وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال: إن الله تعالى ذكره ، أمر نبيه أن يجعل فراغه من كل ما كان به مشتغلا من أمر دنياه وآخرته ، مما أدى له الشغل به ، وأمره بالشغل به إلى النصب في عبادته ، والاشتغال فيما قربه إليه ، ومسألته حاجاته ، ولم يخصص بذلك حالا من أحوال فراغه دون حال ، فسواء كل أحوال فراغه ، من صلاة كان فراغه ، أو جهاد ، أو أمر دنيا كان به مشتغلا لعموم الشرط في ذلك من غير خصوص حال فراغ دون حال أخرى. وقوله: ( وإلى ربك فارغب) يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك دون من سواه من خلقه ؛ إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( وإلى ربك فارغب) قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى الله. سورة الشرح تفسير للاطفال. [ ص: 498] حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( وإلى ربك فارغب) قال: اجعل رغبتك ونيتك إلى ربك. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( وإلى ربك فارغب) قال: إذا قمت إلى الصلاة.
التفسير الجزء اسم السوره نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى. وكأنها تكملة لها. فيها ظل العطف الندي. وفيها روح المناجاة الحبيب. وفيها استحضار مظاهر العناية. واستعراض مواقع الرعاية. وفيها البشرى باليسر والفرج. وفيها التوجيه إلى سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق.. {ألم نشرح لك صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك؟ ورفعنا لك ذكرك؟} وهي توحي بأن هناك ضائقة كانت في روح الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر من أمور هذه الدعوة التي كلفها، ومن العقبات الوعرة في طريقها؛ ومن الكيد والمكر المضروب حولها.. توحي بأن صدره صلى الله عليه وسلم كان مثقلاً بهموم هذه الدعوة الثقيلة، وأنه كان يحس العبء فادحاً على كاهله. وأنه كان في حاجة إلى عون وزاد ورصيد.. تفسير سورة الشرح للأطفال. ثم كانت هذه المناجاة الحلوة، وهذا الحديث الودود! {ألم نشرح لك صدرك؟}.. ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة؟ ونيسر لك أمرها؟. ونجعلها حبيبة لقلبك، ونشرع لك طريقها؟ وننر لك الطريق حتى ترى نهايته السعيدة! فتش في صدرك ألا تجد فيه الروْح والانشراح والإشراق والنور؟ واستعد في حسك مذاق هذا العطاء، وقل: ألا تجد معه المتاع مع كل مشقة والراحة مع كل تعب، واليسر مع كل عسر، والرضى مع كل حرمان؟ {ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك}.. ووضعنا عنك عبئك الذي أثقل ظهرك حتى كاد يحطمه من ثقله.. وضعناه عنك بشرح صدرك له فخف وهان.
[ ص: 490] [ ص: 491] [ ص: 492] [ ص: 493] بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى: ( ألم نشرح لك صدرك ( 1) ووضعنا عنك وزرك ( 2) الذي أنقض ظهرك ( 3) ورفعنا لك ذكرك ( 4) فإن مع العسر يسرا ( 5) إن مع العسر يسرا ( 6) فإذا فرغت فانصب ( 7) وإلى ربك فارغب ( 8)). يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، مذكره آلاءه عنده ، وإحسانه إليه ، حاضا له بذلك على شكره ، على ما أنعم عليه ؛ ليستوجب بذلك المزيد منه: ( ألم نشرح لك) يا محمد ، للهدى والإيمان بالله ومعرفة الحق ( صدرك) فنلين لك قلبك ، ونجعله وعاء للحكمة: ( ووضعنا عنك وزرك) يقول: وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك ، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها ، وهي في قراءة عبد الله فيما ذكر: ( وحللنا عنك وقرك الذي أنقض ظهرك) يقول: الذي أثقل ظهرك فأوهنه ، وهو من قولهم للبعير إذا كان رجيع سفر قد أوهنه السفر ، وأذهب لحمه: هو نقض سفر. تفسير سورة الشرح. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله: ( ووضعنا عنك وزرك) قال: ذنبك.
يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) وقوله: ( يوم لا ينفع مال ولا بنون) أي: لا يقي المرء من عذاب الله ماله ، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا: ( ولا بنون) ولو افتدى بمن في الأرض جميعا ، ولا ينفع يومئذ إلا الإيمان بالله ، وإخلاص الدين له ، والتبري من الشرك; ولهذا قال: ( إلا من أتى الله بقلب سليم) أي: سالم من الدنس والشرك. قال محمد بن سيرين: القلب السليم أن يعلم أن الله حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور.
أجريت هذه الدراسة على شرائح اجتماعيَّة، بعضهم أنفق المالَ على نفسه وآخرين أنفقوه على غيرهم، وخلصت إلى أن الإنفاق على الغير يبعث على السعادة أكثر بكثير من الأنانيَّة والإنفاق على النفس. المال يصنع السعادةَ عندما نشاركه غيرنا والدّين يحث وينصح: تهادوا تحابوا، وسّعوا على عيالكم، "خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها". أنماط عدة من العطاء، كلها ينابيع سعادة تجتمع قبيل حلول يوم العيد. ينابيع تزرع البهجةَ في المحتاج وتخلق من العطاءِ حالةً من السمو وسعادةً أكبر عند المعطي! نتيجة قال عنها الإمامُ علي بن أبي طالب عليه السلام: "مسرّة الكرام في بذلِ العطاء، ومسرة اللئام في سوءِ الجزاء". وأيضًا "لذة الكرام في الإطعام، ولذة اللئامِ في الطعام"، وهو الذي كان الإنفاق عنده لذَّة وشهوةً وطاعة. عن حبيب بن أبي ثابت: جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) عسلٌ وتين من همدان وحلوان، فأمر العرفاءَ أن يأتوا باليتامى، فأمكنهم من رؤوسِ الأزقاق يلعقونها وهو يقسمها للنَّاس قدحًا قدحًا، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما لهم يلعقونها؟ فقال: إن الإمام أبو اليتامى، وإنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله. العطاء يجلب السعادةَ للمؤمن وغيره في الدنيا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. الابن السائل. من عرف ربه فقد وضع قدمه على الطريق الصائب، ولاشك أن طريق النور هو طريق الهداية والإيمان. وأنت حق لك أن تتألم ، فقد ارتكبت الإثم في خير الأوقات وأعظم الأيام، أيام القرآن والإيمان، وإنما هو تسويل هوى نفسك وشياطين الإنس، وضعف القلب.. ولا يبدأ طريق الهدى إلا بالطهارة، والطهارة طهارتان: قلبية وظاهرية ، والمؤمن طاهر القلب طاهر الجسد. يوم لا ينفع مال ولا بدون مرز. والله سبحانه وتعالى يأمر عباده بالقلب السليم وبتعهد أمراضه {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، والقلب السليم هو ما سلم من الشبهات والشهوات ، فسلم من كل شبهه تخالف خبره ومن كل شهوة تخالف أمره. وقد أمر سبحانه بالقرب إليه وأجزل العطية للتائبين العابدين ، وعلم سبحانه ضعف الإنسان ووهنه ، ففتح أبواب التوبة ، وشجع على الأوبة.. وقال كما في الحديث القدسي "عبدي لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة" ، وقال سبحانه في كتابه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}.
ولهذا فكل سير بالجوارح لا يتقدمه ولا يصاحبه سير القلب لله لا قيمة له ولا أثر ولا يرفع العبد عند ربه, بل قد يكون وبالا على صاحبه وقد يكون سببا في هلاكه إن افتقر ذلك العمل للإخلاص لله في قلب العبد, فيروي مسلم في صحيحه عن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ، ورجل قتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال. فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال: بلى ، يارب. قال: فماذا عملت فيما علمت ؟ قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ، فيقول الله: كذبت ، وتقول الملائكة: كذبت ، ويقول الله له: بل أردت أن يقال فلان قارئ. وقد قيل ذلك. الجوع في رمضان إذ يربّينا على العطاء والقناعة – الشروق أونلاين. ويؤتى بصاحب المال. فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج لأحد. قال: بلى ، يارب قال: فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق. قال: كذبت ، وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول الله: بل أردت ان يقال: فلان جواد. فقد قيل ذلك. ثم يؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله: فبماذا قتلت ؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت.
السير سير القلوب أسفار الدنيا تقطع بسير الجوارح, لكن أسفار الآخرة لا يكفيها سير الجوارح بل لابد وأن يتقدمها سير القلوب إلى ربها وخالقها, فلا يعتقد مؤمن أنه سيره إلى الله بجوارحه فقط عند التزامه الطاعات وابتعاده عن المنكرات سيوصله إليه سبحانه, بل أن السير الأول والاهم والأكثر خطورة والأعظم أثرا هو سير القلب. فالقلب محل نظر الله عز وجل, وهو أساس قبول وتفاضل الأعمال, فالله عز وجل لا يقبل في الآخرة إلا القلب السليم فقال سبحانه " يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ", ويروي مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ". ويتقبل الله العمل القليل من القلب المنيب ويثيب عليه الأجر الجزيل, ولا يقبل العمل الكبير من قلب غير مخبت لربه, فكما قال ربنا سبحانه " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ", فالله غني عن صدقة من يتصدق بها ثم يمن على عباد الله بفساد في قلبه.
من هنا نرى تأكيد القرآن الكريم في العديد من آياته يشدد على ضرورة العلم والمعرفة مثل قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾. وبالرجوع إلى أحاديث المعصومين عليهم السلام نجد الوفرة من النصوص التي تؤكد على ضرورة التفقه في الدين لأنه سبيل النجاة عند الله عز وجل، ومنها: 1- تفقهوا في الحلال والحرام وإلا فأنتم أعراب. 2- من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: ".. ابتدئك بتعليم كتاب الله عز وجل وتأويله، وشرائع الإسلام وأحكامه، وحلاله وحرامه، لا أجاوز ذك بك إلى غيره". 3- حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب وفضة. 4- ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام. يوم لا ينفع مال ولا بنون. 5- قال رجل للإمام الصادق عليه السلام: "إن لي ابناً قد أحب أن يسألك عن حلال وحرام، لا يسألك عما لا يعنيه، فقال: وهل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال والحرام". ولذا نجد الحث والتشجيع على طلب العلم قبل العمل، ومن الأحاديث الواردة في هذا المجال: 1- من عمل بما يعلم علمه الله ما لم يعلم.
القائمة الرئيسية بحث العربية English français Bahasa Indonesia Türkçe فارسی español Deutsch italiano português 中文 دخول الرئيسة استكشف "البرازيل" السعودية مصر الجزائر المغرب القرآن الدروس المرئيات الفتاوى الاستشارات المقالات الإضاءات الكتب الكتب المسموعة الأناشيد المقولات التصميمات ركن الأخوات العلماء والدعاة اتصل بنا من نحن اعلن معنا الموقع القديم جميع الحقوق محفوظة 1998 - 2022 آية هزتني: يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا... منذ 2014-02-08 فيديو MP4 مشاهدة جودة قياسية تحميل (13. 2MB) مشاري بن راشد العفاسي صاحب صوت شجي يحي صلاة القيام في المسجد الكبير بدولة الكويت 126 7 157, 847 التصنيف: تلاوات مرتلة المصدر: فريق عمل طريق الإسلام القناة: القرآن الكريم وعلومه مواضيع متعلقة... بِقَلْبٍ سَلِيم أحمد قوشتي عبد الرحيم من دعاء إبراهيم عليه السلام أبو الهيثم محمد درويش [5] النافع الوحيد قلبٌ سليمٌ مدحت القصراوي قلب سليم (1) سارة خليفة سورة الكهف كاملة... للشيخ مشاري راشد.. قناة المجد للقرآن هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟ نعم أقرر لاحقاً