الدعاء عند رؤية الخاطب لا يوجد دعاء خاص بهذا الأمر تحديدًا، ولكن العديد من الأدعية في الكتاب والسنة تتضمن ذلك الأمر، وهي ما يفضل الدعاء بها بعد صلاة الاستخارة ، لكي يعرف كلًا من الخاطب والمخطوبة ما إن كان في ذلك الأمر خير أم شر، ويمكنهما أن يدعوان بهذا الدعاء: ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر، اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم).
ووليّ المرأة أبوها ثمّ وصيّه فيها ثمّ جدّها لأب وإن علا ثمّ ابنها ثم بنوه وإن نزلوا ثمّ أخوها لأبوين ثم أخوها لأب ثمّ بنوهما ثمّ عمّها لأبوين ثمّ عمها لأب ثمّ بنوهما ثمّ الأقرب فالأقرب نسبا من العصبة كالإرث، والسّلطان المسلم (ومن ينوب عنه كالقاضي) وليّ من لا وليّ له. والله تعالى أعلى وأعلم. 97 22 466, 569
وقال البخاري: "باب: ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة"، قال ابن حجر: "أي: باب بيان ما ورد دالًّا على أن الأعمال الشرعية معتبرة بالنية والحسبة"؛ [فتح الباري: (1/ 135)]. ولا مانع في سعيكِ لإحضار ما تحتاجينه من أجهزة للزوج قبل الخِطبة. ثالثًا: أما ما ذكرتِه من عوائق الزواج من مرض أو الانشغال بخدمة أحد الأبوين، فإن كان العائق المرض، فعلى حسب نوع المرض، هل هو مؤثِّر في الحياة الزوجية أو لا؟ فإذا كان مؤثِّرًا، فيجب الانتظار لحين الشفاء منه، وإن كان غير مؤثرٍ، فلا حرَج من الزواج، ويُنظر استشارة: ( الإخبار بالأمراض قبل الزواج)، لمعرفة الأمراض التي تمنع من الزواج. دعاء النكاح الشرعي للاسهم الامركيه. وأما إن كان العائق خدمة أحد الأبوين أو القيام بشؤون أسرتكِ، فعلى حسب حالك: إن كنتِ تحتاجين للزواج وقد تتعرضين للفتنة من العزوف عنه، فيجب عليكِ الزواج ويحرم عليكِ الامتناع، وإن كنتِ لا تحتاجين للزواج وتأمنين على نفسكِ من الفتنة، فلا حرج من تأخير الزواج، وإن كان الأَوْلَى تعجيله. قال البهوتي الحنبلي: "ويجب النكاح بنذرٍ، وعلى من يخاف بتركه زنًا، وقَدَرَ على نكاح حرةٍ - ولو كان خوفُه ذلك ظنًّا - من رجلٍ وامرأةٍ؛ لأنه يلزَمه إعفافُ نفسه، وصرفُها عن الحرام، وطريقُه النكاح"؛ [شرح منتهى الإرادات: (2/ 622)].
وضع اليد على رأس الزوجة ويدعو الدعاء الذي تم ذكره سابقاً وذلك لقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: ( ﺇﺫﺍ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﻴﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻟﻴﺪﻉ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﻟﻴﻘﻞ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ ﻭﺷﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ). دعاء النكاح الشرعي مايلي. ويستحب أن يصليا معاً ركعتين لأنه منقول عن السلف ﻭﺫﻟﻚ ﻷﺛﺮ: ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻮﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺃﺳﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ( ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻓﺪﻋﻮﺕ ﻧﻔﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻭﺣﺬﻳﻔﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻫﻠﻚ ﻓﺼﻞ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ). ويجب أن يدعو الزوج حين يأتي أهله أي حين مجامعة زوجته: ( ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺟﻨﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ. ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: "ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ خلفها ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ"، فعن ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻣﻦ ﺩﺑﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﺣﻮﻝ ﻓﻨﺰﻟﺖ الآية الكريمة:"ﻧﺴﺎﺅﻛﻢ ﺣﺮﺙ ﻟﻜﻢ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺣﺮﺛﻜﻢ ﺃنى ﺷﺌﺘﻢ"، ﺃﻱ ﻛﻴﻒ ﺷﺌﺘﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:(ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﺑﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺝ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ. قيام الزوجين بالوضوء بين الجماعين فإذا أتاها ثم أراد أن يعود إليها فمن المستحب أن يتوضأ، ولكن الغسل يكون في هذه الحالة أفضل من الوضوء، لأن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام طاف على نسائه ذات يوم يغتسل عند هذه وعند هذه، ويستطيع أن يغتسل الزوجين معاً، فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ:(ﻛﻨﺖ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﺃﻧﺎ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﺎﺀ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪ)ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
السؤال: ♦ الملخص: فتاة غير متزوجة تسأل: لو أن هناك ظروفًا معينة تَعوق الفتاة عن الزواج - كمرضٍ مثلًا، أو كونها القائمة على أسرتها - فهل لها أن تدعوَ الله أن يرزُقها الزواج والذرية الصالحة، أو تنصرِف عن الدعاء، وترضى بالواقع؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولًا: جزاكم الله خيرًا على هذه الشبكة المباركة. دعاء النكاح الشرعي لاستعمال لو. ثانيًا: أنا فتاة غير متزوجة، وأودُّ أن أسألَ عن أمر دَرَجَ عليه مجتمعي، وهو أن البنت تبدأ بشراء مستلزمات بيت الزوجية إذا ما وصلت لسنِّ الزواج، حتى وإن لم تُخطَب، فهل إذا قمتُ بهذا الأمر مع احتساب النية وهي التجهيز للزواج، فهل لي من أجرٍ، أو أن الأفضل لي الانتظار حتى أُخطَب؟ ثالثًا: لو أن هناك ظروفًا معينة تَعوق الفتاة عن الزواج - كمرضٍ مثلًا، أو كونها القائمة على أسرتها - فهل لها أن تدعوَ الله أن تتزوج ويرزُقها الذرية الصالحة، أو تنصرف عن الدعاء، وترضى بالواقع؟ أرجو من حضرتكم الردَّ في أقرب وقت. الجواب: أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد، وأن يرزُقكِ الزوج الصالح. ثانيًا: لا شك أن كل أفعال المرء مع نيته الحسنة والإخلاص يُؤجَر عليها، فمساهمة المرأة في تأسيس بيت الزوجية واحتساب الأجر عند الله، من أعمال البر، وإن كان ليس فرضًا عليها، فهذا مما عمَّت به البلوى في عاداتنا الاجتماعية؛ فالأصل أن الزوج هو من يؤسِّس بيت الزوجية، لكن إن فعلت تؤجَر وتُحمد؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ولكل امرئٍ ما نوى))؛ [البخاري: (1)].