من هم جمهور العلماء؟ لا يُقصد بجمهور العلماء أشخاص بعينهم، بل هم غالبيّة العلماء الذين لهم فتاوى موافق عليه بالإجماع؛ إذ حيثما كان الإجماع قيل حسب رأي جمهور العلماء، لأنّ الحق غالبًا ما يكون في قول الجمهور، وواجب المسلمين ألّا يخالفوا فتاوى جمهور العلماء، أو يجتهدوا بفتوى غيرها إلاّ بعد رؤية وتثبّت، فليس قول الجمهور حجّة عند أحد من العلماء، فإنّه ليس من العلماء إلاّ وقد انفرد بقول خالف فيه غيره. [١] ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "واعرفوا هذه القاعدة، أنك إذا رأيت الجمهور على قول فلا تخرج عنه إلا بعد التأني والتريث والنظر في الأدلة والتدبر فيها. من هم العلماء – المنصة. لماذا ؟ لأن قول الجمهور لا يستهان به. قول الجمهور أقرب إلى الحق من قول الواحد. فلا تفرح أن تجد قولا غريبا تخرج به أمام الناس ليصدق قول الناس عليك: خالف تعرف، وبعض الناس يقول: خالف تذكر. لا، كن مع الجماعة، لكن إذا بان أن الحق في خلاف قول الجمهور فالواجب عليك اتباع الحق". [٢] هل يجب الأخذ بقول جمهور العلماء؟ وما حكم مخالفتهم؟ لا حرجَ عليكَ، وعلى أي عامّي ممّن لا يقدرون على الاجتهاد، أو لا يستطيعون ترجيح الأصح بقول الجمهور في المسائل الشّرعيّة المختلف فيها، ولا حرج من الأخذ بقول الجمهور، في رأيهم هيبة تستوجب التثبّت والتريّث قبل مخالفته، فإذا لم تجد قول صريح للجمهور في مسألة ما فلا حرج عليكَ في أن تأخذ بقول الأوثق والأحوط لنفسكَ [٣] ، أما إذا أُشكِل عليكَ الأمر ولم تستطع الاجتهاد، اختلف العلماء بالواجب كما يلي: [٤] الرّاجح كما أسلفنا أن تأخذ رأي مقلّد الجمهور من أوثق النّاس في نفسكَ.
وتجد في الدول المتقدمة دائما الاهتمام اللازم بالعلماء والعمل على توفير الاحتياجات اللازمة لهم وطلب العلم. وذلك لإتاحة الفرصة لهم أكثر فأكثر لمزيد من الاكتشافات والاختراعات التي ستزيد الدولة تقدما وتطورا عن باقي الدول. ونجد في دول أخرى تفرض ميزانية خاصة بالعلماء والمتعلمين، وتعدهم الحجر الأساسي لفعل أي شيء، والاعتماد على أبسط الأمور بواسطتهم. وذلك لعلم الدول بقيمة العلماء وأنهم في شغل دائم للنهوض بالمجتمع والناس من حولهم. كما إن كثيرا من الرفاهيات البسيطة التي من حولنا ما هي إلا نتاج التجارب والأبحاث العلمية التي أجراها العلماء. تجد أن لكل شيء في من حولنا لمسة خاصة بهم، هم السبب أيضا في جعل الحياة أكثر سهولة ويسرا، وقاموا بكثير من التقنيات الحديثة التي توفر لنا الوقت والمجهود المبالغ. وليس ذلك فقط، بل إن للعلماء دورا في زيادة الدخل للعاملين بالدولة، نعم فلهم دورا كبيرا في ارتفاع عجلة الاقتصاد. من هم العلماء السبعة. وجعلها أكثر نموا، وذلك عن طريق مثلا اختراع جديد يجذب العملاء له ويجعل قوة شرائية عالية. ثانيا مقالات قد تعجبك: قد نجد أن كثيرا ممن يشترون تلك المنتجات، يكون شراؤهم نتيجة التسويق الممتاز عليها. وليس لحاجتهم الفعلية لها، ولكن نجد أثر ذلك عند العلماء بمصطلح يسمى الحاجة الوهمية لاقتناء الأشياء.
[٤] المذهب الشافعي: نسبةً للإمام الشافعي ، وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس، وُلد سنة 150 للهجرة، طلب العلم من صغره، حيث حفظ القرآن الكريم وعمره سبع سنين، وحفظ كتاب الموطّأ وعمره ثلاث عشرة سنة، ولازم الإمام مالك ست عشرة سنة، وعاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها نحواً من تسع سنوات، وذلك لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم، ثم ارتحل إلى بغداد وألّف كتاب الرسالة هناك، ونشر فيها مذهبه القديم، ولازمه في هذه الفترة تلميذه أحمد بن حنبل. [٥] ثم قدِم مصر وأقام فيها خمس سنوات قضّاها كلها في التدريس والتأليف والمناظرة، ووضع في مصر مذهبه الجديد الذي خالف في بعضه فقهه الذي وضعه في العراق، ودوّن الإمام الأصول التي اعتمد عليها في اجتهاده وفقهه في كتاب الرسالة، حيث إنه يرجع للقرآن ثم إلى السنة، ولم يشترط في الاحتجاج بالسنة غير اتصال السند وصحته، ثم يرجع للإجماع إن لم يعلم له مخالف، ثم القياس شريطة أن يكون له أصلٌ في الكتاب والسنة ، ولم يتوسّع فيه مثل توسّع الإمام أبو حنيفة. [٥] المذهب الحنبلي: نسبةً للإمام أحمد بن محمد بن حنبل، وُلد ببغداد سنة 164 للهجرة، وقد بدأ بطلب العلم في سنٍّ مبكّرة، حيث تعلّم القرآن واللغة، وفي عمر العشرين بدأ برحلات طلب العلم، وتعلّم على يد كثيرٍ من العلماء منهم: الشافعي، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، بعد ذلك أصبح مجتهداً صاحب مذهبٍ مستقلٍّ، وقد أعطاه الله -تعالى- من قوّة الحفظ ما يتعجّب له، وكان جريئاً في قول الحق عند السلاطين، ولم يدوّن الإمام مذهبه في الفقه، ولم يمله على تلاميذه، كراهة اشتغال الناس به عن الحديث، إلا إن تلاميذه من بعده قاموا بتدوين ما سمعوه منه، وجمعوا من بعده مسائل كثيرةٍ في الفقه والفتوى ونقلوها عن بعضهم.