اهـ [3]. الفائدة الثانية: للناس في الصيام في السفر خمسة أحوال: الحال الأولى: من يتضرر بالصيام، فهذا يكره له الصيام، وإن صام أجزأه، وذهب بعض العلماء إلى تحريم الصيام عليه، وعلى هذا يحمل ما رواه جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، [فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت] فدعا بقدح من ماء [بعد العصر] فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: ((أولئك العصاة، أولئك العصاة)) رواه مسلم [4]. الحال الثاني: أن يشق عليه الصيام ولا يتضرر به، فهذا يكره له الصيام أيضا، وإن صام أجرأه، وعلى هذا يحمل ما رواه جابر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه، فقال: ((ما هذا؟))، فقالوا: صائم، فقال: "ليس من البر الصوم في السفر". متفق عليه. الحال الثالثة: من لا يشق عليه الصيام ولكن يشق عليه القضاء، كالذي يكون مشغولا في غير رمضان بوظيفة أو سفير فيشق عليه القضاء، أو ينشط في الصيام مع الناس ولا ينشط وحده، أو أن عنده عبادات أو أعمالا أخرى في فطره تستغرق أكثر وقته ويشق عليه القضاء في هذه الحالة، فالأفضل لهذا أن يصوم في السفر.
على مثل هذه الحالة"(3). فالحالة التي ورد فيها الحديث هذه لا تعمم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا منهك القوة، يظلله الناس ويرشون عليه الماء، متعبًا جدًّا، وأصابه إعياء شديد، فقال ما قال، فمن كانت حالته هكذا، أو كان سفره شاقًّا يصل فيه إلى هذه الحالة، فعليه أن يفطر. وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر كثيرًا من المسلمين على صيامهم في السفر، فعن عائشة: أن حمزة الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رجل أسرِد الصوم، أفأصوم في السفر؟ قال: "صم إن شئت، وأفطر إن شئت"(4). وقال ابن عباس: قد صام النبي صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر(5). أي: يجوز له أن يصوم ويجوز له أن يفطر. وكان الصحابة يسافرون في رمضان، فمنهم من يصوم ومنهم من يفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا يعيب المفطر على الصائم، يقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعِب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم(6). فلهذا نقول إن حديث "ليس من البرِّ الصوم في السفر"، مقيد بهذه الحالة التي يكون الصيام فيها متعِبًا للإنسان، وشاقًّا عليه، كأن يكون الصائم مسافرًا في البر، والجو حار، أو مسافر إلى الغرب في الصيف بالطائرة، فيطول النهار بالنسبة له جدا، فلو أن إنسانا خرج من الدوحة مسافرا إلى أمريكا، سيصل إلى نيويورك قبل العصر هناك، سافر حوالي عشرين ساعة أو أكثر، ومع ذلك يصل أمريكا قبل العصر في الصيف، ما الذي يجعله يصوم قرابة يوم كامل أو أكثر؟!
[1] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه2/ 310 (9343). [2] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب لم يعب اصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-بعضهم بعضا في الصوم والإفطار2/ 687 (1845)، ومسلم في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر 2/ 787 (1118)، وهذا لفظه. [3] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 25/ 210. [4] رواه مسلم في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية 2/ 785 (1114)، وما بين معقوفين من رواية أخرى له. [5] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن ظلل عليه واشتد الحر: (( ليس من البر الصوم في السفر)) 2/ 687 (1844)، ومسلم في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر2/ 786 (1115). [6] رواه أحمد 2/ 108، وصححه ابن خزيمة 2/ 73 (950)، وابن حبان6/ 451(2742)، ورواه البيهقي في السنن الكبرى3/ 140 والبزار في مسنده 2/ 255(5998) ، قال النووي ( خلاصة الأحكام2/ 729): رواه البيهقي بإسناد جيد، وقال المنذري( الترغيب والترهيب 2/ 87): رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزار والطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وصححه الألباني في إرواء الغليل(564). [7] رواه مسلم في كتاب الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل 2/ 789(1120)، وسيأتي بتمامه إن شاء الله في هذا الكتاب( الحديث رقم (28)).
أحوال الصيام في السفر - YouTube
المطلب الأول: حُكمُ صومِ المُسافِرِ الذي لا يشُقُّ عليه الصَّومُ إذا لم يَشُقَّ الصَّومُ على المسافِرِ، واستوى عنده الصَّومُ والفِطْرُ، فاختلف أهلُ العِلمِ في الأفضَلِ له: الصَّومُ أم الفِطرُ، على قولين: القول الأول: الصَّومُ أفضَلُ له، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّة ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/304). ، والمالكيَّة ((الكافي)) لابن عبد البر (1/337)، وينظر: ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/718). ، والشَّافِعيَّة ((المجموع)) للنووي (6/261)، ((روضة الطالبين)) للنووي (2/370). ، واختاره ابنُ عُثيمين ((مجموع فتاوى ورسائل العُثيمين)) (19/136). الأدِلَّة: أوَّلًا: من الكتاب عمومُ قَولِه تعالى: وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 184] ثانيًا: منَ السُّنَّة عن أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((خَرَجْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ أسفارِه في يومٍ حارٍّ، حتى يضَعَ الرَّجُلُ يَدَه على رأسِه مِن شِدَّةِ الحرِّ، وما فينا صائِمٌ إلَّا ما كان مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وابنِ رواحةَ)) رواه البخاري واللفظ له (1945)، ومسلم (1122). وجهُ الدلالة: فعلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيث صام هذا اليومَ وهو مُسافِرٌ قال ابن حجر: (وفي الحديث دليلٌ على أنْ لا كراهِيَةَ في الصَّومِ في السَّفَرِ لِمَن قَوِيَ عليه ولم يُصِبْه منه مشقَّةٌ شديدة) ((فتح الباري)) (4/182) ، وفِعلُهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ هو الأفضَلُ قال شهاب الدين الشلبي: (.. فعُلِمَ أنَّ الصَّومَ أفضَلُ؛ لأنَّه اختيارُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) ((حاشية الشلبي على تبيين الحقائق للزيلعي)) (1/333).
• وإذا ظُن به الإعراض عن رخصة الله تعالى التي رخص لعبادة. • ومن خاف على نفسه الرياء أو العجب إذا صام في السفر. • وإذا كان ذلك مدعاة للقعود عن العمل والتطلع لخدمة الآخرين له.
المبحث الثالث: إقامةُ المُسافِرِ التي يُفطِرُ فيها لا يُفطِرُ المُسافِرُ إذا نوى الإقامةَ أربعةَ أيَّامٍ فأكثَرَ، وهذا مَذهَبُ المالكِيَّة ((الكافي)) لابن عبد البر (1/337)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/512). ، والشَّافِعيَّة ((المجموع)) للنووي (4/361)، ((روضة الطالبين)) للنووي (1/384). لكن لا يَحسُبون منها يوم الدخول، ويوم الخروج. ، وروايةٌ عن أحمد قال ابنُ قدامة: (وعنه أنَّه إذا نوى إقامة أربعة أيَّام أتمَّ، وإن نوى دونها قَصَر، وهذا قولُ مالك، والشافعيِّ، وأبي ثور؛ لأنَّ الثلاث حدُّ القِلَّة) ((المغني)) (2/212). الروايةُ لم تنصَّ على الصومِ، لكنَّ كلَّ من جاز له القَصرُ، جاز له الفِطرُ، قال الحجاوي: (وكلُّ من جاز له القَصرُ جاز له الجمعُ والفِطرُ... قال الأصحاب: الأحكامُ المتعلِّقةُ بالسَّفرِ الطويلِ أربعةٌ: القَصرُ والجَمعُ، والمَسحُ ثلاثًا والفِطرُ) (الإقناع)) (1/183)، وينظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/514). ،وبه قال بعضُ السَّلَف قال الماورديُّ: (إن نوى مقامَ أربعة أيَّام سوى اليوم الذي دخَل فيه واليوم الذي يخرج منه، لزمه أن يُتِمَّ، لم يجز له أن يقصُر، وبه قال من الصحابة: عثمانُ بنُ عفَّان رضي الله عنه، ومن التابعين: سعيدُ بن المسيَّب، ومن الفقهاء: مالكٌ) ((الحاوي الكبير)) (2/371).
يريد في بئر حور سرى وما شعر (1). فكانت هذه المقالة المقتصدة في العبارة، لتفتح للقارئ نافذة على بعض بلاغة القرآن فلا يغتر بكل ناعق، ولأن الوقوف على بلاغة القرآن هو وقوف على موطن الإعجاز فيه، ولا يخفى ما في هذا من رسوخ الإيمان في القلوب، وهو ما نحتاجه في قلوبنا وقلوب أبنائنا اليوم في ظل انتشار الشبهات وتسلط الشهوات. وسنتناول في هذه المقالة أقصر سور القرآن آيًا وكلمات، ألا وهي سورة الكوثر، فهي على قلة ألفاظها وقصر جملها كاسمها كوثر في المعاني، كوثر في البلاغة. أولا: في سبب نزولها: قيل نزلت في العاص بن وائل وقيل في غيره (2) ، ذلك أنهم وصفوا النبي ﷺ بالأبتر حين مات ولده عبد الله -أي أنه إذا مات انقطع ذكره- فأنزل الله هذه السورة. (3) ثانيا: في معاني مفرداتها: الكوثر: "فَوْعَل من الكثرة وهو المفرط في الكثرة، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بكوثر. سورة و معنى و واقع نعيشة – سورة الكوثر. " (4) ، وفسر الكوثر في السورة بتفاسير عديدة لعل أعمها وأقربها أنه الخير الكثير كما روي عن ابن عباس. (5) النحر: طريقة الذبح الخاصة بالإبل، "ونحر البعير ينحره نحرا: طعنه في منحَرِه حيث يبدو الحلقوم من أعلى الصدر" (6) الشانئ: المبغض، قال ابن فارس: "الشِّينُ وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْبِغْضَةِ وَالتَّجَنُّبِ لِلشَّيْءِ. "
(بسم الله الرحمن الرحيم) إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3) عن السورة سورة مكية ترتيبها رقم الثمانية بعد المائة من كتاب الله عدد اياتها ثلاثة ايات معنى السورة لغوياً لغوياً: تعددت المعانى اللغوية للكلمة فهى كما ورد فى معجم المعانى الجامع اسم علم مؤنث عربي على وزن فَوعل ، معناه: الكثير من الخير والمال ، الكثير من كل شيء ، الغبار الكثير المتراكم ، الإسلام ، النبوة ، الأحسن. من تفسير سورة الكوثر ما معنى ( إنا أعطيناك الكوثر - عالم الاجابات. أصله " كثير ". لكنهم سموا به على اسم نهر في الجنة ، كما ورد في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [ الكوثر: 1]. وفسَّروه بأنه اسم نهر في الجنة ماؤه أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل. وبعض الفرق جعلت " الكوثر " السيدة فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وسلم) ، وهبه الله إياها ليطمئن ، متناسين جميع التفاسير والشروح ، وأولاد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) جميعاً ، رضي الله عنهم أجمعين.
فوائد سورة الكوثر الروحانية في سورة فوائد روحانية كثيرة كبيان كرم الله عزوجل على نبيه صلى الله عليه وسلم, بين الله سبحانه عطائه الكبير والعميم والعظيم في الدينا والأخرة فقال إنا اعطيناك دلالى على التعظيم والتشريف, وبشارة النبي صلى الله عليه سولم بخزي كل من عداه وكل من بغضه وأذاه ووعدهم الله سبحانه وتعالى بالعذاب في الدنيا والآخرة ورفع ذكر النبي مقامه بين الخلق إلى أخر الدهر. وجوب الإخلاص لله عزوجل في العبادات كلها وذكر عبدين عظمتين الصلاة والنحر وقد جعل الله لهما يوما عظيما مقدس عند الله تعالى وفيه يقدم الهدي لله عزوجل خالصا له وينال من عباده تقواه له سبحانه, وبين الله سبحانه في هذه السورة العظيم مشروعية الدعاء على من الظالم المؤذي.
أما رؤية العزباء وكأن أحد تعرفه يقرأ سورة الكوثر في منامها فهو دلاله على زواج العزباء القريب ،وبشكل عام تعد رؤية الفتاة العزباء لسورة الكوثر في الحلم من الدلالات المحمودة التي تبشر بالفرج والخير والبركة وزوال للهموم والمتاعب بإذن الله تفسير سورة الكوثر في حلم المتزوجه أما عن رؤية المرأة المتزوجه في نومها لقراءة سورة الكوثر فهى بشارة بزوال الهم والمتاعب وكشف الضرر والغم وقد يبشر بالحمل القريب ،وقد تكون رساله للمرأة المتزوجه بالقيام بالذبح أو التضحية بإى حيوان مشرع ذبحه وتوزيع لحمه على الفقراء كوفاء لدين أو ندر أو بنيه الفرج.
لا يخفى أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الباقية إلى يوم القيامة، وأن الله تحدى به أهل الفصاحة والبيان، فحول العرب الأقحاح، فتحداهم أن يأتوا بمثله ثم بعشر سور، ثم بسورة مثله، فما استطاعوا له، ولما علموا عجزهم وأصروا على كفرهم اتهموا النبي بالسحر والجنون! واليوم يأتي أحدهم فيدعي المطاعن في القرآن، ويكأنه تبين له ما لم يتبين لأفذاذ اللغة قبله، ولإن سألته مسألة في الآجرومية ربما لم يجد جوابا. وروى الخطابي قال: سمعت ابن أبي هريرة يحكي عن أبي العباس بن سريج قال: سأل رجل بعض العلماء عن قول الله عز وجل: {لا أقسم بهذا البلد} فأخبر أنه لا يقسم ثم أقسم به في قوله: {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا} فقال له ابن سريج: أي الأمرين أحب إليك؛ أجيبك ثم أقطعك، أو أقطعك ثم أجيبك؟ قال: لا بل اقطعني ثم أجبني. فقال له: اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال وبين ظهراني قوم كانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزًا، وعليه مطعنًا فلو كان هذا عندهم مناقضة لتعلقوا به وأسرعوا بالرد عليه، ولكن القوم علموا وجهلت، فلم ينكروا ما أنكرت، ثم قال له: إن العرب قد تُدخل "لا" في أثناء كلامها وتلغي معناها، كقول الشاعر: في بئر لا حور سرى وما شعر.
(15) 7- حذف موصوف الكوثر وهو أبلغ في العموم لما فيه من عدم التعيين، وفرط الإيهام والشياع والتناول على طريق الاتساع. (16) 8- الإتيان بالصفة التي تدل على المبالغة "الكوثر" وهي كما سبق المفرط في الكثرة، وهي كما فسرها ابن عباس الخير الكثير، ونقل الرازي في معناها 15 قولا (17) منها قول ابن عباس وذكر القرطبي فيها 16 قولا (18) منها ما يختلف مع ما عدده الرازي فيكون مجموعها 23 قولا، وقال صاحب البحر المحيط أن ابن النقيب ذكر في تفسيره 26 قولا (19) ولم أستطع الوقوف عليها، وكلها ترجع إلى معنى الخير الكثير كالنهر في الجنة والحوض وكثرة علماء الأمة وكثرة الاتباع والأشياع والنبوة والمقام المحمود والقرآن والإسلام. 9- تعريف الكوثر بالألف واللام "المعروف بالاستغراق لتكون لما يوصف بها شاملة ولإعطاء معنى الكثرة كاملة". (20) وفي كل هذا التأكيد وهذه المبالغة تشريف للنبي ولأمته بهذا العطاء الجزيل، وتسلية لقلب النبي ﷺ في ظل ما أصابه من أذى المشركين. 10- استخدام الفاء في قوله: (فصل) التي تفيد التعقيب وعدم التراخي ففيه "التنبيه على أن شكر النعمة يجب على الفور لا على التراخي". (21) 11- الفاء التي تفيد السببية من جهتين:"أحدهما: جعل الأنعام الكثيرة سببا للقيام بشكر المنعم وعبادته" (22) ، "والثاني: سببية ترك المبالاة كأنهم لما قالوا له إنك أبتر فقيل له كما أنعمنا عليك بهذه النعم الكثيرة، فاشتغل أنت بطاعتك ولا تبال بقولهم وهذيانهم".
فيقال إنك لا تدري ما أحدث بعدك " "فصل لربك وانحر" خص الله عزوجل هذه العبادتين العظيمتين بالذكر الصلاة وذبح الأضحية لأنهما من أعظم العبادات وأجل القربات لما في الصلاة من قرب لله عزوجل خشوعا وركوعا وسجودا وتلاوة للقران الكريم واتصال بين العبد وربه وأقرب ما يكون العبد من ربه في سجوده. و النحر نحر الأضحية وأخبر ما ينحره العرب من البقر والغنم و الإبل وهو خيار مالها شكرا لله عزوجل على ما يمنه عليهم به والنحر من الكرمات التي خصها الله سبحانه الله عزوجل لنفسه واستخلصها لنفسه وحده جلا وعلى وكان المشركون ينحرون لألهتهم فوصى الله عزوجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي له وحده عزوجل وينحر إبتغاء وجهه تعالى وحده لما في هذا الفعل من إتباع واقتداء وإخلاص وتوحيد. "إن شانئك هو الأبتر " شانئك مبغض رسول الله صلى الله عليه سلم, العاص بن وائل السهمي كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ذكر عن هذا الرجل يقول دعوه إنه رجل أبتر والسبب أنه الرسول صلى الله عليه سلم لم يترك بعده ذرية ذكورا بعد أن ماتوا جميعا لذالك كان يقول دعوه إنه رجل أبتر يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه سلم فأنزل الله تعالى سورة الكوثر يخبر أن هذا الرجل الكافر هو الأبتر و إن كان له أولاد فإنه مبتور من رحمة الله عزوجل مقطوع منها في الدنيا والآخرة وبقي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أبد الدهر مرفوع على المآذن والمنابر صلى الله عليه وسلم, إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.