معنى قوله -: « خلق الله آدم على صورته » بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «خلق الله آدم - صلى الله عليه وآله وسلم -[على صورته]، وطوله ستون ذراعاً، ثم قال: اذهب، فسَلَّم على أولئك- نفرٌ من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: عليك السلام ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورته، فلم يزل ينقص من الخلق حتى الآن ». صححة الالبانى وفي هذا الحديث دلالة صريحة على بطلان حديث: «خلق الله آدم على صورة الرحمن). حديث خلق الله ادم على صورته. وبهذا الحديث الصحيح يُفسَّر حديث أبي هريرة الآخر الذي صح عنه من طرق بلفظ " خلق الله آدم على صورته " وقد مضى برقم (129/ 173) مع التعليق عليه بما يناسب هذا الحديث الصحيح. وبهذه المناسبة أقول: لقد أساء بعض العلماء فضلا عن طلبة العلم - - إلى العقيدة والسنة الصحيحة معاً ببعض الكتب الذي أسماه: " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن "، فإن العقيدة لا تثبت إلا بالحديث الصحيح، والحديث فية التصريح بأن مرجع الضمير إلى آدم عليه السلام كما ترى، [قال البخاري]: عن أبي هريرة قال: " لا تقولن: قبَّح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله عز وجل خلق آدم - صلى الله عليه وآله وسلم - على صورته ".
روى البخاري في كتاب الاستئذان ومسلم في بيان صفة الجنة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "إن الله خلق آدم على صورته" وفي رواية مسلم "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا.. " وفي آخرها "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن" ج17 ص 178. و الضمير في قوله "صورته" يصح أن يكون راجعًا إلى الله تعالى، أي خلقه على صفة الله من الحياة والعلم والسمع والبصر وغيرها. أو يكون راجعاً إلى آدم، أي أن الله أوجده على هذه الصورة والهيئة التي خلقه عليها، لم تنتقل في النشأة أحوالا، ولا تردد في الأرحام أطوارًا كذريته، بل خلقه رجلاً كاملاً سوياً من أول ما نفخ فيه الروح. شرح حديث " خلق الله آدم على صورته " - الإسلام سؤال وجواب. وهذا التفسير يرد على الطبيعيين والماديين أصحاب مذهب النشوء والارتقاء، الذين يزعمون أن آدم أصله قرد تطور حتى صار بهذا الشكل، وإذا كانت هناك غرابة في طوله وهو ستون ذراعا، كما رواه البخاري ومسلم، فإن أثر البيئة على طول الأجسام وقصرها معروف في كثير من المناطق في العالم كله، والمسافة بين خلق آدم وبعثه الرسول فوق ما نقل عن الأخباريين من أهل الكتاب الذين قالوا: إن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة. على أن للذراع معايير مختلفة، فقدر بقبضة النَّصل أو السيف أو الرمح أو القناة، وقدره البعض بخمسة سنتيمترات، فيكون طول آدم ثلاثة أمتار، وهو معقول.
وفيه: أنَّ بَدْءَ خَلقِ البَشَر كان على حالٍ أعظمَ مِمَّا هي عليه الآنَ، لا العَكْسُ.
أما ما سألت عنه ممن يقول بعود الضمير على آدم مع إثباته الصورة لله تعالى، فنقول: قد أخذ هذا القائل بقول قال به أهل العلم - كما تبين - ونحن نرى الأولى والأسلم لمن حاله ما ذكرت أن يدع الخوض والتعمق في هذا الأمر, ويكف عن ذلك، فلا تبلغ هذه المسألة في العقيدة حدًّا لا بد للمسلم فيه من مسلك معين. ويجدر التنبيه إلى أن ثبوت الصورة لله تعالى مما دل عليه القرآن والسنة, وهو الذي عليه السلف الصالح من هذه الأمة، قال شيخ الإسلام: الوجه العاشر: ثبوت الوجه والصورة لله قد جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة المتواترة, واتفق على ذلك سلف الأمة. مرجع الضمير في حديث إن الله خلق آدم على صورته - إسلام ويب - مركز الفتوى. أما ما سألت عنه من واجبنا تجاه هذا الحديث: فحسبنا فيه أن نستيقن أنه مصروف عن ظاهره المتبادر منه إجماعًا، وأن نعتقد تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به، كما تقدم قول ابن عثيمين: ومن المعلوم أنه لا يراد به ظاهره بإجماع المسلمين والعقلاء. والله أعلم.
وروى ابن أبي عاصم (516) أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه" وقال الشيخ الألباني: إسناده صحيح. وهذان الحديثان يدلان على أن الضمير في قوله " على صورته " راجع إلى الله تعالى. وروى الترمذي (3234) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى... " الحديث ، صححه الألباني في صحيح الترمذي. وفي حديث الشفاعة الطويل: " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة" رواه البخاري (7440) ومسلم (182). ومن هذه الأحاديث يعلم أن الصورة ثابتة لله تعالى ، على ما يليق به جل وعلا ، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات ، التي قد يسمى المخلوق بها ، على وجه التقييد ، وإذا أطلقت على الله اختصت به ، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير ، ومثل خلقه بيديه ، واستواءه على العرش ، ونحو ذلك) نقض التأسيس 3/396 والصورة في اللغة: الشكل والهيئة والحقيقة والصفة.