تخطي إلى المحتوى 23, 800, 000 ر.
نآيف حمدان - قصة شجر الدر - YouTube
ملخص المقال كيف صعدت شجرة الدر كرسي الحكم؟ وهل رضي المماليك بذلك؟ وكيف تقبل الشعب والعلماء حكم امرأة؟ عن هذه الأحداث يكتب د. راغب السرجاني هذا المقال. فكر المماليك في أن يمسكوا هم بمقاليد الأمور بعد الفراغ سياسي الذي حدث بقتل توران شاه، فالغلبة لهم الآن، و«الحكم لمن غلب»! لكن عواقب هذا الأمر دفعت المماليك البحرية الصالحية إلى أن يرغبوا في «فترة انتقالية» تمهد الطريق لحكم المماليك الأقوياء، وفي ذات الوقت لا تقلب عليهم الدنيا في مصر أو في العالم الإسلامي. كانت هذه هي حسابات المماليك الصالحية البحرية. فماذا كانت حسابات شجرة الدر؟! شجرة الدرّ امرأة ذات طابع خاص جدًّا.. لا تتكرر كثيرًا في التاريخ.. قصة شجرة الدر الحقيقية | المرسال. فهي امرأة قوية جدًّا.. شجاعة.. جريئة.. لها عقل مدبر، وتتمتع بحكمة شديدة.. كما أن لها القدرة على القيادة والإدارة.. وكانت شجرة الدرّ ترى في نفسها كل هذه القدرات.. وكانت شديدة الإعجاب بإمكانيتها وبنفسها (وكان هذا من أكبر مشاكلها).. مما دفعها إلى تفكير جديد تمامًا على الفكر الإسلامي، وخاصة في هذه الفترة من تاريخ الأمة. فكرت شجرة الدر في الصعود إلى كرسي الحكم في مصر! وهذا أمر هائل فعلًا، وهذه سباحة عنيفة جدًّا ضد التيار.. لكنها وجدت في نفسها الملكات التي تسمح بتطبيق هذه الفكرة الجريئة!
٢ وشجرة الدُّرِّ — أو شجر الدر كما جاء في بعض التواريخ — اسمٌ مشهورٌ جدًّا في تاريخ مصر، بل إنها تعتبر أشهر امرأة في هذا التاريخ، لعدَّةِ أسباب: منها: أنها أول امرأة وآخر امرأة تولَّت عرش مصر الإسلامية، فلا نعرف امرأة قبلها ولا بعدها — منذ أول عهد الإسلام إلى اليوم — تولَّت عرش هذه البلاد، تأمر وتحكم وتُولِّي وتعزل، وتُسيِّر الجيوش للحرب، وتوقع معاهدات الصلح، وتُعيِّن الوزراء، وتعقد الألوية للقواد، ويُنقش اسمها على الدراهم والدنانير، ويُدعى لها على المنابر في المساجد. ومنها: أنها كانت أول «مملوكة» تجلس على العرش، فتصير ملكة يدِين لها الملايين بالطاعة والولاء، بعد أن كانت جارية مُشتراة بالمال، يأمرها سيدها فتأتمر، وينهاها فتنتهي! شجرة الدر سلطانة المماليك–التاريخ الإسلامي– قصة دولة المماليك| قصة الإسلام. ومنها: أن عهدها كان حدًّا فاصلًا بين مرحلتين من مراحل التاريخ؛ فقد كانت ولايتها آخر عهد الدولة الأيوبية، وأول عهد المماليك. ومنها: أن عصرها كان مزدحمًا بالحوادث التاريخية العظيمة؛ ففي عهدها انكسر الصليبيون كسرة شنيعة، وكانوا قد زحفوا من فرنسا وسائر بلاد أوربة، ليستولوا على مصر والشام؛ فانهزموا عند مدينة المنصورة شرَّ هزيمةٍ، وقُتل قُوَّادهم وأُسِرَ مَلكهم لويس التاسع ملك فرنسا، واعتُقل في دار الأمير فخر الدِّين بن لقمان بالمنصورة، فلم يُفرَج عنه إلا بعد أن افتدى نفسه بمال، وعاهد على ألَّا يعودَ إلى غَزْوِ مصرَ.
تلك شجرة الدُّرِّ: تاريخ أُمَّة في تاريخ أَمَة! وفي التاريخ قصص كثيرة لملكاتٍ غير شجرة الدُّرِّ، ولكن التاريخ لم يأثر عن ملكةٍ منهن ما أثَر عن شجرة الدُّرِّ من صفاتٍ لم تجتمع مثلها في أنثى ولا في ملكة. محمد سعيد العريان