد الصلابي، الدولة الزنكية، دار المعرفة، بيروت، 2007، صص 46-47 كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله، زبدة الحلب في تاريخ حلب، تحقيق سامي دهان، ط دمشق، 1370 هـ 1951 م. ابي شامة شهاب الدين المقدسي، عيون الروضتين في اخبار الدولتين النورية والصلاحية، تحقيق: ابراهيم الزيبق، منشورات وزارة الثقافة، دمشق ،1418-1997 محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني، تاريخ دولة آل سلجوق، اختصار الشيخ الإمام الفتح بن علي بن محمد البداري الأصفهاني، دار الافاق الجديدة، بيروت، 1400 هـ 1980 م. الجزري، التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، تحقيق عبد القادر أحمد طليمات، دار الكتب الحديثة بالقاهرة، ومكتبة المثنى، بغداد 1382 هـ 1963 م. عبد الحميد الماني، عماد الدين زنكي، الدائرة العربية، 1387ه- 1968م شاكر أحمد أبو زيد، الحروب الصليبية والأسرة الزنكية، الجامعة اللبنانية، كلية الاداب والعلوم الإنسانية.
(أبو زيد، 1972، ص 162). ومما رواه أبو شامة: أن الشهيد كان بجزيرة في الشتاء، فدخل الأمير عز الدين أبو بكر الدبيسي وهو من أكابر أمرائه، ومن ذوي الرأي عنده، ونزل بدار يهودي، وأخرجه منها، فاشتكى اليهودي، والشهيد راكب، وبجانبه عز الدين أبو بكر الدبيسي، ليس فوقه أحد، فلما سمع أتابك الخبر، نظر إلى أبي بكر الدبيسي نظرة غضب، ولم يكلمه كلمة واحدة، فتأخر القهقرى، ودخل البلد، فأخرج خيامه، وأمر بنصبها خارج البلد، ولم تكن الأرض تحتمل نصب الخيام، فوضعوا عليها التبن، وخرج إليها من ساعته. (المقدسي، 1997، ج1 ص157). وكان ينهى أصحابه عن اقتناء الأراضي، والاكتفاء بالإقطاعات؛ لأن الأملاك متى صارت لأصحاب السلطان، ظلموا الرعية، وتعدوا عليهم، وغصبوهم أملاكهم، ولحسن سيرته قصده الناس يتخذون بلاده داراً للإقامة. ومن عدله: أنه لما فتح المعرَّة وأخذها من الفرنج جاءه الناس يطلبون أملاكهم، وكان عماد الدين حنفي المذهب ومن مَذهب أبي حنيفة ـ أن الكفار إذا استولوا على بلد؛ وفيه أملاك المسلمين خرجت تلك الأموال عن أصحابها لصيرورة البلد دار حرب، فإذا عاد البلد بعد ذلك إلى المسلمين كانت تلك الأملاك لبيت المال ـ ولما طلب الناس منه أملاكهم استفتى عماد الدين الفقهاء، فأفتوه بما يقتضيه مذهبهم، وهو أن الأملاك لبيت المال، ولا حظَّ لأصحابها فيها، فقال: «رحمه الله: إذا كان الفرنج يأخذون أملاكهم، ونحن نأخذ أملاكهم؛ فأيُّ فرق بيننا وبين الفرنج؟!
بعد عملية قطع الرأس أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه إذا كان الفيديو حقيقيا فإنهم سيوقفون إرسال أي مساعدة عسكرية إلى حركة نور الدين الزنكي. Following the beheading, the U. S State Department declared that if the video was genuine, they would stop sending Harakat Nour al-Din al-Zenki any military aid. بعد هجمات فاشلة في 1150 و1151، استطاع نور الدين زنكي بالسيطرة على دمشق عام 1154م. After unsuccessful attacks in 1150 and 1151, Nur ad-Din finally captured Damascus in 1154. في بيانٍ لها؛ أدانت حركة نور الدين الزنكي مقتلَ الطفل وأكّدت على أنهُ خطأ فردي لا يُمثل السياسة العامة للحركة كما نبّهت إلى أنّها قد اعتقلت المتورطين استعدادًا لمُحاسبتهم. In a statement, al-Zenki condemned the killing and claimed it was an "individual mistake that does not represent the general policy of the group", and that it had detained those involved. خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وبالتحديد في محادثات فيينا للسلام؛ أُوكلت دولة الأردن بمهمة صياغة قائمة الجماعات الإرهابية فوضعت حركة نور الدين الزنكي في هذه القائمة.
وقد خصص زنكي لتربية أولادهِ علياً بن منصور السروجي، وكان أديباً شاعراً خطاطاً، وعندما كبر سيف الدين غازي؛ أرسله أبوه لخدمة السلطان مسعود، فتلقاه بالحفاوة والتقدير، ورتب في خدمتهِ عشرة من الحراس، وقد بقي سيف الدين هناكَ حتى قبيل مقتل أبيهِ بوقت قصير، وأما نور الدين محمود فقد نشأ تحت رعاية والده، وتعلم القران الكريم، والفروسية، والرمي، ولما جاوز صباه لزم خدمة أبيه حتى مقتله، وهكذا كان زنكي يُعِدُّ أولاده لتحمل المسؤوليات الإدارية والعسكرية في المستقبل، وما يقال عن غازي، ومحمود يمكن أن يقال عن ابنيه الاخرين: أفيران، ومودود.
[1] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/149، 150. [2]يقول عنه ابن الأثير بعد هذه المعركة: «وكان له الشجاعة في الغاية». الكامل في التاريخ 9/153. [3]ان الأثير: الباهر ص19، 20. [4]ابن الأثير: الباهر ص24. [5]ابن الأثير: الباهر ص26-28.