وليكثر من كلمة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. فإنها الكلمة الطيبة، والقول الثابت والكلمة الباقية، والعروة الوثقى، وكلمة التقوى، وأفضل الأعمال، وأفضل ما قاله النبيون، وأفضل الذكر. وليحرص الحاج على التضرع لله تعالى، والتذلل والخشوع، والضعف والخضوع، والافتقار والانكسار، وتفريغ الباطن والظاهر من كل مذموم، ورؤية عيوب نفسه وجهلها وظلمها وعداونها، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه، ورحمته وجوده، وبره وغناه وحمده. أفضل ذكر يحبه الله.. تعرف على أفضل الأذكار وأماكن الذكر. وليكن في هذا الموقف حاضر الخشية، غزير الدمعة، فرقا من ربه جل وعلا، مخبتاً إليه سبحانه، متواضعاً له، خاضعاً لجنابه، منكسراً بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته ويحاسب نفسه، ويجدد توبة نصوحاً، وليخلص التوبة من جميع المخالفات مع البكاء على سالف الزلات، خائفاً من ربه جل وعلا، مشفقاً وجلا باكياً نادماً مستحياً منه تعالى، ناكس الرأس بين يديه، منكسر القلب له. يدخل على ربه جل جلاله من باب الافتقار الصرف، والإفلاس المحض، دخول من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع، وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة إلى به تبارك وتعالى.
↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:3356، حسن.
وفي الترميذي: دعوة أخي ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت(لآ إله إلآ آنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فانه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له. وهكذا الأدعية النبوية على قائلها افصل الصلاة والسلام: ومنه قوله في دعاء الكرب( لا اله إلا الله العظيم الحليم لا اله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم) رواه البخاري ومسلم فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء ، أفضل واقرب إلى الاجابه من الدعاء المجرد ، فان أنضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته، وافتقاره واعترافه، كان ابلغ في الإجابة وأفضل، فانه يكون قد توسل إلى المدعو بصفات كماله وإحسانه وفضله ، وعرض بل صرح بشدة حاجته وضرورته وفقره ومسكنته.
[٤] كلمتان خفيفتان على اللسان ، قال النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ). [٥] كنز من كنوز الجنة ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألَا أدُلُّكَ على كلِمَةٍ مِنْ تحتِ العرشِ، مِنْ كنزِ الجنةِ ؟ تقولُ: لا حولَ ولَا قوةَ إلَّا باللهِ، فيقولُ اللهُ: أسلَمَ عبدي واسْتَسْلَمَ). [٦] الصلاة على النبي الكريم ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من ذُكِرتَ عندَهُ فلم يصلِّ عليكَ فَماتَ فدخلَ النَّارَ فأبعدَهُ اللَّهُ). [٧] آيات قرآنية تحث على الذكر في هذا الباب آيات كثيرة تحث وترغب بالذكر وتبين أجر الذاكرين، ومنها ما يأتي: قال -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُون). [٨] قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ). [٩] قال -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). [١٠] قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا).