الحسنة بعشر امثالها - YouTube
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: إلا الصوم. فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولَخَلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. والصوم جُنَّة. وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم" متفق عليه. ما أعظم هذا الحديث؛ فإنه ذكر الأعمال عموماً، ثم الصيام خصوصاً وذكر فضله وخواصه، وثوابه العاجل والآجل، وبيان حكمته، والمقصود منه، وما ينبغي فيه من الآداب الفاضلة. كلها احتوى عليها هذا الحديث. فبين هذا الأصل الجامع، وأن جميع الأعمال الصالحة – من أقوال وأفعال، ظاهرة أو باطنة، سواء تعلقت بحق الله، أو بحقوق العباد – مضاعفة من عشر إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة. وهذا من أعظم ما يدل على سعة فضل الله، وإحسانه على عباده المؤمنين؛ إذ جعل جناياتهم ومخالفتهم الواحدة بجزاء واحد، ومغفرة الله تعالى فوق ذلك. وأما الحسنة: فأقل التضعيف أو الواحدة بعشر. وقد تزيد على ذلك بأسباب. منها: قوة إيمان العامل، وكمال إخلاصه.
الحسنة بعشرة أمثالها. ———————- قصة حقيقية حدثت في السعودية. رجل من بني قحطان يملك منزلان ، الأول يسكنه مع عائلته والمنزل الثاني مؤجر منذ عشرة سنوات إستلم قيمة الأجار 8 سنوات أما السنتين الآخرتين لم يستلم قيمته. إستغرب الرجل سنتين لم يستلم ثمن الأجار ركب سيارته وذهب الى المدينة التي فيها منزله الثاني. طرق الباب وفتحت له إمرأة وبعد السلام قال الرجل أين صاحب البيت ؟ قالت المرأة: صاحب البيت توفى منذ 8 شهور آمر في أي مشكلة. قال الرجل: لم أستلم قيمة الأجار منذ سنتين. قالت المرأة: والله أنا كما تراني لا معيل ومعي بناتي وهذا ولدي عمره 8 سنوات فأرجوا أن تصبر إلا أن أدبر أمري. قال الرجل: خير إن شاءالله غدا لقائنا في المحكمة عند القاضي. المرأة ضلت طول الليل تفكر كيف تحصل على قيمة سنتين أجار وصارت تقلب الأمور وتصلي وتحاتي ولم تنام تلك الليلة. في المحكمة وعند القاضي نودي على المرأة وقال لها القاضي عليك هذا المبلغ هل بإستطاعتك دفعه ؟ قالت لا أستطيع وأرجوا أن تمهلوني لكي ادبر المال. ونودي على الرجل وبيده ورقة وقال للقاضي: هذا صك منى كتبت منزلي وقف مدى الحياة بإسم المرأة والبنات والولد أبتغى الأجر والثواب من الله.
فله عنده من الجزاء عشر حسنات أمثالها من العطايا ، فإذا كان تأثير الحسنة في نفسه أن تكون حالة حسنة بقدر معين بحسب سننه تعالى في ترتيب الجزاء على آثار الأعمال الحسنة في تزكية الأنفس ، فهو يعطيه ذلك مضاعفا عشرة أضعاف تغليبا لجانب الحق والخير على جانب الباطل والشر رحمة منه جل ثناؤه بعبيده المكلفين. ( وقد قرأ يعقوب " عشر " بالتنوين و " أمثالها " بالرفع على الوصف) والظاهر أن هذه العشر لا تدخل فيما وعد الله تعالى به من المضاعفة لمن يشاء على بعض الأعمال كالنفقة في سبيله ، فقد وعد بالمضاعفة عليها بإطلاق في قوله من سورة التغابن ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم) ( 64: 17) وبالمضاعفة الموصوفة بالكثرة في قوله من سورة البقرة: ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) ( 2: 245) الآية. ثم بالمضاعفة سبعمائة ضعف في قوله منها أيضا: ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) ( 2: 261) قيل: إن المراد بالمضاعفة لمن يشاء هذه المضاعفة نفسها. وقيل: بل المراد به غيرها أو ما يزيد عليها ، وقيل أيضا: إن المضاعفة كلها خاصة [ ص: 206] بالإنفاق.
وتأملوا معي في قول الله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الانسان (19) وقوله تعالى:(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) (24) الطور، فإذا كان هذا الجمال ،وذاك الخلود وهذا النعيم للولدان الذين هم خدم أهل الجنة فكيف بالمخدومين والمنعَّمين من أهل الإيمان ؟! وتأملوا معي في قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) الرحمن 54، فإذا كان هذا الإستبرق الذي هو الحرير الخالص الصفيق هو ما في داخل تلك الأرائك ، وكان هذا هو حشو تلك المتاكئ ،فما بالك بظاهرها ،بل كيف يكون خارجها؟!
وصححه الألباني. وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله عز وجل: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {الأعراف:43}. ذكر بعض نعيم الجنة الذي لا يوجد مثله في الدنيا - إسلام ويب - مركز الفتوى. وما ذكر في هذه النصوص ليس محصورا في نعيمهم، بل يوجد فيها ما لم يسمع عن مثاله البشر، وأعظم من ذلك رؤيتهم لله تعالى وكلامهم معه وتبشيره لهم برضوانه، ومعيتهم للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذخرا بله ما اطلعتم عليه، ثم قرأ: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:17}. رواه البخاري و مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) رواه مسلم.
وجاء في شأن أشجارها: ما روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب. صححه الألباني. وجاء في خلودهم ودوام نعيمهم وصحتهم وجمالهم: ما في صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لسوقًا، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا.
اهـ وأما ذكر نعيم أهل الجنة بالنكاح فليس فيه ما يتقزز منه ولا ما يدعو للخيبة، فان أصحاب الفطر السليمة يحبون الشهوات من النساء، كما قال الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ {آل عمران:14}. وإنما يعاب في المجتمع المسلم البحث عن الشهوات بطريقة محرمة تنتشر فيها الأخلاق السيئة، ولا يعيب الاهتمام بالنكاح المشروع إلا المنحرفون من رهبان النصارى، وقد ثبت في القرآن ذكر جزاء أهل الجنة بالنساء المطهرة والحور العين، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 203845 ، والفتاوى الملحقة بها. وقد أجبناك في سؤال سابق لك عن تفسير قوله تعالى: إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {يس:55}، وذلك في الفتوى رقم: 293299. أحاديث عن نعيم أهل الجنة وبيان صحتها - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأما عن صحة الأحاديث التي ذكرتها في سؤالك: فالحديث الأول: قد أخرجه ابن ماجه في سننه، وقال عنه الألباني و الأرنؤوط: ضعيف جدا. وأما الحديث الثاني: فهو منكر كما بيناه في الفتوى رقم: 169831.