وقال الاوزاعي: انما اضاعوا المواقيت ولو كان تركا كان كفرا. وقيل لابن مسعود: ان الله يكثر ذكر الصلاة في القران {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، و{على صلاتهم دائمون}، و{على صلاتهم يحافظون}، فقال ابن مسعود: على مواقيتها، قالوا: ما كنا نرى ذلك الا على الترك، قال: ذلك الكفر، وقال مسروق: لا يحافظ احد على الصلوات الخمس فيكتب من الغافلين، وفي افراطهن الهلكة؛ وافراطهن اضاعتهن عن وقتهن، وقال الاوزاعي: قرا عمر بن عبد العزيز: { فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة}، ثم قال: لم تكن اضاعتهم تركها ولكن اضاعوا الوقت، وقال مجاهد: ذلك عند قيام الساعة، وذهاب صالحي امة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو بعضهم على بعض في الازقة. فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَواتَّبَعُوا الشَّهَوَات. - هوامير البورصة السعودية. وقال ابن جرير عن مجاهد { فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} قال: هم في هذه الامة، يتراكبون تراكب الانعام والحمر في الطرق، لا يخافون الله في السماء، ولا يستحيون من الناس في الارض. وقال كعب الاحبار: والله اني لاجد صفة المنافقين في كتاب الله عز وجل: شرابين للقهوات، تراكين للصلوات، لعابين بالكعبات، رقادين على العتمات، مفرطين في الغدوات، تراكين للجماعات، قال، ثم تلا هذه الاية: { فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا}، وقال الحسن البصري: عطلوا المساجد ولزموا الضعيات.
وهكذا رواه أحمد عن أبي عبد الرحمن ، المقرئ ، به وقال ابن أبي حاتم أيضا: حدثني أبي ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأنا عيسى بن يونس ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن مالك ، عن أبي الرجال ، أن عائشة كانت ترسل بالشيء صدقة لأهل الصفة ، وتقول: لا تعطوا منه بربريا ولا بربرية ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هم الخلف الذين قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة (. هذا حديث غريب. تفسير {فخلف من بعدهم خلف} - ابن تيمية - طريق الإسلام. وقال أيضا: حدثني أبي ، حدثنا عبد الرحمن بن الضحاك ، حدثنا الوليد ، حدثنا حريز ، عن شيخ من أهل المدينة; أنه سمع محمد بن كعب القرظي يقول في قوله فخلف من بعدهم خلف (الآية ، قال: هم أهل الغرب ، يملكون وهم شر من ملك. وقال كعب الأحبار: والله إني لأجد صفة المنافقين في كتاب الله عز وجل: شرابين للقهوات تراكين للصلوات ، لعابين بالكعبات ، رقادين عن العتمات ، مفرطين في الغدوات ، تراكين للجمعات قال: ثم تلا هذه الآية فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (. وقال الحسن البصري: عطلوا المساجد ، ولزموا الضيعات. وقال أبو الأشهب العطاردي: أوحى الله - تعالى - إلى داود: يا داود ، حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات; فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة ، وإن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوة من شهواته علي أن أحرمه طاعتي.
تاريخ الإضافة: 3/10/2018 ميلادي - 23/1/1440 هجري الزيارات: 51435 تفسير: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) ♦ الآية: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]. تفسير قوله تعالي: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ (مريم 59). ♦ السورة ورقم الآية: مريم (59). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾ قفا بعد هؤلاء ﴿ خَلْفٌ ﴾ قوم سوء؛ يعني: اليهود والنصارى والمجوس ﴿ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ ﴾ تركوا الصلاة المفروضة ﴿ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾ اللذات من شرب الخمر والزنا ﴿ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ وهو وادٍ في جهنم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ﴾؛ أي: من بعد النبيين المذكورين خلف وهم قوم سوء، والخَلَف - بالفتح - الصالح، وبالجزم الطالح؛ قال السدي: أراد بهم اليهود ومن لحق بهم، وقال مجاهد وقتادة: هم قوم في هذه الأمة. ﴿ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ ﴾؛ أي: تركوا الصلاة المفروضة، وقال ابن مسعود وإبراهيم: أخَّرُوها عن وقتها، وقال سعيد بن المسيب: هو ألَّا يُصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا العصر حتى تغرب الشمس.
أما ما تذكرون عنه، من أنه يطلق نظره في الحرام، فالواجب عليه أن يتوب إلى الله ويغض بصره ويحصن فرجه (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) [سورة النور:30] فإن النظر سهم من سهام إبليس، من تركه مخافة لله؛ أورثه الله حلاوة الإيمان في قلبه، فيجب على المسلم أن يغض بصره، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي لما سأله عن نظر الفجأة "اصرف بصرك، فإن لك الأولى، وليست لك الثانية" [مسلم الآداب (2159)، الترمذي الأدب (2776)، أبو داود النكاح (2148)، أحمد (4/361)، الدارمي الاستئذان (2643)].
السهو عن الصلاة: هو الغفلة عنها والتهاون بشأنها، وليس المراد تركها؛ لأن الترك كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها -في أصح قولي العلماء-. نسأل الله العافية. أما التساهل عنها: فهو التهاون ببعض ما أوجب الله فيها؛ كالتأخر عن أدائها في الجماعة -في أصح قولي العلماء- وهذا فيه الوعيد المذكور. أما إن تركها عمدًا، فإنه يكون كافرًا كفرًا أكبر وإن لم يجحد وجوبها -في أصح قولي العلماء- كما تقدم؛ لقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر[1]. خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولقوله عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة[2] خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذان الحديثان وما جاء بمعناهما حجة قائمة، وبرهان ساطع على كفر تارك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها. أما إن جحد وجوبها، فإنه يكفر بإجماع العلماء ولو صلى، أما السهو فيها فليس هو المراد في هذه الآية، وليس فيه الوعيد المذكور؛ لأنه ليس في مقدور الإنسان السلامة منه، وقد سها النبي ﷺ في الصلاة غير مرة، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وهكذا غيره من الناس يقع منه السهو من باب أولى. ومن السهو عنها: الرياء فيها؛ كفعل المنافقين. فالواجب أن يصلي المؤمن لله وحده، يريد وجهه الكريم، ويريد الثواب عنده ؛ لعلمه بأن الله فرض عليه الصلوات الخمس؛ فيؤديها إخلاصًا لله، وتعظيمًا له، وطلبًا لمرضاته ؛ وحذرًا من عقابه.
فقد عم بهذا الكلام ولم يأمر أحدًا بالإعادة. والثاني: عليه الإعادة، وهو قول طائفة من العلماء:من الفقهاء والصوفية من أصحاب أحمد وغيره؛ كأبي عبد الله بن حامد وغيره لما تقدم من قوله " ولم يكتب له منها إلا عشرها" . والتحقيق، أنه لا أجر له إلا بقدر الحضور، لكن ارتفعت عنه العقوبة التي يستحقها تارك الصلاة ، وهذا معني قولهم: تبرأ ذمته بها، أي: لا يعاقب علي الترك، لكن الثواب علي قـدر الحضور، كما قـال ابن عباس: ليس لك مـن صلاتك إلا ما عقلت منها، فلهذا شرعت السنن الرواتب جبرًا لما يحصل من النقص في الفرائض. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء الخامس عشر. 18 5 74, 958
هذه بعض فوائد الصلاة مع الجماعة في المساجد، ولا شك أن هناك فوائد أخرى كثيرة، دينية ودنيوية, فاحرص ـ يا أخي المسلم ـ على حضور صلاة الجماعة في المسجد حتى تكتب لك البراءة من النفاق.. فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من صلى لله أربعين يومًا في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق ». رواه الترمذي. وصلى الله على نبينا محمد.