تفسير سورة الحجرات - الحلقة 18 - YouTube
الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ( 4) إن الذين ينادونك - أيها النبي- من وراء حجراتك بصوت مرتفع, أكثرهم ليس لهم من العقل ما يحملهم على حسن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم, وتوقيره. وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 5) ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرًا لهم عند الله; لأن الله قد أمرهم بتوقيرك, والله غفور لما صدر عنهم جهلا منهم من الذنوب والإخلال بالآداب, رحيم بهم حيث لم يعاجلهم بالعقوبة. أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ( 6) الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إن جاءكم فاسق بخبر فتثبَّتوا من خبره قبل تصديقه ونقله حتى تعرفوا صحته؛ خشية أن تصيبوا قومًا برآء بجناية منكم, فتندموا على ذلك.
النهي عن ظن السوء وذلك في قوله -تعالى-: (اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ، [٨] بأن يعتقد السوء بأهل الخير والصلاح. سورة الحجرات تفسير ابن عثيمين. النهي عن التجسس وذلك في قوله -تعالى-: (وَلَا تَجَسَّسُوا) ، [٩] والتجسس هو البحث عن عيوب الناس. النهي عن الغيبة وذلك في قوله -تعالى-: ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا) ، [١٠] والغيبة هو ذكر الآخر بما يكره. النهي عن التفاخر بالأنساب وذلك في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ) ، [١١] يبين الله -تعالى- في هذه الآية أن الناس متساوون في النسب، وأنه -تعالى- جعلهم شعوباً وقبائل لأجل أن يعرف بعضهم بعضاً في قرب النسب وبعده لا ليتفاخروا. الأعراب يتحدث الله -تعالى- عن الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا أنهم مؤمنين، ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد، وأن المؤمنين هم من آمنوا بالله ورسوله، كما شرط -تعالى- في الإيمان عدم الريب وهو الشك، وفي قوله: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) ، [١٢] يعني الأعراب الذين يمنون بإسلامهم ونصرتهم للرسول الكريم.
القرآن الكريم علماء ودعاة القراءات العشر الشجرة العلمية البث المباشر شارك بملفاتك Update Required To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 17) يَمُنُّ هؤلاء الأعراب عليك - أيها النبي- بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم لك, قل لهم: لا تَمُنُّوا عليَّ دخولكم في الإسلام; فإنَّ نفع ذلك إنما يعود عليكم, ولله المنة عليكم فيه أنْ وفقكم للإيمان به وبرسوله, إن كنتم صادقين في إيمانكم. إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 18) إن الله يعلم غيب السموات والأرض, لا يخفى عليه شيء من ذلك, والله بصير بأعمالكم وسيجازيكم عليها, إن خيرًا فخير, وإن شرًا فشر.
تاريخ النشر: الأربعاء 16 صفر 1422 هـ - 9-5-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 8014 529774 0 716 السؤال هل هناك حديث للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن أهل بيت المقدس وكيف أنهم سيكونون من أهل الجنة إن شاء اللّه بسبب الظلم الذي سيتعرضون له؟هل ممكن إرسال نص هذا الحديث الشريف؟ جزاكم اللّه خيراً الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني. قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات. والله أعلم.
يدرس هذا البحث حديث النبي%: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين " من عدة جوانب هي: 1ـ مكانته من حيث القبول والرد. 2ـ ألفاظ الحديث وعباراته. 3ـ شرح معاني مفرداته ، وبالتالي يزول ما علق في الأذهان من لبس مع غيره من الأحاديث. 4ـ بيان مقصود الحديث وغايته ، ليعلم كل مسلم منزلته من هذه المكرمة العظيمة التي أخبر المصطفى% عنها لتلك الطائفة التي حملت هَمَّ الدين ، في عصر انتشرت فيه وسائل التقنية ، فدب معها الكسل والخمول ، وفشا إيثار الدعة والراحة على العلم والعمل. مسترشداً في ذلك بمنهج العلماء الكبار شراح الحديث وطريقتهم ، في النقل ، والجمع ، والاستنباط ، والترجيح. سائلاً المولى عز وجل أن ييسر لي ولقارئه الانتفاع بصوابه ، وأن يكون فيه النصح والتصويب لي ممن رأى فيه خطأً ، وأن يجعلنا جميعاً من تلك الطائفة.
وقال العلامة الإمام النووى الشافعى فى «المنهاج» ، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهاد و آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين فى أقطار الأرض اهـ. وكلمة «يُقَاتِلُونَ» فى الحديث الشريف وردت على معنى المفاعلة التى تدل على المشاركة فى الفعل بين طرفين: أحدهما: المبدوء بالقتال، ويُسمى (مُقَاتِلًا) لدى نهوضه للمقاومة والدفاع. والآخر: البادئ بالعدوان ويُسمى (قاتلًا). وعلى هذا: فهناك فرق كبير فى المعنى بين التعبير بكلمة «يُقَاتِلُونَ» التى تشير إلى الدفاع والمقاومة ردًّا للعدوان، وبين لفظة (يقتلون) التى تعنى البدء بالعدوان والمبادرة بالهجوم بقصد القتل؛ لذلك عَدَلَ البيان النبوى الشريف عن التعبير بها. وهناك فرقٌ شاسعٌ بين القتال الذى يشير إلى الدفاع وردّ العدوان، ويكون بالسِّنان وباللسان؛ وهو ما جاء به الشرع الشريف، ودلّت عليه نصوص الدين الحنيف، وجعل له شروطًا وقيودًا وضوابط صارمة، وبين القتل الذى يشير إلى البدء بالعدوان والمبادرة بالبغي؛ وهو ما نهى عنه الشارع الحكيم، وتوعد صاحبه بالعذاب الأليم.