وهناك قول بأنهم رجال يعرفون أهل الجنة وأهل النار، ومنه قول الرازي ، لأن هؤلاء الأقوام لابد لهم من مكان عال يشرفون منه على أهل الجنة وأهل النار لتمييزهم. ويقال أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم في كل أمة، ذكره الزهراوي ، واختاره النحاس. قال الزجاج: " هم قوم أنبياء". وقول آخر يفيد أنهم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والإبتلاءات في الدنيا فوقفوا، وليست لهم كبائر فيحبسون بسببها عن الجنة لينالهم بذلك غم ووصب، وهذا ما ذكره ابن المبارك فقال: " أخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف رجال كانت لهم ذنوب عظام، وكان جسيم أمرهم لله، فأقيموا ذلك المقام، إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم بسواد الوجوه، قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين، وإذا نظروا إلى أهل الجنة عرفوهم ببياض وجوههم ". قال البعض أنهم أولاد الزنا، ذكره أبو نصر القشيري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-. من هم الاعراف - ووردز. قال آخرون أنهم ملائكة موكلون بهذا السور، يميزون بين المؤمن والكافر قبل ولوج الجنة والنار. قيل أنهم مؤمنو الجن ،وقد ذكر السيوطي حديثا يعزوه إلى البيهقي ، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب فسألناه عن ثوابهم فقال: على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد، فسألناه: وما الأعراف؟، قال: حائط الجنة تجري فيه الأنهار، وتنبت فيه الأشجار والثمار".
هم قومٌ صالحون، علماء وفقهاء: وهذا ما قاله مُجاهد، وهي صفات مدح، أمّا ابن عبّاس فقال أنّهم كانوا شاكين في الرّزق، وهذه بالتأكيد صفة ذمّ، وبالتالي قال ابن كثير أنّ هذا الوصف غريب جدًا. هم الشُهداء: وهو ما قاله المهدوي، وعَزَاه الشوكاني إلى القشيري وشرحبيل بن سعد. هم فُضلاء المؤمنين والشُهداء: وهم الذين فرغوا من شغلهم بأنفسهم، وتفرّغوا كي يُطالعوا أحوال النّاس من حولهم، وهو ما قاله أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الكريم القشيري، وعزاه الشوكاني إلى مجاهد. من هم أصحاب الاعراف. هم المستشهدين في سبيل الله، الذين خرجوا عصاة لآبائهم: وهو ما قاله شرحبيل بن سعد، وقال الرازي إن قول الأعراف جاء من أنهم يعرفون أهل الجنة وأهل النار، ويمكن نسبه إلى المكان العالي وهو السور الموجود بين الجنة والنار عدّة رجال: وهم علي بن أبي طالب، والعباس، وحمزة، وجعفر ذو الجناحين، إذ يعرفون مُحبّيهم ببياض الوجوه، ومُبغضهم بسواد الوجوه، وهذا ما قاله الثعلبي عن ابن عباس، لكن هذا القول مُرجّح أن يكون من أقوال أهل الشيعة. هم عدول القيامة: وهم الذين يشهدون على النّاس في أعمالهم، وهم موجودين في كل أمّة، وهذا ما قاله ذكره الزهراوي، واختاره النحاس. هم قومٌ أنبياء: وهو ما قاله الزجّاج، ومعناه أنّهم سيكونون على أعلى السّور ليميزهم الله تعالى لأنّهم شهدائه على الأمم، وهذا ما قاله الرّازي.
حوار بين أهل الجنة وأهل النار وينتهي دور أصحاب الأعراف بدخول أهل الجنة للجنة وأهل النار للنار ويبدأ حوار آخر بين الفريقين: أهل الجنة وأهل النار: "ونادي أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين ".
فأبى أن يرجع، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال: استودعك الله من قتيل. وأما ابن الزبير: فقال له: أين تذهب ؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك!. وأما أبو سيعد الخُدري فقال: يا أبا عبد الله: إني لكم ناصح وإني عليكم مشفق فلا تخرج إليهم سمعت أباك يقول بالكوفة: والله قد مللتهم وأبغضتهم. وكذلك كلّمه جابر بن عبد الله، وكلّمه آخرون، ولكن لا يكون إلا ما قدّر الله. قصة يزيد قاتل الامام الحسين عليه السلام - YouTube. الوصول لكربلاء وطلبات الإمام الثلاثة وانطلق سيدنا الإمام الحسين ومعه أصحابه ومعه من أهل بيته حتى إذا وصل إلى العراق وقد عرف ماذا فعل عبيد الله بن زياد وعرف تَخَلّي أهل العراق عنه ولم يجد أحدا منهم. وبعثَ إليه عبيد الله بن زياد بكتيبة فيها أربعة آلاف يتقدمهم عمرو بن سعد أو عمر بن سعد فالتقوا بمكان يقال له كربلاء فطلب منهم سيدنا الحسين إحدى ثلاث: 1 - إما أن يدعوه يرجع من حيث جاء. 2 – وإما أن يذهب إلى ثغر من الثغور فيقاتل فيه. 3 – أو يتركوه يذهب إلى يزيد. فوافــــق عمــر بن سعد على ما قاله مولانا الحسين وأرسل يخبر ابن زياد بذلك فأرسل ابن زياد إلى عمر بن سعد أن لا يوافق حتى يأتي ابن زياد ويبايعه - ( يعني ليبايع يزيدا) - وقد أشار على ابن زياد هذا الرأي شُمَّر بن ذي الجَوشن قبحه الله ، فقال سيدنا الحسين: والله لا أفعل.
وما إن وصل إلى الكوفة، حتى استقبله أهلها بحماس بالغ وحفاوة شديدة، ونزل دار "المختار الثقفي" واتخذها مقرًّا لاستقبال الشيعة، حتى إذا اجتمع عدد كبير منهم، قرأ عليهم "مسلم" كتاب الحسين، الذي جاء فيه أنه مجيبهم إلى ما يريدون إن لزموا العهد، وصبروا على الجهاد؛ فأخذوا يبكون، وقام كبار الشيعة بإعلان تأييدهم للحسين، وخطب بعضهم مؤثرًا في الحاضرين فقال: "والله لأجيبنكم إذا دعوتم، لأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله". ولم يكن أمام "مسلم بن عقيل" وهو يرى هذه الحشود الضخمة التي أعلنت بيعتها للحسين إلا أن يكتب للحسين يطمئنه ويطلب منه القدوم، ويقول له: "بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألف رجل فأقدم، فإن جميع الناس معك، ولا رأي لهم في آل أبي سفيان". ولما علم "يزيد بن معاوية" بما يحدث في الكوفة، عزل واليها "النعمان بن بشير" لتساهله مع مسلم وتغاضيه عما يفعله، وولّى مكانه "عبيد الله بن زياد" فحضر على الفور، واتبع مع أهل الكوفة سياسة الشدة والترهيب، واشترى ولاء بعضهم ببذل الأموال، فانفضت الآلاف من حول (مسلم) وتركوه يلقى مصرعه وحده، بعد أن قبض عليه "ابن زياد" وألقى به من أعلى قصر الإمارة فمات، ثم صلبه؛ فكان أول قتيل صُلبت جثته من بني هاشم.
رحم الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله عليًّا وفاطمة في الخالدين، ورضي الله عن الشيخين[2]. [1]أحمد تمام: كربلاء.. مأساة مسطورة، الرابط: [2] عائض القرني: من قتل الحسين، الرابط: