ويؤخذ من المذهبين أن دخول الروم والإشمام في الأنواع الثلاثة متفق عليه فيهما.
وأشار إليه الشاطبي والداني في جامعه. قال ابن الجزري: ( وهو أعدل المذاهب عندي). وأما سبط الخياط فقال: ( اتفق الكل على روم الحركة في هاء الضمير المفرد الساكن ما قبلها نحو (منه)، (عصاه)، (إليه)، (أخيه)، (اضربوه)... ). قال: ( واتفقوا على إسكانها إذا تحرك ما قبلها نحو (ليفجر أمامه)، (فهو يخلفه) ونحو ذلك). ينظر: النشر 2/ 93.
والنوع الثاني والرابع مذكوران في قوله: (أو اماهما واو وياء)، والواو في قوله: (ومن قبله) للحال. والجملة في قوله: (ومن قبله ضم) إلخ، حال من الهاء في قوله: (وفي الهاء)، والتقدير: قوم أبوا دخول الروم والإشمام في هاء الضمير، والحال أن ما قبل الهاء ضم أو كسر أو واو أو ياء. هذا ما أفاده النظم بطريق المنطوق، ويؤخذ بطريق المفهوم أن هذه الجماعة تجيز دخول الروم والإشمام من غير الأنواع الأربعة الأولى أي: تجيزه في الأنواع الخامس والسادس والسابع. 22- الوقف على أواخر الكلم بالسكون المحض والإشمام والروم_للشيخ عماد أنور - YouTube. وقوله: (وبعضهم يرى لهما في كل حال محللا) يرى بضم الياء فعل مبني للمجهول يحتاج لمفعولين الأول: الضمير المستتر في يرى القائم مقام الفاعل، وهو يعود على البعض. والثاني: (محللا) وهو اسم فاعل من التحليل ضد التحريم. وقوله: (لهما) متعلق به، وكذا في كل حال، والتقدير: وبعض أهل الأداء يرى محللا أي: مجيزا للروم والإشمام في هاء الضمير في جميع أحوالها السبعة المذكورة، فيستفاد من النظم: أن في هاء الضمير من حيث دخول الروم والإشمام فيها عند الوقف مذهبين: [ ص: 179] المذهب الأول: منع دخولهما في أنواعها الأربعة الأولى، وإجازة دخولهما في أنواعها الثلاثة الأخرى. المذهب الثاني: إجازة دخولهما في جميع أنواعها السبعة.
(2) جواز الإشارة بهما إذا لم يكن قبلها ضم نحو (مِنْهُ)، (عَنْهُ)، (اجتبَاهُ)، (هداه)، (أن يعلمه)، (لن تخلفه)، (أرجئه) لابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، ويعقوب [6] ، وفي ﴿ وَيَتَّقْهِ ﴾ (النور 52) لحفص عن عاصم محافظة على بيان الحركة حيث لم يكن ثقل [7]. [1] ينظر: النشر: 2/ 91. [2] وشذ مكي القيسي فأجاز الرَّوم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياساً على هاء الضمير، وانتصر لذلك وقواه، وهو قياس غير صحيح، لأن هاء الضمير كانت متحركة قبل الصلة، والميم ساكنة غير متحركة، قال ابن الجزري: ( بدليل قراءة الجماعة فعوملت حركة الهاء في الوقف معاملة سائر الحركات ولم يكن للميم حركة فعوملت بالسكون فهي كالذي تحرك لالتقاء الساكنين). ينظر: النشر: 2/ 91. ص159 - كتاب الوافي في شرح الشاطبية - باب مذهب الكسائي في إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف - المكتبة الشاملة. [3] ينظر: النشر: 2/ 93. [4] وهو الذي في التيسير، والتجريد، والتلخيص، والإرشاد، والكفاية، وغيرها، وهو اختيار أبي بكر بن مجاهد. ينظر: النشر 2/ 94. [5] وهو ظاهر كلام الشاطبي؛ والوجهان حكاهما الداني في غير التيسير، وقال: ( الوجهان جيدان)، وقال في جامع البيان: ( إن الإشارة إليها كسائر المبنى اللازم من الضمير وغيره أقيس). ينظر: النشر 2/ 93. [6] يراجع مطلب هاء الصلة. [7] وهو الذي قطع به أبو محمد مكي، وأبو عبد الله بن شريح، والحافظ أبو العلاء الهمداني، وأبو الحسن الحصري، وغيرهم.
الوجه الثالث: الوقف بالإشمام تعريفه: هو ضم الشفتين بعيد إسكان الحرف دون تراخ، مع ترك فرجة بينهما لخروج النفس بحيث يراه المبصر دون الأعمى. ويؤخذ من هذا التعريف أنه لا بد من اتصال ضم الشفتين بإسكان الحرف من غير تراخٍ، فلو تراخى فإسكانٌ مجرد. والإشمامُ إطباقُ الشفتينِ بُعيدَ ما يُسكَّنُ لا صوتَ هناك فَيصْحَلا. وجوده: اختص الإشمام بالمرفوع والمضموم، لأن معناه يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بها(1). فائدة الروم والإشمام: بيان الحركة الأصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر ذلك للسامع في حالة الروم، وللناظر في حالة الإشمام(2). وقوعه: يكون في آخر الكلمة؛ إلا كلمة: لاتأمنَّا› يوسف:11. طريقه تطبيق الإشمام: أولاً: في وسط كلمة: تأمنَّا› يوسف:11 ، يكون بضم الشفتين بعيد إسكان النون الأولى من النون المشددة مباشرة، وقبل التشديد، الكامل. ثانيًا: في نهاية الكلمة: يكون الوقف بعيد إسكان الحرف الأخير من الكلمة بدون تراخٍ. تنبيهات: 1- عندما يكون الإشمام في وسط الكلمة مع " تأمنا" فإن الإشمام يكون مقارنًا لصوت الحرف. 2- وعندما يكون الإشمام في آخر الكلمة فلا يقترن بصوت الحرف، وإنما يكون عقب إسكانه، وانقطاع صوته.