18169 - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار, قَالَ: ثنا حَمَّاد بْن مَسْعَدَة, قَالَ: ثنا قُرَّة, عَنْ الْحَسَن في قَوْل اللَّه: { بَيْضَاء منْ غَيْر سُوء} قَالَ: أَخْرَجَهَا اللَّه منْ غَيْر سُوء, منْ غَيْر بَرَص, فَعَلمَ مُوسَى أَنَّهُ لَقيَ رَبّه. وَقَوْله: { تَخْرُج بَيْضَاء منْ غَيْر سُوء}. ' وَقَوْله: { آيَة أُخْرَى} يَقُول: وَهَذه عَلَامَة وَدَلَالَة أُخْرَى غَيْر الْآيَة الَّتي أَرَيْنَاك قَبْلهَا منْ تَحْويل الْعَصَا حَيَّة تَسْعَى عَلَى حَقيقَة مَا بَعَثْنَاك به منْ الرّسَالَة لمَنْ بَعَثْنَاك إلَيْه. وَنَصَبَ آيَة عَلَى اتّصَالهَا بالْفعْل, إذْ لَمْ يَظْهَر لَهَا مَا يَرْفَعهَا منْ هَذه أَوْ هيَ. معنى قوله تعالى: ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ - منتدى الكفيل. وَقَوْله: { آيَة أُخْرَى} يَقُول: وَهَذه عَلَامَة وَدَلَالَة أُخْرَى غَيْر الْآيَة الَّتي أَرَيْنَاك قَبْلهَا منْ تَحْويل الْعَصَا حَيَّة تَسْعَى عَلَى حَقيقَة مَا بَعَثْنَاك به منْ الرّسَالَة لمَنْ بَعَثْنَاك إلَيْه. '
وسمي الإثم المائل بالإنسان عن الحق جناحا ثم سمي كل إثم جناحا، نحو قوله تعالى: "لا جناح عليكم" "سورة البقرة: /236، وهو في سورة البقرة متعدد المواضع في غير موضع. وجوانح الصدر: الأضلاع المتصلة رؤوسها في وسط الزور، الواحدة: جانحة، وذلك لما فيها من الميل. رهــب الرهبة والرهب: مخافة مع تحرز واضطراب، قال: "لأنتم أشد رهبة" الحشر/13، وقال: "جناحك من الرهب" القصص/32، وقرئ: "من الرهب" بسكون الهاء، أي: الفزع. وقال تعالى: "ويدعوننا رغبا ورهبا" الأنبياء/90، وقال: "ترهبون به عدو الله" الأنفال/ 60، وقوله: "واسترهبوهم" الأعراف/116، أي: حملوهم على أن يرهبوا، "وإياي فارهبون" البقرة/40، أي: فخافون. والترهب: التعبد، وهو استعمال الرهبة، والرهبانية: غلو في تحمل التعبد، من فرط الرهبة. قال: "ورهبانية ابتدعوها" الحديد/27، والرهبان يكون واحدا، وجمعا. ضـــم الضم: الجمع بين الشيئين فصاعدا. قال تعالى: "واضمم يدك إلى جناحك" طه/22، "واضمم إليك جناحك" القصص/32. لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَة ٌ بَعْدَ فَقْدِكُم *** نهاراً وقد زادت على ظلمة الدجى فيا خير من ضمِّ الجوانحَ والحشا *** وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى تفسير ابن كثير: قال الله تعالى: " واضمم إليك جناحك من الرهب " قال مجاهد من الفزع وقال قتادة من الرعب, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن جرير مما حصل لك من خوفك من الحية والظاهر أن المراد أعم من هذا وهو أنه أمر عليه السلام إذا خاف من شيء أن يضم إليه جناحه من الرهب وهو يده فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجده من الخوف وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده فإنه يزول عنه ما يجده أو يخف إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
عضو هوامير المؤسس تاريخ التسجيل: Dec 2005 المشاركات: 1, 538 وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ يقول سبحانه وتعالى سورة القصص: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} آية رقم 32 جنـــــح الجناح: جناح الطائر، قال تعالى: "ولا طائر يطير بجناحيه" الأنعام/38 وسمي جانبا الشيء جناحيه، فقيل: جناحا السفينة، وجناحا العسكر، وجناحا الإنسان لجانبيه. قال عز وجل: "واضمم يدك إلى جناحك" طه/22، أي: جانبك: "واضمم إليك جناحك" القصص/32، عبارة عن اليد؛ لكون الجناح كاليد ، وقوله عز وجل: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" الإسراء/24، فاستعارة، وذلك أنه لما كان الذل ضربين: ضرب يضع الإنسان، وضرب يرفعه - وقصد في هذا المكان إلى ما يرفعه لا إلى ما يضعه. خفضتُ جناحَ الذلّ رفعاً لقدرها *** فأوجبَ ذاك الخفضُ رَفعي عن النّصبِ وجنحت العير في سيرها: أسرعت، كأنها استعانت بجناح. وجنح الليل: أظل بظلامه، والجنح: قطعة من الليل مظلمة. قال تعالى: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" الأنفال/61، أي مالوا، من قولهم: جنحت السفينة، أي: مالت إلى أحد جانبيها.
يا أيها النَّبِيُّ قل لِّأَزْوَاجِكَ وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ من جَلَابِيبِهِن - YouTube
حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام ، عن عنبسة ، عمن حدثه ، عن أبي صالح قال: [ ص: 326] قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة على غير منزل ، فكان نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن. يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين عائشة. وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل. فأنزل الله ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) يقنعن بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة. وقوله ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) يقول - تعالى ذكره -: إدناؤهن جلابيبهن إذا أدنينها عليهن أقرب وأحرى أن يعرفن ممن مررن به ، ويعلموا أنهن لسن بإماء فيتنكبوا عن أذاهن بقول مكروه ، أو تعرض بريبة ( وكان الله غفورا) لما سلف منهن من تركهن إدناءهن الجلابيب عليهن ( رحيما) بهن أن يعاقبهن بعد توبتهن بإدناء الجلابيب عليهن.
⁕ حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله ﴿قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ﴾ قال: فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه. وقال آخرون: بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن. يا أيها النَّبِيُّ قل لِّأَزْوَاجِكَ وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ من جَلَابِيبِهِن - YouTube. ⁕ حدثني محمد بن سعد قال ثني أَبي قال ثني عمي قال: ثني أَبي عن أبيه عن ابن عباس، قوله ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ... ﴾ إلى قوله ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ قال: كانت الحرة تلبس لباس الأمة فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها. ⁕ حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَينَ﴾ وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله ﴿يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ﴾ يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة.
– أما بنات النبي اللاتي تحدثت عنهن الآية ، فالمقصود بهم هن هؤلاء اللتي كانوا على قيد الحياة عند نزول هذه الآية الكريمة ، و هن فاطمة و زينب و أم كلثوم رضي الله عنهن ، و بذلك فهن بنات النبي بالكامل عدا رقية التي توفت قبل نزول الآية. يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين والمؤمنات. تفسير الأية الكريمة – تحدث العديد من المفسرين عن تلك الآية الكريمة ، فكان معنى كلمة يدنين في المعجم اللغوي هو يسدلن و يرخين ، و قد ذكر عدد من المفسرين الآية بالشرح فكان من بينهم البيضاوي و ابن كثير و غيرهم.. – شرح البيضاوية للآية توقف عند (من) ، تلك التي وجد أن مفادها هنا أن على السيدة أن ترخي بعض ن جلبابها فقط ، و أن تنتبف بباقيه ، و هذا يعني أن المرأة لها جلبابان ، أحدهم هو ما تلبسه و الأخر هو ما تسدله على جيبها. – فيما تطرق بن كثير إلى شرح أكثر عمقا ، و هو أن مقصد الجباب الذي تحدثت عنه الآية هو الخمار الذي ترتديه المرأة فوق رأسها ، و أن عليها أن تسدله على جيبها ، و قد توافق هذا التفسير مع عدد كبير من المفسرين الأخرين ، و منهم ابن مسعود و الحسن البصري و عطاء الخرساني و غيرهم. – و قد أجمع المفسرون في هذه الآية على أنها لم تكن موجهة لزوجات النبي و بناته اللاتي ذكرانهن سابقا ، و إنما وجهت لكل سيدات المؤمنين و بناتهم ، و ربما كان الغرض هو السترة أو التمييز عن الكافرين وقتها ، حرصا على عفتهن ، و إبعادهن عن مطامع العيون.