-3-36 – باب: العين حق. 5408 – حدثنا إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (العين حق). ونهى عن الوشم. [ش أخرجه مسلم في السلام، باب: الطب والمرض والرقى، رقم: 2187. (العين حق) أي الإصابة بها ثابتة موجودة، ولها تأثير في النفوس. (الوشم) هو غرز الإبرة أو نحوها في الجلد، ثم حشوا المكان بالكحل ونحوه، فينحصر ولا يزول أبداً].
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا شرح حديث (العين حق) روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا) ، [١] وشرح أهل العلم الحديث بما يأتي: [٢] (العين حق) العين: أي إنَّ إصابة عين العائن للمعيون وأثرها وضررها وتأثيرها على المعيون أمر موجود وثابت لا يُشكُّ فيه، وفي هذا رد على بعض الذين أنكروا إصابة العين للمعيون؛ لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أثبت وجود إصابة العين. حديث ان العين حق. ولأنَّ الله -عز وجل- أثبت وجود هذه الإصابة، فقال الله -عز وجل-: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) ، [٣] وقال الله -عز وجل-: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ). [٤] وتأثير العين يكون عندما ينظر العائن إلي شيء وإعجابه به وقد يحدث ضرر بسبب ذلك كأن يُتلف الشيء ونحو ذلك، ويحرص المسلم على صرف العين قبل وقوعها إما بذكر الله -تعالى- أو الاستعاذة أو بغيره، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية أو الاغتسال أو بغير ذلك. (ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) أي ولو كان شيء مصيره وقدره الهلاك ولكن قبل حلول الأجل المقدر قد تسبقه نظرة العين المؤذية فتهلكه، فبذلك تكون العين قد سبقت القدر وغلبته.
"وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ" هكذا قال الله عز وجل في القرآن الكريم محدثنا عن الحسد والحاسدين، فالحسد حقيقة موجودة في عالمنا لا يمكن إنكارها، وكما ذُكرت تلك الحقيقة في القرآن ذُكرت أيضاً في الكثير من الأحاديث الصحيحة عن الحسد والعين الحاسدة Envy and Envious eye وذلك أيضاً بأكثر من صيغة. الأحاديث الصحيحة عن الحسد والعين الحاسدة أحاديث صحيحة عن الحسد احاديث عن الحسد عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ"، صحيح مسلم، حديث صحيح، وفي رواية أخرى عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها". عن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا"، صحيح مسلم، حديث صحيح، وفي رواية أخرى " إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا"، صحيح البخاري، حديث صحيح.