تاريخ النشر: السبت 6 رجب 1425 هـ - 21-8-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 52329 41561 0 297 السؤال في قوله تعالى ما معنى لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر -الآية- ما معنى كلمة نفد وما الفرق بينها وبين نفذ بالذال؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن معنى نفد فنى وذهب، كذا قال صاحب اللسان ونقل عن الزجاج أنه قال في قول الله تعالى: مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ -أي ما انقطعت ولا فنيت، ولا علاقة بينها وبين نفذ بالذال المعجمة. فنفذ بالذال المعجمة تأتي بمعنى خرج ومضى وجاز، يقال نفذ الشيء من الشيء إذا خلص منه وخرج كما يخرج السهم من الرمية، وأنفذ وصية أبيه أمضاها، وأمره نافذ أي ماض مطاع، قال المفسرون في قوله تعالى: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ {الرحمن:33}، أي إن قدرتم أن تخرجوا، كذا قال الشوكاني والبيضاوي في تفسيريهما، وابن منظور في اللسان. التفريق بين الفعلين (نفد) و(نفذ). وأما معنى الآية فقد بينه ابن كثير في تفسيره فقال: يقول تعالى: قل يا محمد: لو كان ماء البحر مداداً للقلم الذي يكتب به كلمات الله وحكمه وآياته الدالة عليه، لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك، ولو جئنا بمثله أي بمثل البحر آخر، ثم آخر وهلم جرا بحور تمده ويكتب بها، لما نفدت كلمات الله، كما قال تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
المحكم والمحيط الأعظم [ن ف د] نَفِدَ الشَّيءُ نَفَداً، ونَفاداً: فَنِيَ وذَهَبِ. وفي التَّنْزِيلِ: {ما نفدت كلمات الله} [لقمان: 27]. قالَ الزَّجّاجُ: مَعْناهُ ما انْقَطَعَتْ ولا فَنِيَتْ، ويُرْوَى أَنَّ المُشْرِكِينَ قالُوا في القُرآنِ: إنَّ هذا الكَلام سَيْنفَدُ ويَنْقَطِعُ، فأَعْلَمَ اللهُ أَنَّ كلامَه وحِكْمَتَه لا تَنْفَدُ. وأَنْفَدَهُ واسْتَنفَدَهَ. وأَنْفَدَ القَوْمُ: نَفِدَ زادُهُم. وأَنْفَدَتِ الرَّكَّيةُ: ذَهَبَ ماؤُها. والمُنافِدُ: الذي يُحاجُّ صاحِبَه حَتّى يَقْطَعَ حُجَّتَه وتَنْفَدَ. قالَ بَعْضُ الدُّبَيْرِيِّينَ: (وهو إِذا ما قِيلَ: هَلْ مِنْ وافِدِ... ) (أو رَجُلٍ عن حَقِّكُمْ مُنافِدِ... ) (يَكُونُ للغائِبِ مِثْلَ الشّاهِد... ) وانْتَفَدَ عن عَدْوِه: اسْتَوْفاهُ، قال أبو خِراشٍ يَصِفُ فَرَساً: (فاَلْجَمَها فأَرْسَلَها عَلَيْه... ووَلَّي فهو مُنْتَفِذٌ بَعِيدُ) وَقعَد مُنْتَفِداً: أي مُنْتَحِياً، هذه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ. المعجم الوسيط (نفد) الشَّيْء نفدا ونفادا فني وَذهب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قل لَو كَانَ الْبَحْر مدادا لكلمات رَبِّي لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي} المحيط في اللغة نفد نَفِدَ الشيْءُ: فَنِيَ؛ نَفَاداً ونافِداً ونُفُوْداً.
من أشهر الكلمات التي تدل على هذا الأمر والتي يختلط كثير من الناس في التفرقة بينهم، وهي كلمتين (نفد-نفذ) يختلفان في نقطة واحدة حولت الدال إلى ذال وجعلت بينهم اختلاف كبير في المعنى. التفرقة بين نفد ونفذ معني نفد نفد بالدال كما ورد على لسان العرب أنها تعني: انتهاء الشيء وخَلًص الشيء فني، وحيث يقال: نفد الشيء نفداً أو نفاداً، وقد ورد في القرآن الكريم في سورة الكهف أية 105 قول الله سبحانه وتعالى (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)، وهذه الآية نزلت لترد على المشركين أن كلام الله هذا الذي ينزل على نبيه محمد سينفد ويَخلِص، فكان الرد البليغ من الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة بأن كلام الله لا ينفد ولا ينتهي ولو أن البحر إذا تحول إلى حبر ليكتبوا به كلام الله لن ينفد كلام الله. وقال الله سبحانه وتعالي في سورة النحل أية 96 (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وفي سورة لقمان أية 27 قال تعالي (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ أن اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) قوله تعالى: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا قوله تعالى: ووضع الكتاب الكتاب اسم جنس ، وفيه وجهان: أحدهما: أنها كتب الأعمال في أيدي العباد; قاله مقاتل. الثاني: أنه وضع الحساب; قاله الكلبي ، فعبر عن الحساب بالكتاب لأنهم يحاسبون على أعمالهم المكتوبة.
قال تعالى: ﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه، ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك أحدا﴾ [الكهف: 49]. المحور الثاني: أهمية الإيمان بالبعث والأدلة عليه: 1-أهمية الإيمان بالبعث: الإيمان بالبعث واجب لا يقبل الله إيمان عبد إلا به وهو جزء من أحداث يوم القيامة، أي الركن السادس من أركان الإيمان، المسمى باليوم الآخر، والمسمى بيوم القيامة، والمسمى بيوم البعث، ومن أسمائه أيضا: اليوم الآخر ويوم القيامة. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدًا. 2- الأدلة الشرعية على حدوث البعث: من الأدلة الشرعية عليه، قوله تعالى: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [التغابن:7]، وجاء في صحيح مسلم: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس، فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر». 3-الأدلة العقلية على حدوث البعث: • الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة. • الاستدلال على البعث بخلق السموات والأرض.
كتاب: الجدول في إعراب القرآن. إعراب الآية رقم (45): {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (45)}.
الإعراب: (المال) مبتدأ مرفوع (البنون) معطوف على المال بالواو وعلامة الرفع الواو (زينة) خبر مرفوع (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) مثل السابق، الواو عاطفة (الباقيات) مبتدأ مرفوع (الصالحات) نعت للباقيات مرفوع (خير) خبر مرفوع (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير) (ربّك) مضاف إليه مجرور.. والكاف ضمير مضاف إليه (ثوابا وخير أملا) مرّ إعراب نظيرها. جملة: (المال.. زينة... وجملة: (الباقيات.. خير... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. تصنيف الذنوب في كتب السلف - إسلام أون لاين. 47- الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (نسيّر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الجبال) مفعول به منصوب الواو عاطفة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (الأرض) مفعول به منصوب (بارزة) حال منصوب الواو حاليّة (حشرناهم) فعل ماض وفاعله، و(هم) ضمير مفعول به الفاء عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (نغادر) مضارع مجزوم، والفاعل نحن للتعظيم (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (أحدا) وهو مفعول به منصوب. وجملة: اذكر (يوم... وجملة: (نسيّر... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (ترى... ) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نسيّر.
وهذا الفن هو: أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر في حكم واحد، وهذا الذي هو واضح في الآية الكريمة، حيث جمع المال والبنون في حكم واحد، وهو زينة الحياة الدنيا. 2- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: (يا وَيْلَتَنا). نداء لهلكتهم التي هلكوها من بين الهلكات، فإن الويلة كالويل الهلاك، ونداؤها على تشبيهها بشخص يطلب إقباله، كأنه قيل: يا هلاك أقبل فهذا أوانك. 3- استعمال العام في النفي والخاص في الإثبات: في قوله تعالى: (مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف - الآية 49. فإن وجود المؤاخذة على الصغيرة، يلزم منه وجود المؤاخذة على الكبيرة فكان الظاهر لا يغادر كبيرة ولا صغيرة، بناء على ما قالوا من أن الترقي في الإثبات يكون من الأدنى إلى الأعلى، وفي النفي على عكس ذلك، إذ لا يلزم من فعل الأدنى فعل الأعلى، بخلاف النفي. لكن قال المحققون: هذا إذا كان على ظاهره، فإن كان كناية عن العموم كما هنا- وقولك ما أعطاني قليلا ولا كثيرا- جاز تقديم الأدنى على الأعلى في النفي.. إعراب الآية رقم (50): {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50)}.
جملة: اذكر (إذ قلنا... ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (قلنا... ) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (اسجدوا... وجملة: (سجدوا... ) في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا وجملة: (كان من الجنّ... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (فسق... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من الجنّ وجملة: (تتّخذونه... ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (وهم لكم عدوّ... ) في محلّ نصب حال وجملة: (بئس للظالمين... الصرف: (بدلا)، الاسم من بدل يبدل باب نصر، وهو العوض أو الخلف بمعنى البديل، وزنه فعل بفتحتين.
وذكر عن الحليمي، كما في الزواجر عن اقتراف الكبائر أنه قال: ما من ذنب إلا وفيه صغيرة وكبيرة وقد تنقلب الصغيرة كبيرة بقرينة تضم إليها، وتنقلب الكبيرة فاحشة بقرينة تضم إليها إلا الكفر بالله تعالى فإنه أفحش الكبائر وليس من نوعه صغيرة. وهنالك تقسيم رباعي لدرجات الذنوب ودركاتها ذكره ابن القيم في كتابه الداء والدواء وهو أن الذنوب منها ما هو ملكي، ومنها ما هو شيطاني، ومنها ما هو سبعي، ومنها ما هو بهيمي، قال: ولا تخرج عن ذلك. الذنوب الملكية: أن يتعاطى ما لا يصح له من صفات الربوبية: كالعظمة، و الكبرياء، و الجبروت، و القهر، والعلو، واستعباد الخلق، ومن هذا النوع الشرك بالله تعالى…، و هذا القسم أعظم أنواع الذنوب. الذنوب الشيطانية: هي التشبه بالشيطان في الحسد، والبغي، والغش، والغل، والخداع، والمكر، والأمر بمعاصي الله و تحسينها، و النهي عن طاعته وتهجينها، والابتداع في دينه، والدعوة إلى البدع و الضلال. و هذا النوع يلي النوع الأول في المفسدة، و إن كانت مفسدته دونه. الذنوب السبعية: ومنها العدوان، والغضب، وسفك الدماء، والتوثب على الضعفاء و العاجزين، والجرأة على الظلم، و العدوان. الذنوب البهيمية: وهي الشره، والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج، ومنها يتولد: الزنا، و السرقة، و أكل أموال اليتامى، و البخل، والشح، والجبن، والهلع، وغير ذلك.