(وهو وضع مناقض تماماً لما عليه الحال راهناً، إذ يبدو بعض تلك الدول الأعضاء سعيدة وهي ترى بشار الأسد يقوم بإبادة الشعب السوري). وقال الملك فهد إنه لا يفهم الأسباب التي دفعت الدول المؤيدة لصدام حسين إلى تأييده، لأن بإمكانه بسهولة أن يفعل بها ما فعله بالكويت. وبدا واضحاً خلال المقابلة أن الملك فهد كان يشعر بخيبة أمل في موقف الملك حسين، أكبر من خيبة أمله في موقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي تشير وثائق أخرى بأرشيف الحكومة البريطانية إلى أنه على رغم أسلوبه المخادع، فإن الملك فهد ظل يغدق عليه المساعدات المالية. كما أشار الملك فهد إلى خيبة أمله في الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. بيد ان الملك فهد كان محباً للملك حسين، وكان يحرص على حمايته من كل المخاطر. وقدمت المملكة العربية السعودية دعماً غير مشروط للأردن. وكانت الدولة العربية الوحيدة في ذلك. وكانت الدولة الوحيدة في قمة بغداد التي تعهدت بجميع الالتزامات المالية للأردن. وكشف الملك فهد للوزير هيرد أن الملك حسين زاره قبل أربعة أشهر للحصول على دعم مالي. وعلى رغم انخفاض عائدات النفط آنذاك، فإن الملك فهد قرر دعم الملك حسين بـ 300 مليون دولار. وأضاف أن الأردن يأخذ نفطاً سعودياً مجاناً من خطوط أنابيب نقل النفط، وحين تفاقمت ديون السعودية على الأردن حتى بلغت 300 مليون دولار، أمر الملك فهد بن عبدالعزيز بشطبها.
هنأت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل السعوديين باليوم الوطني السعودي الـ91 على طريقتها الخاصة. وعبر صفحتها الرسمية بتويتر نشرت رغد صدام حسين، فيديو نادر لوالدها مع الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود. كل عام والمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بخير وعز من الله سبحانه. #اليوم_الوطني_السعودي — رغد صدام حسين (@RghadSaddam) September 24, 2021 رغد صدام حسين تهنئ السعودية وكتبت رغد صدام حسين في تغريدة بحسابها على تويتر "كل عام والمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بخير وعز من الله سبحانه". وأرفقت التغريدة بفيديو يظهر صدام في جولة بالسيارة داخل بغداد وإلى جانبه الملك فهد. كما يظهر الفيديو صدام حسين خلال تسليمه رشاش كلاشينكوف مطلي بالذهب هدية إلى الملك السعودي آنذاك. صدام حسين والملك فهد ويشار إلى أن هذه الزيارة يعود تاريخها إلى عام 1989، عندما توجه الملك فهد إلى بغداد مهنئا العراق بـ "انتصاره" في الحرب مع إيران (22 سبتمبر/أيلول 1980 – 20 أغسطس/آب 1988)، بحسب تقارير إعلامية سعودية. ويحتفل السعوديون في 23 سبتمبر من كل عام باليوم الوطني للسعودية والذي يؤرخ لذكرى تأسيس المملكة، في إشارة للمرسوم الملكي التاريخي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في مثل ذلك اليوم من عام 1932 ويقضي بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.
بدران يتذكر.. كيف تورطنا يعترف رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، أن الملك الحسين، رحمه الله، كان في حيرة من أمره تجاه الموقف من حرب الخليج الأولى العام 1991. فقد كان بين نارين؛ تعاطف شعبي واسع مع نظام صدام حسين من جهة، و"قوى دولية صاحبة قرار تضغط باتجاه أن يكون الموقف الرسمي الأردني ضد العراق"، يقول بدران في سلسلة "سياسي يتذكر" التي تواصل "الغد" نشر حلقاتها المثيرة والمهمة، من إعداد الزميل محمد الرواشدة. لكن الرئيس بدران، وفي آخر ما نُشر من حلقات، يكشف أن تأييد نظام صدام حسين لا يقتصر على تعاطف الشارع معه، وإنما كان سياسة رسمية معتمدة من قبل الملك ورئيس حكومته تحديدا. صحيح أن الملك الحسين بذل جهودا مضنية لإقناع الرئيس العراقي بالانسحاب من الكويت، وحاول جاهدا تجنب خيار الحرب والتدخل الأجنبي في المنطقة، لما لهذا التدخل من تبعات وخيمة على مستقبل الدول العربية. لكن عندما أخفق في ذلك، اختار الانحياز إلى جانب النظام العراقي، عوضا عن اتخاذ موقف آخر أكثر توازنا. ويظهر من المعلومات التي يسردها بدران أن الأردن قدّم كل ما يمكن من دعم وتشجيع للنظام العراقي في مواجهة احتمالات الحرب لتحرير الكويت من قبضته، ووصل الأمر إلى حد تقديم الدعم العسكري "تدريب الضباط العراقيين على تشغيل صواريخ هوك".
لكن طبعه الذي غلب تطبعه لم ينقذه من براثن النفوذ الإيراني والخضوع لميليشيا «حزب الله» اللبناني الإرهابي الذي يتبع إيران.