يعلّق ابن خَلِّكان على هذه القصة، فيقول: "هذه القصة لا صحة لها أصلاً" يقول في مادته عن أبي تمام (وفَيات الأعيان، ج2، ص 14-16): "إقدام عمرو في سماحة حاتم... في حلم أحنف في ذكاء إياس قال له الوزير: أتشبه أمير المؤمنين بأجلاف العرب؟ فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه وأنشد: لا تنكروا ضربي له من دونه... مثلاً شرودًا في الندى والباس فالله قد ضرب الأقل لنوره... مثلاً من المشكاة والنبراس.. فقال الوزير للخليفة: أي شيء طلبه فأعطه، فإنه لا يعيش أكثر من أربعين يومًا، لأنه قد ظهر في عينيه الدم من شدة الفكر، وصاحب هذا لا يعيش إلا هذا القدر. إقدام عمرو في سماحة حاتم .... في حلم أحنف في ذكاء إياس. فقال له الخليفة: ما تشتهي؟ قال: أريد المَوْصِل، فأعطاه إياها، فتوجه إليها، وبقي هذه المدة ومات. وهذه القصة لا صحة لها أصلاً. ".. يمضي ابن خلكان في ترجمته لأبي تمّام، ويقول: "وقد ذكر أبو بكر الصولي في كتاب "أخبار أبي تمام" ( ص 231- 232 ف. م)، أنه لما أنشد هذه القصيدة لأحمد بن المعتصم وانتهى إلى قوله: إقدام عمرو - البيت المذكور - قال له أبو يوسف يعقوب بن الصباح الكندي الفيلسوف، وكان حاضرًا: الأمير فوق من وصفت. فأطرق قليلاً، ثم زاد البيتين الآخرين، ولما أخِذت القصيدة من يده لم يجدوا فيها هذين البيتين، فعجبوا من سرعته وفطنته.
يعلّق ابن خَلِّكان على هذه القصة، فيقول: "هذه القصة لا صحة لها أصلاً" يقول في مادته عن أبي تمام (وفَيات الأعيان، ج2، ص 14-16): "إقدام عمرو في سماحة حاتم... في حلم أحنف في ذكاء إياس قال له الوزير: أتشبه أمير المؤمنين بأجلاف العرب؟ فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه وأنشد: لا تنكروا ضربي له من دونه مثلاً من المشكاة والنبراس فقال الوزير للخليفة: أي شيء طلبه فأعطه، فإنه لا يعيش أكثر من أربعين يومًا، لأنه قد ظهر في عينيه الدم من شدة الفكر، وصاحب هذا لا يعيش إلا هذا القدر. فقال له الخليفة: ما تشتهي؟ قال: أريد المَوْصِل، فأعطاه إياها، فتوجه إليها، وبقي هذه المدة ومات. وهذه القصة لا صحة لها أصلاً. " يمضي ابن خلكان في ترجمته لأبي تمّام، ويقول: "وقد ذكر أبو بكر الصولي في كتاب "أخبار أبي تمام" ( ص 231- 232 ف. م)، أنه لما أنشد هذه القصيدة لأحمد بن المعتصم وانتهى إلى قوله: إقدام عمرو - البيت المذكور - قال له أبو يوسف يعقوب بن الصباح الكندي الفيلسوف، وكان حاضرًا: الأمير فوق من وصفت. فأطرق قليلاً، ثم زاد البيتين الآخرين، ولما أخِذت القصيدة من يده لم يجدوا فيها هذين البيتين، فعجبوا من سرعته وفطنته. ولما خرج قال أبو يوسف، وكان فيلسوف العرب: هذا الفتى يموت قريبًا.
وكان ذكياً سريع البديهة، قوي الحجة فقد سمع يهودياً يقول: ما أحمق المسلمين، يزعمون أن أهل الجنة يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ولا يحدثون فقال له إياس: أفكل ما تأكله تحدثه؟ قال: لا. لأن الله تعالى يجعله غذاء، قال إياس فلمَ تذكر أن الله يجعل كل ما يأكله أهل الجنة؟ وغذاء أهل الجنة يذهب جشاء كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يستعجل ذكاءه في الأحكام الشرعية، التي تمر عليه في القضاء وله في السياسة الشرعية والفراسة وقائع عجيبة، قال ابن خلكان: قال حبيب: سمعت إياساً يقول: ما كلمت أحداً من أصحاب الأهواء، بعقلي كله، إلا القدرية فإني قلت لهم: ما الظلم بينكم؟ قالوا أن يأخذ الإنسان ما ليس له، فقلت لهم: فإن الله عز وجل له كل شيء. واستودع رجل رجلاً، من أمناء إياس مالاً، وخرج المستودع إلى مكة فلما رجع طلبه فجحده، وأتى أياساً فأخبره، فقال له إياس: أعَلمَ بك أحد أنك أتيتني؟ قال لا قال: فنازعته عند أحد،؟ قال لا لم يعلم بهذا أحد، قال: فانصرف واكتم أمرك، ثم عد إلى بعد يومين، فمضى الرجل فدعا إياس أمينه ذلك، وقال: لقد اجتمع عندنا مال كثير أريد أن أسلمه إليك أتحصين منزلك؟ قال: نعم. قال فأعدّ موضعاً للمال وقوماً يحملونه، فعاد الرجل إلى إياس، فقال له انطلق إلى الرجل فاطلب مالك، فإن أعطاك فذاك، وإن جحد فقل إنني أرفع الأمر إلى القاضي إياس، وشكوت له حالي، وأخبرته بأمري، فدفع إليه ماله، فرجع الرجل إلى إياس، فقال: قد أعطاني مالي، وجاء الأمين إلى إياس لوعده، فزبره وانتهره، وقال: لا تقربني يا خائن.