وتقوم الإدارة الأميركية حاليا بتسليم كييف أسلحة ثقيلة مثل المدفعية والمروحيات والطائرات المسيّرة بعدما ترددت في ذلك خشية تمدد الصراع إلى دول أعضاء في شمال حلف الأطلسي (ناتو). ويبدو أن هذا القلق تلاشى في واشنطن حيث قال وزير الدفاع لويد أوستن الاثنين بعد عودته من كييف "نريد رؤية روسيا ضعيفة لدرجة لا تستطيع معها القيام بأمور مماثلة لغزو أوكرانيا". وداخل الحكومة الأميركية، تم تجاهل التهديد النووي لبوتين. وانتقد جو بايدن الخميس التهديدات "غير المسؤولة" لفلاديمير بوتين واعتبر أنها تظهر "اليأس الذي تشعر به روسيا في مواجهة فشلها البائس في ما يتعلق بأهدافها الرئيسية". وأكّد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة أن واشنطن "لا تعتقد أن هناك خطر استخدام أسلحة نووية أو أن أراضي الناتو مهددة". يرى لورنس فريدمان الأستاذ الفخري في كينغز كوليدج لندن أن التهديدات الروسية "لم تعد تؤخذ على محمل الجد كما في السابق" مضيفا "إنها قوة متضائلة أصلا". وهذه استنتاجات رددها غيديون روز من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. وأكد لصحيفة "فورين أفيرز" أن "موسكو لن تستخدم الأسلحة النووية أثناء الصراع".
من ناحية أخرى لا يخفى الحِس الكاريكاتيري في تجسيد ورسم الشخوص. فالنزهة النيلية المعهودة لرجل وامرأة في مركب نيلي، يصبح الرجل جالسا في المركب ويحمل المرأة فوق كتفيه، ممسكا بوردة حمراء، بينما المرأة تعلو رأسها سمكة، هذه التكوينات غير المنطقية تجد مكانها هنا في بساطة شديدة يسمح بها الخيال الفني. سفاري الصحراء ونختتم بتجربة الفنانة غادة مراد، والتي أقامت معرضها مؤخراً في غاليري «المسار» بدورها لا تنشغل مراد إلا بإعادة صياغة الأشياء وفق خيالها، وهو ما تناولته سابقاً في معرضها المعنون بـ «أحلام اليقظة» ومن خلال أسلوب تعبيري مغاير، يمزج ما بين التكعيب والتجريد، من دون الانحياز لأي منهما. تتواصل مراد هنا مع الصحراء وعالمها، ناس وكائنات، وعادات وتقاليد، وأجواء مختلفة على مستوى الإيقاع واللون، وتأتي أسماء بعض الأعمال لتؤكد الحالة المختلفة عن مجتمع مثل القاهرة مثلاً، تأمل، صُحبة، راحة، وجود. عين الغريب دوماً هي القادرة على التقاط التفاصيل، التي ربما تغيب عن أهل المكان وناسه، ومنذ الوهلة الأولى تحاول الفنانة تجسيد هذه التفاصيل وفق خيالها ــ ليس بالطبع نقلاً توثيقياً ــ مؤكدة على حالة التناغم بين الإنسان والبيئة ومفرداتها، بداية من تكوين الأجساد وعلاقتها ببعضها البعض، وكذا تكوين هذا الجسد وتفاصيله مع تفاصيل المكان كالجبال والأودية، التكوينات التي تشبه الأحجار في تشكلاتها، فقط خطوط وتكوينات متداخلة، بدون إظهار تفاصيل ملامح الشخصيات، فالعمامة والشال ــ على الرغم من حالة التجريد ــ هي التي تفرّق هنا بين الرجل والمرأة.