وهذه المنظومة لم تأت من فراغ، بل هي نتاج جهود متواصلة بذلتها الجامعة في مجال الحاضنات والمعامل المركزية وبيوت الخبرة وحدائق المعرفة، وهي المكونات الأساسية للمنظومة. فالمنظومة وعاء علمي عملي، أنشئت لتوفير بيئة مناسبة لتفجير طاقات وإمكانات المبدعين من طلاب الجامعة وخريجيها وأعضاء هيئة التدريس، فحاضنات الأعمال خصصت للأفكار المبدعة للطلاب و الخريجين المتميزين والمبتكرين، بينما بيوت الخبرة خصصت لتوظيف إمكانات و قدرات أعضاء هيئة التدريس. أما نقل التقنية فقد انيطت بحدائق المعرفة. وذلك يتم عن طريق التعاون والتنسيق والمشاركة مع المؤسسات والجهات التقنية ذات الكفاءة المتميزة في المجتمع. وكل مكونات المنظومة في حاجة ماسة الى معامل و مختبرات عالية الكفاءة للقيام بمسؤولياتها العلمية والبحثية والتطويرية فكان إنشاء المعامل المركزية وتزويدها بكل الإمكانات المادية والبشرية المتميزة. كلمة مدير عام الهيئة. وبحمد الله وتوفيقه فقد قامت اللجنة التأسيسية بوضع الأطر والقواعد اللازمة حتى عدت المنظومة واقعاً ملموساً بعد أن كانت فكرة مختمرة في أذهان إدارة الجامعة. وبإذن الله ستبدأ المنظومة في تفعبل جميع نشاطاتها العلمية والعملية لتحقيق الأهداف المرجوة في إطار الخطة الإستراتيجية للجامعة في سبيل خدمة المجتمع والاقتصاد الوطني.
إن التغيَير لايعنى ابداً أن ما سبق كان سيئاً ولكن يعنى اننا لا بد أن نستخدمه كأداةٍ للتطوِير نحو الاحسنْ ، فكّل َحسنْ يُمكن أن يكون أحسنْ وما كان حسناً في وقتٍ ما ليس بالضرورة حسناً في كل وقتٍ ، وربما نذكر كتاب " من أكل وجبتي " الذي يوضَح الفرقَ بين الاثنينِ. إن عملية التغيير ليست سهلةً ميسرةً ولكنها في الوقت نفسه ليست مستحيلةْ. إن التغيير الإيجابيَ عملية نسبية ،فهو يَمكن أن يُحقَق لنا النجاح فيما نريد وهذا نعتبره جزءاً من النجاحْ ، لكننا لن نقنع بهذا فقط ، بل نسعى إلى الوصول إلى قمِة النجِاح ،فنحن عندما نسألُ الله جل في علاه ، الجنةَ ، فإننا اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم واستجابةً لتوجيهه ، نطلب الفردوس الأعلى من الجنةِ فيجبُ أن لا يحّد طموحاِتنا حدّ ، وهذا هو ديدَن المسلمِ الحقِ. إن التغَيير يتطلبُ هندسةً لنظم العملِ ، وطرقِ الأداء ِ ، والتخطيط ِ الجيد لإحداثه ، والتأكدِ من نجاحِه ، والتخلص من أساليبِ العملِ وطرقهِ التقليديةِ القديمةْ ، نحو بيئةِ عملٍ تُطوُر الأساليَب الإدارية القائمةَ إلى تفاعلٍ ديناميكي يتكيُف مع الظروفِ التنافسيةِ ومتطلبات العصر في بناء منظمةٍ متغيرة... كما أنه يحتاج إلى المغامرةِ وسبر أغواِراّفاقٍ جديدةٍ وأفكار جريئةْ.
سيواصل برنامج الجودة الشاملة جهوده في مجال التوعية و التدريب... ولكن لن ولايمكن أن ُينجز البرنامج عملكم... ولا يستطيع أن يفكر بدلاً عنكم... فالتطور والتغيير لايتمان إلا منكم وبكم. أيها الأخوةُ والأخواتْ... إن الأمور لتتسارع في جامعتنا الحبيبة ، وإن الآفاق التي فتحتها الجودة الشاملة لنا عبارة عن بانوراما عريضة تمتد بطول الأفق بل وأبعد من ذلك. وإننا لنأمل من كافة منسوبي الجامعة كل حسب موقعه ومسؤولياته بذل قصارى جهده في إنجاح هذه المشاريع وعدم الوقوف موقف المتفرج منها ،بل يجب ان نشمر عن سواعدنا ولنعمل ، فالعمل عبادة ولنُرِىَ الله سبحانه وتعالى من أنفسنا ما يحب أن يراه فينا فهل نحن فاعلون ؟ فهل نحن فاعلون ؟.... أرجو ذلك إن المجتمع ليتطلع إلى جامعة الملك عبد العزيز كي تقوم بدور أكثر فاعلية لتلبية احتياجاته. ونحن ،بعون الله وتوفيقه ، نرجو أن نكون دائماً عند حسن ظنه ، وسوف نعمل جميعاً متعاونين ومتكاتفين للقيام بالدور المناط بنا في خدمة الدين ثم المليك والوطن وأن نأخذ مكاننا في مصاف النجوم. ومرة أخرى أؤكد على أنه إذا لم نتكاتف ونتعاون ونتواصى على الخير ويعمل كل منا في موقعه بجد وإخلاص وتفان فلن يكتب لهذه الجامعة التطوير المنشود.
كما:- ٨١٢٠- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، إي والله، لطهَّره الله من الفظاظة والغلظة، وجعله قريبًا رحيما بالمؤمنين رءوفًا = وذكر لنا أن نعت محمد ﷺ في التوراة:"ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح". ٨١٢١- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، بنحوه. ٨١٢٢- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق في قوله:"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، قال: ذكر لينه لهم وصبره عليهم = لضعفهم، وقلة صبرهم على الغلظة لو كانت منه = في كل ما خالفوا فيه مما افترض عليهم من طاعة نبيِّهم. [[الأثر: ٨١٢٢- سيرة ابن هشام ٣: ١٢٣، وهو من تتمة الآثار التي آخرها: ٨١١٨، وهو في السيرة تال للأثر الآتي رقم: ٢٤: ٨. الأزهري: الإمام سرى الدين السقطي ظل يستغفر 30 عاما لأنه نسى فزع الناس - أخبار مصر - الوطن. ]] وأما قوله:"لانفضوا من حولك"، فإنه يعني: لتفرقوا عنك. كما:- ٨١٢٣- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريح قال، قال ابن عباس: قوله:"لا نفضوا من حولك"، قال: انصرفوا عنك. ٨١٢٤- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:"لانفضوا من حولك"، أي: لتركوك.
تفسير ابن كثير تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير السعدي تفسير الجلالين اعراب صرف يقول تعالى مخاطبا رسوله ممتنا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته المتبعين لأمره التاركين لزجره وأطاب لهم لفظه "فبما رحمة من الله لنت لهم" أي بأي شيء جعلك الله لهم لينا لولا رحمة الله بك وبهم. آل عمران الآية ١٥٩Ali 'Imran:159 | 3:159 - Quran O. وقال قتادة "فبما رحمة من الله لنت لهم" يقول; فبرحمة من الله لنت لهم وما صلة والعرب تصلها بالمعرفة كقوله "فبما نقضهم ميثاقهم" وبالنكرة كقوله "عما قليل" وهكذا ههنا قال "فبما رحمة من الله لنت لهم" أي برحمة من الله. وقال الحسن البصري; هذا خلق محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله به وهذه الآية الكريمة شبيهة بقوله تعالى "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" وقال الإمام أحمد حدثنا حيوة حدثنا بقية حدثنا محمد بن زياد حدثني أبو راشد الحراني قال; أخذ بيدي أبو أمامة الباهلي وقال; أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال; "يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي". تفرد به أحمد ثم قال تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" والفظ الغليظ المراد به ههنا غليظ الكلام لقوله بعد ذلك "غليظ القلب" أي لو كنت سيء الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك ولكن الله جمعهم عليك وألان جانبك لهم تأليفا لقلوبهم كما قال عبدالله بن عمرو إني أرى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة أنه ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
٨١٣١- حدثنا سوَّار بن عبد الله العنبري قال، قال سفيان بن عيينة في قوله:"وشاورهم في الأمر"، قال: هي للمؤمنين، أن يتشاوروا فيما لم يأتهم عن النبي ﷺ فيه أثر. قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يقال: إن الله عز وجل أمرَ نبيه ﷺ بمشاورة أصحابه فيما حزبه من أمر عدوه ومكايد حربه، تألُّفًا منه بذلك من لم تكن بصيرته بالإسلام البصيرةَ التي يُؤْمَنُ عليه معها فتنة الشيطان = وتعريفًا منه أمته مأتى الأمور التي تحزُبهم من بعده ومطلبها، [[في المطبوعة: "ما في الأمور"، والصواب ما في المخطوطة، ولكن الناشر الأول لم يحسن قراءتها. يريد: الوجه الذي تؤتى منه الأمور وتطلب. اية ولو كنت فظا غليظ القلب. ]] ليقتدوا به في ذلك عند النوازل التي تنزل بهم، فيتشاوروا فيما بينهم، كما كانوا يرونه في حياته ﷺ يفعله. فأما النبي ﷺ، فإن الله كان يعرِّفه مطالب وجوه ما حزبه من الأمور بوحيه أو إلهامه إياه صوابَ ذلك. وأما أمته، فإنهم إذا تشاوروا مستنِّين بفعله في ذلك، على تصادُقٍ وتأخٍّ للحق، [["توخى الأمر": تحراه وقصده ويممه، ثم تقلب واوه ألفًا فيقال"تأخيت الأمر"، والشافعي رضي الله عنه يكثر من استعمالها في كتبه كذلك. ثم انظر تعليق أخي السيد أحمد، على رسالة الشافعي ص: ٥٠٤، تعليق: ٢. ]]
[[الأثر: ٨١٢٤- سيرة ابن هشام ٣: ١٢٣، وهو تتمة الآثار التي آخرها: ٨١٢٢، ولكنه سابق له في سيرة ابن هشام. ]] القول في تأويل قوله: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (١٥٩) ﴾ قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله:"فاعف عنهم"، فتجاوز، يا محمد، عن تُبَّاعك وأصحابك من المؤمنين بك وبما جئت به من عندي، ما نالك من أذاهم ومكروهٍ في نفسك ="واستغفر لهم"، وادع ربك لهم بالمغفرة لما أتوا من جُرْم، واستحقوا عليه عقوبة منه. كما:- ٨١٢٥- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:"فاعف عنهم"، أي: فتجاوز عنهم ="واستغفر لهم"، ذنوبَ من قارف من أهل الإيمان منهم. [[الأثر: ٨١٢٥- سيرة ابن هشام ٣: ١٢٣، وهو تتمة الآثار التي آخرها: ٨١٢٤، ولكنه تال للأثر رقم: ٨١٢٢ في سياق السيرة. لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك English – محتوى عربي. وفي سيرة ابن هشام: "ذنوبهم من قارف"، ولكن طابع السيرة جعل"ذنوبهم" من الآية، فحصرها بين أقواس مع لفظ الآية!! وهو عجب! ]] ثم اختلف أهل التأويل في المعنى الذي من أجله أمر تعالى ذكره نبيَّه ﷺ أن يشاورهم، وما المعنى الذي أمره أن يشاورهم فيه؟ فقال بعضهم: أمر الله نبيه ﷺ بقوله:"وشاورهم في الأمر"، بمشاورة أصحابه في مكايد الحرب وعند لقاء العدو، تطييبًا منه بذلك أنفسَهم، وتألّفًا لهم على دينهم، وليروا أنه يسمع منهم ويستعين بهم، وإن كان الله عز وجل قد أغناه = بتدبيره له أمورَه، وسياسته إيّاه وتقويمه أسبابه = عنهم.