اضطرابات الشخصية، والتعرّف على أصدقاء السوء الذين يجرّون الصغار نحو الإدمان. وجود وقت فراغ بدون أشياء مفيدة تشغل هذا الفراغ مثل ممارسة الرياضة والقراءة وغيرها. التدخين أيضًا أول خطوة في طريق الإدمان، وأغلب المدمنين على المخدرات بدأ الأمر معهم من التدخين. إن كل هذه الأسباب تحتاج إلى تكاتف المجتمع، للتخلص منها، وتوعية الشباب وإيجاد متنفس لهم بممارسة الرياضة والترفيه الذي يحسن من حالتهم النفسية بدون الوقوع في الخطأ أو ارتكاب المحرمات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله -عز وجل- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه. " خطبة عن المخدرات قصيرة جدًا عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم ترشدون، أما بعد؛ إن المخدرات فساد للقلب والعقل، وهي مهلكة للمال، مضيّعة للكرامة، وهي من أشد المفاسد، ومجلبة لكل الشرور والأضرار. المخدرات وخطرها - ملتقى الخطباء. وإن أكثر من يدل الشباب على هذه المفسدة المهلكة، هم أصدقاء السوء، فعلينا أن نبتعد عن مثل هؤلاء وأن نستنّ بسنة نبينا الكريم ونمتثل لقوله: "إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً. "
وبذلك كله يطرح ضرورة من الضروريات الخمس، التي أجمعت الشرائع السماوية على وجوب حفظها، ألا وهي ضرورة العقل. إنها واجبة الحفظ والرعاية؛ لأن في حفظها قوام مصلحة البشرية؛ ففاقد العقل بالسكر، يسيء إلى نفسه ومجتمعه، ويوقع مجتمعه وبني ملته في وهدة الذل والدمار؛ فيخل بالأمن، ويروع المجتمع. خطبه مكتوبه عن المخدرات. أيها الناس، إن أمة لا تحافظ على عقول بنيها لأمة ضائعة، ماذا فعل السكر بأهل الجاهلية؟ هل أعاد لهم مجدًا تليدًا أو وطنًا سليبًا؟ هل أخرجوا الناس من ظلمات الجهل والتيه إلى نور الهدى والاستقامة؟ لا، وكلا وألف لا. عباد الله، فقدان العقل بالسكر عادة قبيحة، كانت تلازم أهل الجاهلية، عند معاقرتهم الخمرة، يقضون الليالي الساهرة، مع الأصحاب والخلان على احتسائها. وهم مع ذلك يعدونها وسيلة من وسائل الفخر والكرم، على حين فترة من الرسل، فصدرت الخمرة في مطلع معلقة هي من أشهر معلقات العرب السبع، التي قيل: إنها علقت على أستار الكعبة. ثم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنا لأمته قولَه: « ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع » [صحيح الجامع: 2068]، ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم في حادث الإسراء، أنه قال: « وأتيت بإناءين، في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر، فقيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن، فشربت، فقيل لي: هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر، غوت أمتك » [صحيح البخاري: 3437]، وفي بعض روايات ابن جرير رحمه الله أن جبريل قال: "أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل".
[٧] عباد الله، أما أنّنا لو نظرنا من منظورٍ أوسع لوجدنا أنّ مجتمعاً تنتشر فيه هذ الآفة، هو مجتمع هشّ، لا فائدة فيه من شبابه، فهم عالة عليه لا يُفيدون ولا يستفيدون، لا يُعمّرون بل يهدمون، وهي تدمّر أُسر بأكملها، وتورث الذلّ، والخزي، والعار، بل إنّ الله -تعالى- قد يسخط على أمّة بأكملها إن استحلّت الحرام، ويُنزل عليهم أشدّ العقوبات، قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). [١٠] [٧] أمّا في الآخرة فإنّ متعاطي المخدّرات والمسكرات لا يدخل الجنّة ولا يجد ريحها، بل إنّ الله قد أعدّ له نهراً من صديد في الناّر، يقول نبيّنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن شَرِبَ الخَمرَ لم تُقبَلْ له صَلاتُه أربَعينَ لَيلَةً، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ عادَ اللهُ له، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ، كان حَقًّا على اللهِ -تَعالى- أنْ يُسقِيَه من نَهَرِ الخَبالِ، قيل: وما نَهَرُ الخَبالِ؟ قال: صَديدُ أهْلِ النَّارِ). [١١] [٧] أيّها المسلمون، أيّها المسؤولون، أيّها المدرّسون، أيّها المصلحون، أيّها الآباء والأمّهات، أحسنوا تربية أبنائكم، وتخيّروا لهم أصدقاءهم، فانصحوا ونبّهوا وأبعدوهم عن طريق رفقاء السّوء، الذين يدلّون على طريق الهلاك والضّياع، وامنعوا عن أبنائكم التّدخين، فهو بداية طريق الإدمان، أيّها المسلمون اغرسوا في النّشأ حبّ الله - تعالى- ومخافته، ودلّوهم على الصّلاح، علّقوا قلوبهم بالقرآن الكريم، وبالصّلاة، وبالمساجد.
إِنَّ الْحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد، عِبادَ اللهَ: اتقُوا اللهَ تعالى, واعْلَمُوا أَنَّ الإنسانَ لا يكونُ إنساناً على الحقيقةِ, إلا إذا آمَنَ باللهِ ورسولِهِ وعَمِلَ صالِحًا, واشتَغَلَ بالسَّبَبِ الذي مِنْ أجْلِهِ خَلَقَه اللهُ, كَمَا قال تَعالَى: ( لَقَد خَلَقْنا الإنسانَ في أحسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْناه أَسْفَلَ سافِلِينَ * إلا الذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ), وقال تَعالَى في سُورَةِ العَصْرِ: ( والعَصْرِ * إنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ * إلا الذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ وتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وتَواصَوْا بالصَّبْرِ). هَذَا هُو الإنسانُ الحَقِيقِيُّ, وَأّمَّا مَنْ أَعْرَضَ عن ذلك, فَهُو فِي أَسْفَلِ سافِلِينَ, وإِنْ سَمَّاهُ الناسُ إنسانًا, وأَثْنَوْا عَلَيْه.