وفي البقرة جاء رفع الحرج عن المؤمنين بالتخفيف من الصلاة عند الخوف بقوله عز وجل: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة 239، وفي المائدة جاء التخفيف عنهم بالتيمم في حالات المرض والسفر وافتقاد الماء بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾ المائدة 6.
﴿ الموقوذة ﴾: الميتة بالسقوط من علو. ﴿ ما أكل السبع ﴾: ما أكل منه فمات بجرحه. ﴿ ما ذكَّيتم ﴾: ما أدركتموه وفيه حياة فذبحتموه. ﴿ النصب ﴾: حجارة حول الكعبة كانوا يعظمونها. ﴿ تستقسموا ﴾: تطلبوا معرفة ما قسم لكم. ﴿ بالأزلام ﴾: بقداح معلمة معروفة في الجاهلية. ﴿ ذلكم فسق ﴾: ما ذكر خروج عن طاعة الله إلى معصيته. ﴿ مخمصة ﴾: مجاعة شديدة. ﴿ متجانف لإثم ﴾: مائل إليه بالزيادة عن قدر الضرورة والحاجة. ﴿ الطيبات ﴾: ما أحله الله وأذن في أكله. ﴿ الجوارح ﴾: السباع والطير المدربة على الصيد مثل الكلب والفهد. ﴿ مكلبين ﴾: معلمين لها الصيد. تفسير سورة " المائدة " للناشئين ( الآيات 1 : 9 ). ﴿ طعام الذين أوتوا الكتاب ﴾: ذبائح اليهود والنصارى. ﴿ المحصنات ﴾: العفائف أو الحرائر. ﴿ أجورهن ﴾: مهورهن. ﴿ محصنين ﴾: متعففين بالزواج عن الزنى. ﴿ غير مسافحين ﴾: غير مجاهرين بالزنى. ﴿ متخذي أخدان ﴾: مصاحبي عشيقات للزنى سرًّا. ﴿ يكفر بالإيمان ﴾: ينكر شرائع الإسلام. ﴿ حبط عمله ﴾: بطل ثواب عمله السابق. مضمون الآيات الكريمة من (3) إلى (5) من سورة «المائدة»: 1- وضحت الآيات ما حرمه الله سبحانه وتعالى على الناس من الأطعمة، وبعض ما كان سائدًا في الجاهلية، وأشارت إلى أن الذين كفروا قد يئسوا من إبطال هذا الدين، فلا يجوز للمؤمنين أن يخافوا منهم.
وهي من آخر القرآن نزولا، وقد اشتملت على أحكام شرعية كثيرة، وابتداؤها يدل على ما فيها، فقد ابتدأت بوجوب الالتزام بالتكليفات التي كلف الله عبيده إياها، وما يعقده العبد مع الناس، ثم أردفت ذلك ببيان الحلال من الذبائح، والحرام منها، مع الإشارة إلى تحريم الصيد في الحرم من المحرمين، واحترام الشعائر في الحج. ثم أشارت من بعد ذلك إلى تمام الشرع الإسلامي، وكماله، وتكلمت السورة الكريمة من بعد ذلك في العلاقات بين المسلمين وأهل الكتاب من الناحية الشخصية، وإباحة ذبائحهم، وحل نسائهم. [ ص: 2004] وبعد أن بينت هذه المباحات من الطيبات، أخذت تتجه إلى غذاء الروح بعد غذاء الجسم، وهو الصلاة، وما يجب أن يتقدمها، وأن العبادات لا يريد الله تعالى منها بعباده الضيق والحرج، ولكن الطهارة النفسية.
النوع الثاني: من الاستثناء قوله تعالى: { غير محلى الصيد وأنتم حرم} وفيه مسائل: المسألة الأولى: أنه تعالى لما أحل بهيمة الأنعام ذكر الفرق بين صيدها وغير صيدها ، فعرفنا أن ما كان منها صيدا ، فإنه حلال في الإحلال دون الإحرام ، وما لم يكن صيدا فإنه حلال في الحالين جميعا والله أعلم. المسألة الثانية: قوله { وأنتم حرم} أي محرمون أي داخلون في الإحرام بالحج والعمرة أو أحدهما ، يقال: أحرم بالحج والعمرة فهو محرم وحرم ، كما يقال: أجنب فهو مجنب وجنب ، ويستوي فيه الواحد والجمع ، يقال قوم حرم كما يقال قوم جنب. تفسير سوره المائده ابن كثير. قال تعالى: { وإن كنتم جنبا فاطهروا}. واعلم أنا إذا قلنا: أحرم الرجل فله معنيان: الأول: هذا ، والثاني: أنه دخل الحرم فقوله { وأنتم حرم} يشتمل على الوجهين ، فيحرم الصيد على من كان في الحرم كما يحرم على من كان محرما بالحج أو العمرة ، وهو قول الفقهاء. المسألة الثالثة: اعلم أن ظاهر الآية يقتضي أن الصيد حرام على المحرم ، ونظير هذه الآية قوله تعالى: { وإذا حللتم فاصطادوا} فإن { إذا} للشرط ، والمعلق بكلمة الشرط على الشيء عدم عند عدم ذلك الشيء ، إلا أنه تعالى بين في آية أخرى أن المحرم على المحرم إنما هو صيد البر لا صيد البحر ، قال تعالى: { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما} فصارت هذه الآية بيانا لتلك الآيات المطلقة.
ثـم مـكـث رسول اللّه (ص) بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه اللّه اليه, ياتينا في كل يوم عند طلوع الـفـجـر فـيـقـول: الـصـلاة يـرحـمـكم اللّه, (انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اءهل البيت ويطهركم تطهيرا) البحار 10:141 ـ 142, و امالي ابن الشيخ10:14 وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
قالت أم سلمة: أنا معهم يارسول الله ،قال:" أنت على مكانك، وأنت إلى خير".
والتحقيق إن شاء الله: أنهن داخلات في الآية ، وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت. أما الدليل على دخولهن في الآية ، فهو ما ذكرناه آنفا من أن سياق الآية صريح في أنها نازلة فيهن. والتحقيق: أن صورة سبب النزول قطعية الدخول; كما هو مقرر في الأصول. تفسير آية إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً – موقع اسد لبنان. ونظير ذلك من دخول الزوجات في اسم أهل البيت ، قوله تعالى في زوجة إبراهيم: قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [ 1 \ 73]. وأما الدليل على دخول غيرهن في الآية ، فهو أحاديث جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في علي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم -: " إنهم أهل البيت " ، ودعا لهم الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا. وقد روى ذلك جماعة من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - وأبو سعيد ، وأنس ، وواثلة بن الأسقع ، وأم المؤمنين عائشة ، وغيرهم رضي الله عنهم. وبما ذكرنا من دلالة القرآن والسنة تعلم أن الصواب شمول الآية الكريمة لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولعلي وفاطمة والحسن والحسين ، رضي الله عنهم كلهم.
ولا يمكن حمل اللام في "البيت" على الجنس أو الاستغراق، لاَنّ الاَوّل انّما يناسب إذا أراد المتكلم بيان الحكم المتعلّق بالطبيعة كما يعلم من تمثيلهم لذلك بقوله تعالى: (إِنَّ الاِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) 4 ، ومن المعلوم أنّ الآية الكريمة ليست بصدد بيان حكم طبيعة أهل البيت، كما لا يصح أن يحمل على العموم، أي: جميع البيوت في العالم، أو بيوت النبي، وإلاّ لناسب الاِتيان بصيغة الجمع فيقول: أهل البيوت، كما أتى به عندما كان في صدد إفادة ذلك، وقال في صدر الآية: (وقرن في بيوتكن). فتعين أن يكون المراد هو الثالث، أي البيت المعهود، فالآية تشير إلى إذهاب الرجس عن أهل بيت خاص، معهود بين المتكلم والمخاطب، وحينئذ يقع الكلام في تعيين هذا البيت المعهود، فما هو هذا البيت؟ هل هو بيت أزواجه، أو بيت فاطمة وزوجها والحسن والحسين (عليهم السلام) ؟ لا سبيل إلى الاَوّل، لاَنّه لم يكن لاَزواجه بيت واحد حتى تشير اللام إليه، بل تسكن كل واحدة في بيت خاص، ولو أُريد واحداً من بيوتهن لاختصت الآية بواحدة منهم، وهذا ما اتفقت الاَُمّة على خلافه. أضف إلى ذلك أنّه على هذا يخرج بيت فاطمة مع أنّ الروايات ناطقة بشمولها، وانّما الكلام في شمولها لاَزواج النبي كما سيوافيك بيانه.