بعد تقاعده بمدة قصيرة عرض عليه العمل في الكويت لتنفيذ مشروع مجلة ثقافية عربية رصينة فقبل العرض وسافر للكويت، وأنشأ مجلة العربي ووضع لها أسسا راسخة وترأس تحريرها، فحققت نجاحا كبيرا وأصبحت من أوسع المجلات العربية انتشاراوأقربها إلى قلوب القراء في جميع أرجاء البلاد العربية لغزارة مادتها وتنوع موضوعاتها وطرافتها، وكان الدكتور أحمد زكي إلى جانب رئاسته لتحرير مجلة العربي والاشراف علي أعدادها وإخراجها يكتب في كل عدد من أعدادها مقالتين أو ثلاثة في شتى الموضوعات العلمية والسياسية والمستقبلية. وكانت مقالاته من أمتع أبواب المجلة. المصدر:
أما عن تاريخ هذه المجلة ، فقد انطلقت فكرة إصدار المجلة عندما قررت الحكومة الكويتية نشر مجلة تهتم بالشأن الثقافي العربي ، على أن تكون مدعومة مالياً من قبل وزارة الإعلام الكويتية، وقد تم اختيار الدكتور أحمد زكي كأول رئيس تحرير لهذه المجلة ، وتم اصدار العدد الأول منها في ديسمبر من عام 1958 ، والتحق بالعمل بها عدد كبير من الكتاب من بينهم المصريان أوسكار متري و سليم زبال. أهم الموضوعات التي تناولتها مجلة العربي: حرصت مجلة العربي الكويتية منذ صدورها على تناول المستجدات العربية والعالمية في كافة أمور الحياة، وشارك في كتابه مقالاتها عدد كبير من الشعراء والأدباء والعلماء والمفكرين العرب مثل طه حسين، عباس محمود العقاد، نجيب محفوظ، نزار قباني، عبد الهادي التازي، إحسان عباس، يوسف إدريس، صلاح عبد الصبور، جابر عصفور، فاروق شوشة وغيرهم. منذ صدور العدد الأول لهذه المجلة منذ ما يقرب من خمسين عاماً وحتى الآن ، أصبحت مجلة "العربي" رمزاً عربياً ثقافياً متميزاً، ونجحت في طرح صيغة جديدة لمعنى المجلة الثقافية. كما أنها لم تتوقف عن الصدور منذ التأسيس عدا سبعة أشهر كانت هي فترة الاحتلال العراقي للكويت. أبواب المجلة: أما عن ابواب المجلة ، فهي دائماً ما تخضع إلى العديد من التحديثات المستمرة سواء من حيث الموضوعات المشاركة بالعدد أو من خلال إضافة أبواب جديدة ويندرج تحتها عدد من الأبواب ومنها باب فكر: ويندرج تحت هذا الباب مقالة متجددة في كل عدد يقوم بكتابتها رئيس تحرير المجلة في كل عدد ، وتأتي هذه المقالة تحمل عنوان "حديث الشهر".
وحتى تظل المجلة محتفظة برشاقتها ولا تتأثر بسنواتها الستين، كان لا بد من لمسات جديدة تنعشها، وفي الوقت نفسه تواكب الحياة العصرية وتتماشى مع ميول المثقف والشاب العربي الذي انحسر إقباله على القراءة الورقية في عصر الإنترنت والتقدم التكنولوجي وانتشار اللوحات الرقمية و الهواتف الذكية ، فصدرت مجلة العربي الإلكترونية بالتوازي مع الورقية، كما أطلقت تطبيقات خاصة بإصداراتها، وأيضا لم تغفل إنشاء صفحات خاصة بها في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر. ومثلما حملت مجلة العربي الكويتية قضايا الأمة والهموم العربية على كاهلها منذ نشأتها، فإنها تأثرت كثيرا بما يعصف بعدد من الدول العربية من اضطرابات، وللأسف لم تعد "العربي" قادرة اليوم على الوصول إلى كل من اليمن وسوريا والعراق و ليبيا ، وهي محطات بارزة في مبيعاتها، مما حدا بها إلى تقليل الأعداد المطبوعة بسبب عجز الشركات الموزعة عن دخول هذه الدول، على أمل انتهاء هذه الحقبة ليعود الأمن والأمان إلى أرجاء الوطن العربي من جديد، ولتزين أعداد مجلة العربي أكشاك بيع الصحف والمطبوعات كما كانت دائما.
نادية الدباس- الكويت لطالما استهوت مجلة "العربي" الكويتية الشاب الزواوي بغورة إبان دراسته في ثانوية الشهيد سعيد زروقي في الجزائر وتحديدا في عام 1987 الذي شهد مولد علاقته بالمجلة. كان الزواوي يحرص على قضاء كثير من وقته في مكتبة مدرسته لقراءة المجلة التي خصصت لها المكتبة ركنا خاصا بها. اعتاد الزواوي قراءة صفحات المجلة بنهمٍ، وكانت تجذبه تحديدا زوايا الفكر والفلسفة وكتابها أمثال زكي نجيب محمود وفؤاد زكريا و زكريا إبراهيم ، وعندما التحق بالجامعة لدراسة الفلسفة حرص على اقتناء أعداد المجلة التي كان ينتظرها شهرا تلو شهر، ليجمعها في مكتبته الخاصة ويحتفظ بها إلى اليوم. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه، ساقت الأقدار الزواوي بغورة للعمل أستاذا للفلسفة المعاصرة في جامعة الكويت، فزار المجلة والتقى برئيس تحريرها السابق الدكتور سليمان العسكري، ومنذ ذلك الحين أصبح كاتبا في المجلة التي ظل قارئا لها لعقود. الزواوي أوضح في حديثه للجزيرة نت أن أغلب مقالاته تدور حول الجانب الفكري الخاص بالجزائر، في حين أن آخر مقال له تناول تعليم الفلسفة للأطفال، مشيدا بمجلة العربي التي يقول إنها لا تنازعها أي مجلة لتنوعها الفكري والأدبي.
وقد رسم لهذه المجلة إطار مستمد من أرقى التجارب الصحفية في العالم قائم على التبسيط والتشويق اللذين يضعان المعرفة في متناول الأكثرية الساحقة من القراء، وفي الوقت ذاته لا يفسدان السمو الذي يتعشقه الخاصة منهم، كما رؤي أن يكون للصورة مكانتها المرموقة في المقال، وللموضوعات المصورة مقامها الأول في كل عدد يصدر من المجلة. وبعبارة أخرى فإن هذه المجلة ستعنى بكل ما يمت إلى الثقافة والمعرفة بصلة لا سيما الأمور التالية: الأدب: بفنونه المختلفة من قصة وشعر وتراث إلخ... وبأنواعه: الأدب العربي القديم، الأدب العالمي المعاصر، الأدب العربي الحديث باتجاهاته ومدارسه المختلفة. الفنون: أبحاث عن الفنون المختلفة في النطاق العربي وغيره: الموسيقى، السينما، المسرح، الإذاعة، الرسم. المشاكل الاجتماعية: نوع من المعالجة الموضوعية العلمية الجريئة بقدر الإمكان للمشاكل الاجتماعية في المجتمع العربي. الموضوعات المصورة: لمختلف أنحاء الوطن العربي تتناول قبائله ومراعيه غاباته حيواناته وثرواته الزراعية والمعدنية والمائية وجباله وسهوله ووديانه إلى غير ذلك منا يجب على القارئ العربي أن يعرفه. العلوم: (1) مقالات لأهم ما يثير اهتمام العالم اليوم كالذرة والصواريخ، والأقمار الصناعية، والفضاء الخارجي، والأجرام الكونية (2) أنباء علمية لأهم الاختراعات والاكتشافات في شتى ميادين العلم.