مفهوم – السؤال: ما دليل حركة الأرض في القرآن الكريم؟ الجواب: حركة الأرض في القرآن الكريم من الأمور التي يتوقف عندها الكثيرين سواء من المسلمين أو غير المسلمين. نستعرض خلال هذه المقالة حقائق عن الأرض وحركتها في القرآن الكريم من أكثر من مصدر، فقد كان قد أجمع علماء اليونان قبل الميلاد على أنّ الأرض ثابتة لا حراك لها وأنّ الشمس والأنجم تدور حولها، حتى كان القرن السابع عشر الميلادي وجاء جاليليو وثبت لدى العلماء الكونيين: أنّ الأرض تتحرك حول الشمس وأنّ الشمس ثابتة لا حراك لها. دليل من القران على كروية الارض. وحصل من جراء هذه العقيدة شجار عنيف بين الكنيسة التي كانت تقول بسكون الأرض والعلماء الكونيين الذين قالوا بحركتها، فأعدم نتيجة هذا التصادم في الرأي كثير منهم. إلّا أنّ القرآن الكريم كان ينادي قبل ذلك بقرون: أنّ الأرض أو الجبال التي عليها تتحرك كما يتحرك السحاب وتمرّ كما يمرّ، وذلك بقوله جلّ من قائل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل/ 88). ولا يراد بمرور الجبال في الآية المتقدمة: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) ما يحدث يوم القيامة، ذلك لأنّه لا تبقى جبال إذا كان يوم القيامة حتى يراها الإنسان في ذلك اليوم فيحسبها جامدة.
بجانب أن الشمس والقمر وظاهرتي الشروق والغروب وتعاقب الليل والنهار من ضمن معجزات الله سبحانه وتعالى التي تزيد من يقين العباد وتثمر القلوب بالإيمان بالله عز وجل، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن: "رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" كما قال الله عز وجل: "رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ".
تاريخ النشر: الثلاثاء 11 صفر 1431 هـ - 26-1-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 131655 110734 0 814 السؤال قرأت قصيدة لأبي محمد عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني، والشيء الذي حيرني هو أنه ينكر كروية الأرض في قصيدته: كذب المهندس والمنجم مثله فهما لعلم الله مدعيان الأرض عند كليهما كروية وهما بهذا القول مقترنان والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضح القرآن والله صيرها فراشا للورى وبنى السماء بأحسن البنيان والله أخبر أنها مسطوحة وأبان ذلك أيما تبيان فأفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أجمع العلماء على أن قطعي الوحي لا يتعارض أبداً مع قطعي العقل وكذلك مع الواقع، ولذا لا يمكن أن يحدث تعارض بين حقيقة علمية وخبر شرعي قطعي، وكروية الأرض ليست فقط حقيقة علمية مقطوعا بها، بل هي محل إجماع نقله بعض أهل العلم، واستدل عليه جمع من محققيهم بنصوص من القرآن والسنة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): نفى بعض الجهال أن تكون الأفلاك مستديرة، فمنهم من ينفي ذلك جزما، ومنهم من ينفي الجزم به على كل أحد، وكلاهما جهل. فمن أين له نفي ذلك أو نفي العلم به عن جميع الخلق، ولا دليل له على ذلك إلا ما قد يفهمه بفهمه الناقص.
في تلكَ اللحظاتِ ستعلمُ أنَّكَ كنتَ في غفلةٍ وغُرورٍ، وستندمُ لأنَّكَ استبدلْتَ الفانيةَ بدارِ الحُبورِ، كمْ أضعْتَ من الأيامِ والأوقاتِ، وكم انشغلتَ بالشَّهواتِ والمَلذَّاتِ، تقولُ لنفسِكَ: ليتني كُنتُ مُحافظًا على صلاةِ الفَجرِ، ليتَ لساني كانَ رطباً بالذِّكرِ، ليتَ لي صدقاتٌ في العَلنِ والسِّرِّ، ليتَ لي ركعاتٌ تنفعني اليومَ في القَبرِ، مطالبُ وأمنياتٌ، آمالٌ ورَغباتٌ، ولكن هيهاتَ هيهاتَ، مَرَّ رَسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-بِقَبْرٍ فَقَالَ: "مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْر؟ فَقَالُوا: فُلانٌ، فَقَالَ: رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنياكمْ". حِينها ستندمُ على خِصامٍ كانَ مع حبيبٍ، وخِلافٍ كانَ مع قريبٍ، وستعلمُ أنَّكَ قصَّرتَ في حقِّ زوجتِكَ وأبنائِكَ والبناتِ، وتتمنى لو كنتَ قضيتَ معهم كثيرًا مِنَ الأوقاتِ، ستعرفُ-حينَها-أنَّ الدنيا سرابٌ، وأنَّكَ قد انشغلتَ بدارِ الخرابِ، ونسيت الاستعدادَ ليومِ الحسابِ، حينَها يصرخُ المفرِّطُ:)رَبِّ ارجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ( فيأتيه الجوابُ مباشرةً:)كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ( وصدقَ أَبُو ذَرٍّ-رَضِيَ اللهُ عَنهُ-حِينَ قَالَ: "أَلا أخْبركُم بِيَوْمِ فَقري، يَوْمَ أُنزلُ قَبْرِي".
وقد ثبت في السنة أن للقبر ضغطةً أو ضمَّة على كل ميت؛ ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للقبرِ ضغطةٌ لو نجا منها أحدٌ لنجا منها سعدُ بنُ معاذٍ)). ومن أحوال أهل القبور أن أماكنهم في الآخرة تُعرَض عليهم وهم في قبورهم؛ ليزداد المنعَّمون فرحًا إلى فرحهم، ويزداد المعذَّبون حسرة على حسرتهم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيُقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة))؛ [متفق عليه]. أول منازل الآخرة - اكيو. اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، بارك الله لي ولكم... الخطبة الثانية الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه؛ أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أيها المسلمون، نعيم القبر وعذابه وجميع ما ورد عن أحواله يقع على الروح والجسد كليهما، وبكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى، وإنَّ تذكُّرَ القبر وأحواله وزيارة القبور بين حين وآخر أمرٌ مهم لمن أراد حياة قلبه، وخشوعه في عبادته، وبناء آخرته؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((زوروا القبور؛ فإنها تذكر بالموت))، وقيل لبعض الزهاد: "ما أبلغ العظات؟ فقال: النظر إلى محل الأموات"، ونظر الحسن رحمه الله تعالى إلى ميت يُدفَن فقال: "إن شيئًا هذا أوله، لَحَقِيقٌ أن يُخاف آخره، وإن شيئًا هذا آخره، لحقيق أن يُزهَد في أوله".
الحمد لله. أولا: الحديث المشار إليه هو ما رواه عُثْمَان بْن عَفَّانَ رضي الله عنه ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ). رواه الترمذي ( 2308) وابن ماجه ( 4267) ، وحسَّنه: الحافظ ابن حجر في " الفتوحات الربانية " ( 4 / 192) ، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 1 / 523) وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه " مسند الإمام أحمد " ( 1 / 225) ، وصححه المحققون للمسند – طبعة الرسالة – ( 1 / 503) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي ". قال أبو الحسن عبيد الله المباركفوري – رحمه الله -: ( إن القبر أول منزل) أي: فهو أقرب شيء إلى الإنسان ، وأيضاً شدته أمارة للشدائد كلها. ( من منازل الآخرة) ومنها: عرصة القيامة عند العرض ، ومنها: الوقوف عند الميزان ، ومنها: المرور على الصراط ، ومنها: الجنة أو النار. فإن نجا منه) أي: من عذاب القبر. فما بعده) أي: من المنازل. أيسر منه) أي: أسهل وأهون ؛ لأنه يُفسح للناجي من عذاب القبر في قبره مدّ بصره ، وينوَّر له ، ويُفرش له من بسط الجنة ، ويُلبس من حللها ، ويُفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ، وكل هذه الأمور مقدمة لتيسير بقية منازل الآخرة.
في هذا الحديثِ يَقولُ التَّابعيُّ هانِئٌ مولَى عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضِي اللهُ عنه: "كان عُثمانُ بنُ عفَّانَ إذا وقَف على قبرٍ يَبْكي حتَّى يَبُلَّ لِحيتَه"، أي: مِن شدَّةِ الدُّموعِ وانْهِمارِها، "فقيلَ له: تُذكَرُ الجنَّةُ والنَّارُ فلا تَبْكي"، أي: لا تَبْكي مِن خوفِ النَّارِ أو الاشتياقِ إلى الجَنَّةِ، "وتَبْكي مِن هذا؟! "، أي: مِن الخوفِ من دخولِ القَبْرِ.