فلنصلّ صلاة الجمعة يوم الأربعاء، فالخليفةُ يرى ما لا نرى. دخلَ معاوية ببطنه المُمتلئِ الذي يسبقهُ بمترٍ أو يزيد، ويزيدُ يلهو إلى جانبهِ بدينارٍ ذهبيّ. على هيئةِ الملوك وفد القاعدُ مقعدَ محمَّدٍ إلى بيتِ الله. والحشدُ مهيب، وأماراتُ الخشوع على بعضِ الوجوه البلهاء. المنظرُ يُنسيكَ للحظة أنَّ الدَّعوة لصلاة الجمعة جاءت... يومَ الأربعاء. جاءَ مؤمنٌ فقيرٌ من أقصى دمشقَ يسعى، ما تحمّلَ تشويه أعظمِ الشرائع. أنكرَ على معاوية فعله. حجَّته كانت قاطعة، لكنَّ سيف معاوية كانَ قاطعاً أيضاً. قُتِل المؤمنُ. اصطفَّ الجميع بعد الوضوءِ بدمِ القتيل، وناهيك عن كيفَ كبَّرَ معاويةُ للصَّلاة، فقد أنهاها بخطبةٍ، وما الخطبة؟ وقف يُبرِّر للشاميّين بعض أفعاله: لقد باع الذّهبَ بأكثر من وزنه، ولا بأس فمالُ النّهبِ هذا سيدخلُ في خزينة الدّولة. حكم البسملة قبل الوضوء عند. والرؤوس تهزُّ له موافقةً. ثمَّ اعترف بأنّه زاد من مالِ كافرٍ مشهورٍ بكفره؛ لأنّه يريدُ استمالة أولاده الكفّار. وأضافَ أنّه جهّزَ زمرةً من المنافقين بالسِّلاح؛ لأنّهم سيقاتلون الطالبيِّين من بني هاشم، على أنَّ الهاشميِّين ليسوا من المُسلمين أصلاً. أردفَ بعدها بنوداً سريعةً لم يحتجْ إلى تبريرها، فالقومُ في المسجدِ صرعى وعلى رؤوسهم تيجانُ المخنّثين من بني أميّة، فقال لهم من صلاةِ جمعةِ الأربعاء هذه: "سنُلحق أيَّ فاجرٍ ليس له نسب بما نراه مناسباً من العشائرِ والقبائل والأنساب"، وكتبَ رسالة تعيينٍ لوالٍ معروفٍ بأنّه فاجرٌ ورجيمٌ وزنيم كأسرعِ تنفيذٍ لأكثر القراراتِ جَوراً بحقّ دينِ الله... ليقتل أوّل حفيدٍ لمحمّدٍ... كبير وُلد عليّ.
وعن علي رضي الله عنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قرأتم: { الحمد لله رب العالمين}، فاقرأوا: بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن والسبع المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها، ولأن الصحابة أثبتوها فيما جمعوا من القرآن في أوائل السور، وأنها مكتوبة بخط القرآن، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن، وأجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى، والبسملة موجودة بينهما، فوجب جعلها منه, وهو خلاف لما ذهب إليه الحنفية والمالكية والحنابلة ".
وعبر العصور، مرّت رسالات الأنبياء عليهم السلام بمرحلتين: المرحلة الأولى هي التي بطش فيها الفراعنة والطواغيت بالأنبياء عليهم السلام، فأنزل الله العذاب وسحق الطواغيت وأبادهم. والمرحلة الثانية تلبّس فيها الفراعنة والطواغيت بالدين؛ أي لبسوا لباس الدين. "يفضل نطق البسملة قبل البدء في أي أمر"..على جمعة يوضح. وحتّى لا تنشأ الطاغوتيّة في حضن دين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، أسّس الله مؤسّسة معقّدة، هي مؤسّسة الأئمّة عليهم السلام. كما أنّ الطاغوتيّة كانت معقّدة؛ لأنّ طواغيت المسلمين يصلّون ويقرؤون القرآن ويقودون الجهاد ضدّ الكفّار، فيزيدون القضيّة ضرراً وتعقيداً وضلالاً، ويغشّون المسلمين بصلاتهم وصومهم، ويقودونهم إلى الهاوية. لاحظنا أنّ الطاغوتيّة الإسلاميّة كانت أشدّ وأقسى في الاستيلاء على دولة الإسلام وتجييرها لمصالحها، وقد أنتجت أسوأ الممالك والإمبراطوريّات الفاسدة في تاريخ الإنسانيّة، فاقتضى الأمر منظومةً من أئمّة بمستوى تعقيد المهمّة، وقد كان الإمام الباقر عليه السلام أحد الأئمّة الثلاثة عليهم السلام الذين أعادوا بناء أمّة الاسلام من الصفر بعد كربلاء، وكان له دور في ترسيخ قواعد الإمامة وخصائصها وماهيّتها. ومن أدواره: الحديث عن حقوق الإمام عليه السلام ووظائفه، وأدب العلاقة معه، والتأسيس للأمّة المميّزة التي تمثّل الإسلام المحمّديّ الأصيل.
2- السواك: لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله? قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء))[رواه أحمد وصححه الألباني]. قوله: (عند) أي قبل الشروع بالوضوء قال الشيخ / عبد الله بن صالح الفوزان: "الأظهر من ناحية استقراء هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن يكون السواك قبل الوضوء، لأنه لم يحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه تسوك أثناء المضمضة"[منحة العلام ج1/ ص 142)]. سنن أثناء الوضوء: غسل الكفين ثلاثاً: لما روى حمران: أن عثمان ابن عفان - رضي الله عنه – "دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاثا". قال النووي: وفي هذا دليل على أن غسلهما في أو الوضوء سنة وهو كذلك باتفاق العلماء. قصّة: كأبيه عليّ عليه السلام. فائدة:قال الشيخ / محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى –: "لأنهما آلة الغسل، فإن بهما ينقل الماء، وتدلك الأعضاء، فكان أليق أن يتقدم تطهيرها"[الممتع ص: 169ج/1]. - مسألة: حكم غسل الكفين بعد القيام من النوم؟ سنة و يأثم لو ترك غسلها، وهو قول الجمهور لحديث رفاعة بن رافع في حديث المسيء في صلاته، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [توضأ كما أمرك الله -عز وجل-، ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله.. وقال فيه وان انتقصت منه شيئا انتقصت من صلاتك] قالوا: ليس في الحديث ذكر غسل اليدين في ابتداء الوضوء.
ما حكم الاستعاذة مع البسملة قبل الأكل والشرب والوضوء وغيرها من الأعمال؟ هل تعتبر من البدع في الدين لمخالفة السنَّة؟. الحمد لله أولًا: ثمة فرق – على الأصح – بين " البسملة " و " التسمية "، والذي أراده الأخ السائل هو الثاني لا الأول؛ لأن البسملة هي نحت لجملة " بسم الله الرحمن الرحيم "، وأما " التسمية " فهي اختصار جملة " بسم الله "، وبينهما فرق في اللفظ ومحل القول، فالبسملة تقال في أول قراءة القرآن وخاصة عند بداية قراءة السورة من أولها بعد الاستعاذة، والتسمية هي ما يكون في الذبح والصيد والأكل والشرب والوضوء والجماع، وغيرها كثير. والتقدير في التسمية على الأكل – مثلًا – " بسم الله آكل "، وهكذا في سائر الأمور. حكم الاستعاذة قبل التسمية في الأكل والشرب والوضوء وغيرها من الأعمال - الموقع الرسمي للشيخ إحسان العتيبي. * قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: قول القارئ " بسم الله " معناه: بسم الله أقرأ أو أنا قارئ، ولهذا شرعت التسمية في افتتاح الأعمال كلها فيسمَّى الله عند الأكل والشرب ودخول المنزل والخروج منه ودخول المسجد والخروج منه، وغير ذلك من الأفعال، وهي عند الذبح من شعائر التوحيد. " مجموع الفتاوى " ( 22 / 392). ثانيًا: ومن الواضح أن سؤال الأخ الفاضل ليس عما شرع الجمع بين التسمية والاستعاذة فيه من أمور، كالاستعاذة قبل البسملة في قراءة القرآن، أو التسمية قبل الاستعاذة في دخول الخلاء، وإنما قصد الأخ السائل ما ثبت فيه التسمية من أعمال هل يُشرع أن تسبق باستعاذة؟.