غناء الحور العين ذُكر في عدد من أحاديث السنة النبوية الشريفة بأنّ من صفات الحور العين الإنشاد المستمر لأزواجهن، حيث وهبهنّ الله عز وجل صوتاً جميلاً وعذباً لم يسمع أحد مثله قط في الحياة الدنيا، ومن الأغاني التي تغنيها الحور العين (أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلاً ولا عنك معدلاً) كما ورد في كتاب بستان الواعظين لابن القيم. دلال الحور العين تتميّز الحور العين عن غيرهن من سكان الجنة بالدلال والغنج الذي وهبهن الله إياه بسبعين ألف لون مختلف، واللاتي يقدمنه لزوجهن متى أُمروا بذلك دون تردد بين بساتين الزعفران والكافور وعلى سرر من مرجان مغطاة بقبب من نور. غيرة الحور العين على أزواجهن تغار الحور العين على أزواجهن وهم في الحياة الدنيا، فإذا ما أوذوا من نسائهم بقول أو فعل تضايقن من فعلهن وقلن " لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا" كما ذُكر في مسند أحمد وسنن الترمذي.
ذات صلة صفات الحور العين ما هو الحور العين تعريف الحور العين الحور العين هنّ نساء لا يعلم مقدار جمالهن وحسنهن إلا الله، يعرفهم المؤمن إذا دخل الجنة، فيرى جمالهن وحسن أخلاقهن، وللمؤمن في الجنة زوجتان من الحور العين، غير ما يعطيه الله زيادة على ذلك بحسب عمله ودرجته في الجنة. [١] صفات الحور العين في القرآن الكريم من صفات الحور العين في القرآن الكريم نذكر: [٢] الحور العين، والحوراء هي التي في عينها كحل وملاحة، وبهاء وجمال، أما العين فمعناها ذوات الأعين الواسعة الضخمة، قال تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ). [٣] أمثال اللؤلؤ المكنون، ومعنى هذه الصفة أن الحور العين كاملات الأوصاف والجمال، فلونهن غاية في الصفاء والبهاء، قد سترن عن الريح والشمس والأعين، لا يجد المرء في النظر إليهن إلا كل ما يسر الخاطر، ويروق الناظر، قال تعالى: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ). [٤] أمثال الياقوت والمرجان، ونقل الطبري في تفسيره عن ابن زيد قوله في معنى هذه الصفة أن الحور العين كالياقوت في صفائهن، وكالمرجان في بياضهن، قال تعالى: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ). [٥] عرب أتراب؛ ومعنى عرباً أي متحببات إلى أزواجهن كما نقل سعيد بن جبير عن ابن عباس، وقيل اللاتي عشقن أزواجهن، وعشقنهم أزواجهم، ومعنى أتراباً أي على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة كما نقل الضحاك عن ابن عباس، وقال السدي في معنى أتراباً أي لا يوجد بينهم تباغض أو تحاسد كما كانوا من قبل ضرائر متعاديات، بل هنّ في أخلاقهن متواخيات، قال تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً*فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا).
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: " الكواعب: جمع كاعب ، وهي الجارية التي بلغت سن خمس عشرة سنة ونحوها. ووصفت بكاعب لأنها تَكَعَّب ثديُها ، أي صار كالكعب ، أي استدار ونتأ " انتهى من " التحرير والتنوير " (30/ 44). فانظر كيف يبين العلماء رحمهم الله أن هذا الوصف ( كاعب) إنما يراد به مرحلة من مراحل عمر الفتاة ، ولا يقصد به الوصف الجنسي لبدنها ، وإن كان هو المعنى الحرفي. تماما كما يستعمل العربي كلمة ( الحائض) للدلالة على البلوغ ، ولا يقصدون ملاحظة وجود الحيض نفسه. ومن الأدلة الظاهرة أيضا أن العرب تستعمل هذا الوصف في الشعر والنثر في سياق ذكر عفة المرأة وتكريمها ، وليس في سياق الوصف الجنسي لإثارة الشهوة واللذة ، والشاعر العربي حين يصف الفتاة بالكاعب لم يطلع على ثديها ، ولم ير حجمه وضخامته ، ولا استدارته أو تدليه ، ولكنه وصف يطلق على كل صغيرة السن شابة ، وذلك من أعف الشعر العذري وأرقه. ومن ذلك قول بشر بن أبي حازم ، ونسب أيضا لقيس بن عاصم: وكم من حصان قد حوينا كريمةٍ *** ومن كاعب لم تدر ما البؤسُ ، مُعْصِر. ذكره الثعلبي في " الكشف والبيان " (10/ 118). ولهذا قال الماوردي رحمه الله – في تفسير ( كواعب) في الآية الكريمة –: " العذارى, قاله الضحاك " انتهى من " النكت والعيون " (6/188) ثم ذكر الشاهد السابق.
وجملة أولئك ينادون من مكان بعيد خبر ثالث عن الذين لا يؤمنون ، والكلام تمثيل لحال إعراضهم عن الدعوة عند سماعها بحال من ينادى من مكان بعيد لا يبلغ إليه في مثله صوت المنادي على نحو قوله تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع كما تقدم في سورة البقرة. وتقول العرب لمن لا يفهم: أنت تنادى من مكان بعيد. والإشارة بـ ( أولئك) إلى الذين لا يؤمنون لقصد التنبيه على أن المشار [ ص: 317] إليهم بعد تلك الأوصاف أحرياء بما سيذكر بعدها من الحكم من أجلها نظير أولئك على هدى من ربهم. فصل: إعراب الآية رقم (39):|نداء الإيمان. ويتعلق من مكان بعيد بـ ( ينادون) ، وإذا كان النداء من مكان بعيد كان المنادى بالفتح في مكان بعيد لا محالة كما تقدم في تعلق من الأرض بقوله ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض أي دعاكم من مكانكم في الأرض ، وبذلك يجوز أن يكون من مكان بعيد ظرفا مستقرا في موضع الحال من ضمير ( ينادون) وذلك غير متأت في قوله إذا دعاكم دعوة من الأرض.
إعراب الآية رقم (39): {وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدّم.. والمصدر المؤوّل (أنّك ترى... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر... (خاشعة) حال منصوبة الفاء عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا)، اللام المزحلقة للتوكيد (على كلّ) متعلّق بقدير. جملة: (من آياته أنّك ترى) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (ترى) في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: (أنزلنا) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (اهتزّت) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (ربت) لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت. وجملة: (إنّ الذي أحياها) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (أحياها) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (إنّه على كلّ شيء قدير) لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (خاشعة)، مؤنّث خاشع اسم فاعل من (خشع) انظر الآية (45) من سورة البقرة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة فصلت - الآية 44. (ربت)، فيه إعلال بالحذف- بعد الإعلال بالقلب- فالفعل (ربا) قلبت فيه الألف عن واو، مضارعه يربو والأصل ربو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا- الإعلال بالقلب- ثمّ دخلت تاء التأنيث الساكنة فالتقى ساكنان فحذفت الألف- إعلال بالحذف- وزنه فعت.. البلاغة: الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ).
واختلف أهل العربية في موضع تمام قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ فقال بعضهم: تمامه: ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ وجعل قائلو هذا القول خبر ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ﴾ - ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ ؛ وقال بعض نحويي البصرة: يجوز ذلك ويجوز أن بكون على الأخبار التي في القرآن يستغنى بها، كما استغنت أشياء عن الخبر إذا طال الكلام، وعرف المعنى، نحو قوله: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ﴾. وما أشبه ذلك. قال: وحدثني شيخ من أهل العلم، قال: سمعت عيسى بن عمر يسأل عمرو بن عبيد ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ أين خبره؟ فقال عمرو: معناه في التفسير: إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ فقال عيسى: أجدت يا أبا عثمان. وكان بعض نحويي الكوفة يقول: إن شئت جعلت جواب ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ (﴾ أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) وإن شئت كان جوابه في قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ ، فيكون جوابه معلوما، فترك فيكون أعرب الوجهين وأشبهه بما جاء في القرآن.
والانتفاع بالرقية أكثر ما يكون من جراء أن يرقي أولياء الله { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63]، وليحذر الناس في هذه البلاد أن ينتشر هذا الأمر من الذين يرقون على خلاف السنة ومن الذين يستخدمون الجن ومن الكهنة والمشعوذين والعرافين الذين يخبرون ببعض الأمر الغيبي الذي فات وكذلك من السحرة وأمثالهم ممن أتوا إلى هذه البلاد أو من أهل هذه البلاد الذين تعلموا على يدي أولئك فحمى الله جل وعلا هذه البلاد من شر أولئك زمنًا طويلاً، والآن نراها قد انتشر فيها، قد انتشرت فيها تلك الموبقات، وأولئك الذين مرقوا من الدين. نسأل الله جل وعلا لنا السلامة وأن يحمي هذه البلاد بالتوحيد وأن يحمي أهلها من مسالك الشرك ووسائله، وطريقة المخرفين والمشعوذين، وأن يمن على الرجال بالقوامة. بالقوامة الحقة التي منَّ الله عليهم بها شرعًا إنه ولي ذلك وهو المسئول وعليه التكلان. واسمعوا قول الله جل وعلا بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9].