ها قد بدأت آخر جُمعة من شهر رَمضان جمعة فيها الفرج والخير والنصر بإذن الله، جمعة فيها الأمان والسلام وقبول الأعمال يا رب. إنها آخر جُمعة من شهر رَمضان فلا تجعل لنا فيها يا الله ذنبًا إلا غفرته ولا مريضًا إلا شافيته، ولا محتاجًا إلا قضيت حاجته، فأنت ارحم الراحمين بنا. إنها آخر جُمعة من شهر رَمضان يا الله ونحن الفقراء إليك، فلا تصرفنا عن بابك، ولا تأخذنا بذنوبنا، واغفر لنا خطايانا وزلاتنا ونسياننا وارحم ضعفنا يا ملك الملوك. اللهم إنها آخر جُمعة في شهر رَمضان المبارك فلا تجعل الدنيا في أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وأحسن خواتيمنا بالصالحات الباقيات يا عزيز يا غفار يا جبار. خطبة قصيرة عن العدل - ملتقى الخطباء. نسألك اللهم في آخر جُمعة من شهر رَمضان المبارك أن تجمع قلوبنا وقلوب المسلمين على دينك، وأن تعيننا على الاعتصام بحبلك، وأن لا تفرق جماعتنا أبدًا. شاهد أيضًا: خطبة جمعة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر مكتوبة رسائل انها اخر جمعة في رمضان باقة من الرسائل الجميلة والمؤثرة عن إنها آخر جمعة في شهر رمضان المبارك مناسبة لمختلف تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي تجدونها تاليًا: إنها آخر جُمعة من شهر رَمضان المبارك فأرسل لكم فيها أحبتي من الدعوات والأمنيات ما يسر خواطركم بإذن الله، وكل عام وأنتم بألف خير.
[11] انظر: قوت القلوب، لأبي طالب المكي (2/ 83). [12] انظر: تفسير السعدي، (ص 91). [13] انظر: المصدر نفسه، (ص 870). [14] انظر: المصدر نفسه، (ص 298). [15] انظر: تفسير ابن كثير، (3/ 534). [16] تفسير ابن كثير، (5/ 256). [17] تفسير السعدي، (ص 728). [18] انظر: المصدر نفسه، (ص 500).
فمتى عدل الرعاة, والمعاملون في المعاملات، صلحت الأمور، واتسعت دائرة الأسباب والتجارات، ومتى رُفِع من المعاملة روح العدل والأمانة، وحلّ محله البخس والغش, والتطفيف والخيانة، فمنع الإنسان ما عليه، واستوفى ما له, قال تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) [المطففين:1-5]. ويلٌ لهم مما يترتب من على البخس والتطفيف من العقوبات، وما يرفع بذلك من الخيرات والبركات، وما يتوقف بسببه كثير من المعاملات النافعات. كل معاملة فقدت العدل, فهي معاملة ضارّة، قال تعالى: (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [الشعراء:183]. وقال صلى الله عليه وسلم:" ليس منّا من غشنا". فالغش والمعاملات الجائرة, ليست من الدين, وصاحبها متعرض لعقوبة رب العالمين. خطبة الجمعة: التقوى وصية الله للأولين والآخرين. والعدل يكون في الحقوق الزوجية، فعلى كل واحد من الزوجين معاشرة الآخر بالمعروف. فمتى قام كل منهما بما عليه, التأمت الزوجية, وتم لهما حياة سعيدة طيبة، وحصلت الراحة, وحلّت البركة، ونشأت العائلة نشأة حميدة.
4- بالتقوى يُقبل العمل: قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]. وهم الذين (يكون عملُهم خالِصاً لوجه الله، مُتَّبِعين فيه لِسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم) [9]. قال عامر: (لَحَرْفٌ في كتاب الله أُعْطاه أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. خطبة مؤثرة عن رمضان مكتوبة – لاينز. فقيل له: وما ذاك يا أبا عمرو؟ قال: أنْ يجعلني اللهُ من المتقين؛ فإنه قال: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ﴾) [10]. وأمَّا غير المُتَّقين، فيُقال لهم: ﴿ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 53]. 5- التقوى عُنوانُ الكرامة: بالتقوى يُصبح المرءُ كريماً عند الله تعالى، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]. فالمُتَّقون درجات، وعلى حسب تفاوتهم في التقوى؛ يتفاضلون في الكرامة عند الله تعالى. فأكرُمهم عند الله أشدُّهم اتِّقاءً له؛ بأداء الفرائض واجتناب المعاصي، والله عليمٌ بالمتقين، خبير بهم [11]. 6- التقوى خَيرُ زاد: قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
9- التقوى وِقايةٌ من الذنوب: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]. يُخبر تعالى عن عباده المتقين أنهم إذا مسَّهم طائِفٌ من الشيطان بالوسوسةِ أو الهمِّ بالمعصية أو ارتكابِها؛ تذكَّروا عِقابَ الله، وجزيلَ ثوابه، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله تعالى، ورجعوا إليه من قريب، ﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ أي: قد استقاموا، وصَحَوا مِمَّا كانوا فيه [15]. الخطبة الثانية الحمد لله... أيها المسلمون.. ومن فضائل التقوى: 10- مَحبَّةُ اللهِ ونُصْرتُه للمُتَّقين: فتقوى الله سببٌ لِمَحبَّتِه، ونُصرتِه التي حُرِمَ منها كثير من المسلمين، قال سبحانه: ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]؛ وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]. 11- التقوى مَنجاةٌ من المهالك: في الدنيا والآخرة، قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72].
فتقوى الله هي مِفتاحُ مغاليقِ القلوب والعقول، وتقوى الله وسيلةٌ إلى حصول العلم. وأوضحُ مثالٍ عليه؛ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: أي: عِلْمًا تُفَرِّقون به بين الحقائقِ، والحقِّ والباطل [6]. قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: (إنما قَصر بنا عن علمِ ما جهلنا؛ تقصيرُنا في العمل بما عَلِمنا. ولو عَمِلْنا ببعض ما عَلِمْنا؛ لأورثنا عِلْمًا لا تقوم به أبدانُنا، قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ ﴾) [7]. 3- التقوى نورٌ يُضيءُ الطريق: قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]. قال ابن عثيمين - رحمه الله -: (وفي هذا دليلٌ على أن التقوى من أسباب حصول العلم، وما أكثر الذين يَنْشُدون العلم، وينشدون الحِفْظ، ويطلبون الفهم؛ فنقول: إنَّ تحصيله يسير، وذلك بتقوى الله - عز وجل - وتحقيقِ الإيمان، الذي هو مُوجِبُ العلم، فاعملْ بما عَلِمْتَ؛ يحصلْ لك عِلْمُ ما لم تعلم، فتقوى الله - عز وجل - من أسباب زيادة العلم ولا شك، ولهذا قال: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾ أي: تَسِيرون به، أي: بسببه سَيْراً صحيحاً، يوصِلُكم إلى الله عز وجل) [8].
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة, طبت حيا وميتا للشيخ: صالح بن عواد المغامسي طبت حيا وميتا - (للشيخ: صالح بن عواد المغامسي) لقد رفع الله قدر نبينا صلى الله عليه وسلم، وأنزله منزلة عظيمة لم تكن ولا تنبغي لأحد من خلقه سواه، وجعل حياته سيرة عطرة ضمَّنها كل إشراقة في جوانب الحياة، ثم جعله أسوة حسنة لمتبعيه يتأسون به في خصال الخير كلها، ومن جملتها تفريغ القلوب لمحبة الله تعالى، والشفقة والرحمة بالمؤمنين، ودعوة الناس إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيان عظمة الوقوف بين يدي الله تعالى، وزينه تعالى بكل حميد من الأعمال والأقوال والصفات الخلقية والخُلقية، فطاب صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً. عظيم منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
فهؤلاء حمقى، فكل أموالهم وتجارتهم في أرضنا، وليس بيننا وبينهم حرب، فتركوا هذا كله وأتوا لنبينا صلى الله عليه وسلم وتعرضوا له، وكان بإمكان حكومتهم من أول الأمر أن تعتذر اعتذاراً رسمياً فينتهي الموضوع، ولكن لأمر قدره الله اجتمعت الأمة كلها، فيخرج في جاكرتا وفي إندونيسيا وفي تركيا قوم ليسوا عرباً، ولا يجمعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم نسب، ويرفعون الشعارات التي تعادي من يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يعلم الناس أنه لا يوجد رابطة ولا سبب أعظم من رابطة العقيدة. فأنت حين تصلي على طفل ميت تقول في دعائك: وألحقه بكفالة أبيه إبراهيم في الصالحين، فكل طفل مسلم يموت دون البلوغ إلى قيام الساعة في كفالة إبراهيم عليه السلام، مع أن إبراهيم ليس جده ولا أباه، ووالد إبراهيم -وهو آزر - لا ينتفع بأي شيء من إبراهيم، فما الذي ربط بين إبراهيم وهؤلاء الأبناء وفصل بين إبراهيم وأبيه؟ إنه الإيمان، فالعلاقة بين إبراهيم وأبناء المسلمين علاقة أخوة في الدين، ولا توجد علاقة بين إبراهيم وأبيه آزر. فهذه الحملة التي فعلها هؤلاء الدنمركيون بينت للناس عموماً أنه لا يوجد رابطة أعظم من رابطة العقيدة، والذي يتأمل بوجه إنصاف سيجد أن الأمة قلما اجتمعت على شيء من مائة سنة كاجتماعها على نصرة نبيها صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن، نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وعباده الصالحين.
وبعد مرور أكثر من أربعة عقود، صدق حدسَه، فها هي إيران تتمدد فى العراق ولبنان واليمن، وتكاد تبتلع وطنه الصغير سوريا، وتهدد دول الخليج جمعاء.
ويا لله، ما أعظم مسارعة الشيخ لكل نافع للإسلام والمسلمين، لقد حضرت كثيرًا من مجالس الشيخ الكتابية، فتاوى وشفاعات لأشخاص محتاجين أو للإصلاح بين متخاصمين أو دعوة لنصرة المسلمين، أو توصية بالخير وتيسيره، وليس ذلك محصورًا في داخل المملكة، بل في كل أرجاء الدنيا، وإن تعجب فعجب أن تحدث الشيخ عن إحدى المدن في الخارج والمركز الإسلامي بها فإذا بالشيخ يسألك عما يتعلق بذلك المركز ويحدثك لتكتشف أنه أعلم منك بأحوال المسلمين في تلك البلاد. أما فتاوى الشيخ فأنت تلمح سمة بارزة فيها وهي اتباع الدليل، مع عناية بالغة بصحة الأحاديث والحكم عليها، ولا يتفرد الشيخ - رحمه الله - بقول لم يسبق إليه، بل يتحرى أن يكون له سلف فيما يختاره. واذا وقفت على الحلق العلمية والدروس التي يلقيها الشيخ ويؤمها جموع من طلبة العلم على اختلاف درجاتهم فكأنك ترى حلقة علمية لأحد العلماء من القرون المفضلة، حيث السكينة الإيمانية، والسمت العلمي، والمهابة والتوقير والإجلال الذي يحاط به الشيخ من قبل تلاميذه، مع محبة وشغف يفوح عبيرهما في مجلس الشيخ حتى آخر لحظة في الدرس، مع الفوائد التربوية والشذرات الفريدة التي يتحف بها الشيخ تلاميذه، فلله وما أعظمه من مجلس وما أكثر بركاته.