ولا شك أن الحديثين المتقدمين ينهيان عن مثل ذلك، فالسنة الدعاء بجوامع الأدعية كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها:)كان رسول الله يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك] (أخرجه أبو داود حديث رقم 1367وصححه الألباني). الإطناب في الدعاء من الاعتداء المذموم - إسلام ويب - مركز الفتوى. ومن التفصيل أيضا ما يدعو به بعض الناس لجميع من يعرفونهم فيقولون: "اللهم اغفر لأبنائنا وآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وأخوالنا وخالاتنا وأعمامنا وعماتنا" ويمضي أحدهم يعدد أقاربه ثم جيرانه ثم أصدقاءه، وكان يكفيه الإجمال. 2- تكلف السجع: بعض أئمة زماننا -الذين عرف عنهم حسن الصوت- يستعدون لرمضان باصطناع بعض الأدعية التي يبدو السجع فيها متكلفا، ويمرنون ألسنتهم على الدعاء بطريقة تطرب لها النفوس ولا شك أن الدعاء يختلف عن قراءة القرآن ، فالقراءة يستحب فيها التغني أما الدعاء فالأصل فيه الانكسار والذلة والإلحاح على الله. والإخبات والإنابة والتضرع دون تغن أو تطريب، وقد صار كثير من العامة يقبلون على الاستماع إلى أشرطة الدعوات ولا سيما ليلة السابع والعشرين و ليلة الختام، لا لشيء -في الغالب- إلا ليستمتعوا بحسن الصوت، وليطربوا بحسن الإيقاع والألحان والسجع، حتى إن كثيرا من سائقي عربات الأجرة والميكروباص وجدوا في مثل هذه الأشرطة بغيتهم لقطع ملل المسافات البعيدة، والترفيه عن المسافرين، وكأنها صارت بديلا شرعيا عن الأغاني الهابطة مما يتنافى مع الغرض من الدعاء.
رواه الدرامي ( 64/1والحاكم ( 514/4- 515) بسند صحيح. وعند الطبراني بسند جيد "بادروا بالأعمال ستا - وفي رواية: أخاف عليكم ستا - {وذكر منها} ونشلوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها" صحيح الجامع 2812. فلينظر أخي الكريم الى ما كان يخاف الرسول على أمته منه!!! فمن تلك الأمور المحدثة: أولاً: التغني بالدعاء والتطريب والتلحين وهو أمر محدث ويدل لذلك: 1- أن الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري، فليس المنع مقتصراً على أصل العبادة فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها ومكانها وهيئتها، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد الله بما لم يشرع لنا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا. 2- إن الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في في تلاوة القرآن لما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) فلم يقل: يتغن بالدعاء، وإنما بالقرآن، وقال عليه الصلاة والسلام (زينوا القرآن بأصواتكم) ولم يقل: زينوا الدعاء.. 3- ذكر شيخ الإسلام أن إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 611/28: (وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون) أ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ رواه مسلم ( 2664). وإذا نزلت به مصيبة، أو فاقة: لم يتقدم بين يدي رب العالمين، ومالك الملك باقتراح أمر فيه خرق للعادة، وتغيير للسنة العامة؛ بل يتعامل معها بالصبر الواجب واتخاذ الأسباب المشروعة والممكنة وأن يدعو الله تعالى دعاءً مجملا بكشف الكربة والدعاء بالفرج من غير اقتراح هيئة معينة. والله يجيب عبده بما يشاء، وقد يخرق له العادة، لما يرى من صدقه وبذله ما في وسعه، وعدم تقصيره. قال الحليمي رحمه الله تعالى: " وقد يجوز أن تحدث للعبد حاجة وضرورة، فيسأل الله عز وجل كشفها عنه سؤالا مطلقا، إلا أن الله عز وجل عند الإجابة ينقض له عادة، أو يفعل ذلك به من غير مسألة، جزاء له، لتوكله ، وقوة إيمانه، مثل أن يكون في بادية لم يدخلها إلا في ثواب الله عز وجل، على وجه مأذون له فيه، فتصيبه مخمصة شديدة، وليس معه، ولا قُرْبَهُ أحد، فيقول: اللهم ادفع عني الجوع بما شئت، فيحدث الله مكانه طعاما، فيأكله.
أهميّة الصدق: إن الصدق منجاة المؤمن في الدنيا والآخرة، فهو من مقومات الحياة الاجتماعية وضروراتها الأصيلة، ويساهم في تآزر وتفاهم أبناء المجتمع الواحد، وفي النهوض بأعباء المجتمع وتحقيق أهدافه وغاياته، لينعم أفراد هذا المجتمع المؤمن بالحياة الكريمة الهادئة، التي يسودها السلام والمحبة. إن اللسان هو الأداة الأساسية التي تستخدم للتفاهم والتواصل البشري، فيكون حديث الشخص ترجمان لما يدور في خلده من مشاعر وأفكار، ولذلك على الانسان أن يدرك أن كلامه يلعب دور هام في حياته الشخصية ويؤثر على محيطه الاجتماعي. تحري الصدق من الدين والعقل المكين. على صدق الحديث أو كذبه تبنى سعادة المجتمعات او شقاؤها، فعندما يكون حديث الانسان صادق، وشهاداته ونقله للأحداث صحيح، سيساهم بإرساء السلام في مجتمعه، وزيادة أواصر التعاضد والتفاهم والمحبة مع باقي أفراد المجتمع، أما الانسان الكاذب، فهو يتسم بالتزوير والخداع والخيانة، وسينشر التباغض بين أفراد المجتمع وسيكون أحد أسباب فساده وخرابه. إن المسلم لا يمكن أن يصل الى مرتبة المؤمن، إلا عندما يتسم بالصدق. الصدق منجاة المؤمن وهو من أهم الوسائل للحصول على الثواب والأجر من الله عزّ وجلّ. إن الصدق يجنب المؤمن عقاب وغضب الله تعالى، ويحميه من أهوال يوم الحساب.
ت- صدق الإنسان في عمله: يظهر صدق الإنسان في عمله من خلال عدة مظاهر وعلامات أبرزها: (أن يتطابق ظاهر العمل مع باطنه، إن المؤمن يسعى ليتقن عمله ويقدمه بأفضل شكل ممكن، يكون عمل المؤمن متبعاً لأوامر الله تعالى ونواهيه، مع الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة). ث- الصدق في النيات: إن النية هي الباعث الأساسي لأي قول او فعل يقوم به الانسان، والمؤمن الصالح هو الذي يعبّر بفعله وقوله عن باطنه، فيكون الإخلاص والصدق أساس عمله، وهذا يتضح من خلال قوله تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" البينة آية 5 ج- الصدق في العزم: ويقصد بهذا النوع من الصدق هو أن يكون المؤمن عازماً وجزماً على أن يقول الصدق ويعمل الخير بشكل دائم، أما مصداق هذا النوع من الصدق فنجده في الآية الكريمة: "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه" الأحزاب آية 23. وبعد كل ما ذكرناه نكتشف أن الصدق منجاة المؤمن، وبأنه من السمات الأساسية للمؤمنين الراضيين المرضيين.
من المواضيع التي يباح فيها الكذب وهي أحد المواقف التي يسمح فيها الدين الإسلامي بالكذب في بعض الحالات لإنقاذ بعض المواقف التي قد يكون لها آثارا سلبية بالرغم من حرمانية الكذب الذي قد نهي الله تعالي عز وجل عنه وأمر المسلم باتباع الصدق دائما إلا أن هناك بعض المواقف التي يكون فيها الكذب منجاة أيضا ولقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم بضرورة اتباع الكذب لإصلاح الأمر ومن خلال موسوعة سوف نتعرف إلي تلك المواضيع التي أبيح فيها الكذب. من المواضيع التي يباح فيها الكذب - موسوعة. من المواضيع التي يباح فيها الكذب من الأمور التي أبيح فيها الكذب هي الحرب، والإصلاح ما بين الناس في حال وقوع الخلافات بينهما، وكذلك حديث الرجل لزوجته أو حديث المرأة لزوجها، ويمكننا أن نسرد ذلك تفصيلا كالآتي: في الحرب يمكنك الكذب علي أعدائك في أمور الحرب ولكن دون أن يكون هناك نية للغدر بهم. من ضمن الأمثلة التي يجوز فيها الكذب في حالة الحرب عند إخبار العدو بمكان غير المقصود لكي يستطيعوا أن يقوموا بالهجوم عليهم. كما أنه في حال إن قام العدو بنشر دعوته الفاسقة والكفر فمن المباح للفرد المسلم أن يقوم بالهجوم عليه بعد أن يقوم بالكذب عليه وخداعه. من المواقف المباح بها الكذب هو الجهاد في سبيل الله للانتصار علي الأعداء من الكفار.
هذا عن الكلمات وتواشجاتها وهو مبحث شهيّ للشعراء تحديدًا يمكنهم من خلاله التهويم والمصادقة على رؤاهم من خلاله.. ومع هذا تبدو العلاقة بين الصدق والكذب فيما نحن فيه علاقة تكامل وتقارب وتصاهر وتوالد على الرغم من اختلافهما، فلن نعرف الكذب ما لم نكتشف الصدق فيه.. ولن نكتشف الصدق حتى يدلنا عليه المكذوب عنه...! قال الشيخ بعد أن مدّ رجليه: ولماذا كذب عمرو؟ فقال تلميذه: لأن زيداً صدق..!
• الزموا الصدق الذي يجعلكم أبراراً، وقد أعد الله للأبرار ما لا يخفى من النعيم. «كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي» لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.